زي النهاردة.. وفاة السلطان العثماني سليمان الثاني الذي تولى الحكم بمعجزة بعد سجنه
في مثل هذا اليوم من عام1691 توفى سليمان الثاني، السلطان العثماني الثاني والعشرين وهو شقيق كلٍّ من السلطان محمد الرابع والسلطان أحمد الثاني وأعمامه كل من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع، وخلفه شقيقه السلطان أحمد الثاني.
حياته قبل السلطنة
كان سليمان الابن الثاني للسلطان إبراهيم وكانت أمه صالحة دل آشوب سلطان أكثر زوجات إبراهيم المفضلات، وبعد خلع السلطان إبراهيم وقتله تولى محمد الرابع الحكم وهو لايزال صغيرًا، ونتيجة الخلاف بين جدتهما السلطانة كوسم وبين والدة محمد ترخان خديجة سلطان فقد سعت السلطانة كوسم إلى قتل محمد الرابع واستبداله بأخيه سليمان لعلمها بارتباط أمه به، إلا أن المحاولة كشفت وقتلت السلطانة كوسم بالإعدام شنقا.
أثرت هذه الحادثة أمر السلطان محمد بإبقاء إخوته «سليمان وأحمد» في القفص، وهي غرفة مميزة في الحرملك السلطاني يقيم فيها الأمراء ويمنعون من الخروج، وإنشغل سليمان طوال عمره فيها بالخط وحصل على إجازة فيه من «طوقاتلى أحمد أفندي».
ولاية الحكم
نتيجة الهزائم العثمانية المتوالية على يد النمسا ثار الناس والجنود على محمد الرابع وعزلوه، وكان من المفترض أن يرتقي العرش إبنه مصطفى الثاني، لكن سعى الوزير كوبرلو فاضل مصطفى باشا إلى تعيين سليمان بدلًا منه انتقامًا من السلطان محمد الرابع لإبعاده عن السلطة وإعدامه لزوج شقيقته قرة مصطفى باشا، فنصب رجال الدولة سليمان سلطانًا جديدًا.
كان السلطان سليمان شخصًا طيبًا ولم يكن لديه السمات القيادية التي تميز بها سلاطين الدولة العثمانية الأوائل ويرجع ذلك لطول حبسه في القفص.
إذ قام الجنود الثائرون بقتل الصدر الأعظم سياوش باشا وطالبوا السلطان بعطية الجلوس «وهي العادة في الحصول على قدر معلوم من الأموال من الخزانة السلطانية عند تولى سلطان جديد للعرش» رغم حالة الخسائر التي تلقتها الدولة بسبب تقاعسهم.
وفاة السلطان
خرج السلطان سليمان بنفسه لقيادة الجيش لكن الوزراء المتهيبين للموقف أجبروه على العودة بعد الوصول لصوفيا، ضغط شيخ الإسلام على السلطان لتعيين «كوبرلو فاضل مصطفى باشا» كصدر أعظم باعتباره الشخص الوحيد القادر على وقف النمساويين، وبالفعل فإن الباشا نجح خلال فترة وجيزة في إجبار الجنود على طاعة الأوامر وعين قادة أكفاء يثق بهم في المناصب القيادية وأجرى تعديلات هامة في نظام جمع الجزية وأنقذ مالية الدولة من الانهيار.
خرج مصطفى باشا لقيادة الجيش بنفسه وحقق نجاحًا واضحًا واستطاع استعادة بلغراد، وتجهز الباشا لحملة في العام التالى لاسترداد المجر، لكن توفى السلطان سليمان بعد خروج مصطفى باشا لحملته الثانية بقليل، وتولى مكانه أخيه أحمد الثاني.