زي النهاردة.. ميلاد سيف الدولة الحمداني أقوى حكام عصره وأشهرهم في الثقافة والقتال
في مثل هذا اليوم من عام 916 ولد سيف الدولة الحمداني، أبرز أمراء الدولة الحمدانية، والمعروف باسم سيف الدولة العباسية، وكان سيف الدولة أحد أهم حكام عصره، وحقق فتوحات كبرى وتفوق في ميادين الثقافة والقتال.
عن أصله ونشأته
هو علي بن أبي الهيجاء بن حمدان بن الحارث سيف الدولة التغلبي مؤسس إمارة حلب، التي تضم معظم شمال سوريا وأجزاء من غرب الجزيرة.
كان من أكثر الأعضاء بروزا في الدولة الحمدانية، حيث خدم تحت ولاية أخيه الأكبر وعساده في السيطرة على الدولة العباسية الضعيفة في بغداد أوائل 940 م، وبعد إخفاق هذه المحاولات تحول طموح سيف الدولة تجاه سوريا حيث واجه طمع الأخشيد للسيطرة على المحافظة.
عانت مملكته من سلسلة من التمردات القبلية حتى 955 م، لكنه كان ناجحا في التغلب عليها والمحافظة على ولاء أهم القبائل العربية، أصبحت دولة سيف الدولة في حلب مركز الثقافة والحيوية، وجمع من حوله من الأدباء ومنهم أبو الطيب المتنبي الذي ساعد في ضمان شهرته للأجيال القادمة.
كان راعيًا للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه في حلب الشُعراء والعُلماء والأدباء والمفكرون، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، وأبو نصر الفارابي الفيلسوف الشهير.
كما اعتنى بابن عمه وشقيق زوجته أبي فراس الحمداني شاعر حلب، وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة، وأصبحت عاصمة دولته حلب مقصدا للعلماء والشعراء العرب في هذه الفترة من حكم سيف الدولة.
الحروب الإسلامية البيزنطية
احتفل بسيف الدولة على نطاق واسع لدوره في الحروب الإسلامية البيزنطية، مواجها الإمبراطورية البيزنطية في أوج قوتها والتي استطاعت في بدايات القرن العاشر السيطرة على بعض الأراضي الإسلامية.
وفي أثناء مصارعة عدو متفوق بكثير، شن سيف الدولة غارات في عمق الأراضي البيزنطية متمكنا من فتح بعض المناطق، واستمر ذلك حتى عام 955 بعد ذلك قاد القائد الجديد للقوات البيزنطية نقفور الثاني ومساعدوه هجوما قصم قوات الحمداني.
واستولى البيزنطيون على قلقيلية، كما احتلوا حلب نفسها لفترة وجيزة في 962، وتميزت السنوات الأخيرة لسيف الحمداني بالهزائم العسكرية لعجزه المتزايد نتيجة المرض وانخفاض سلطته التي أدت إلى ثورة أقرب مساعديه.
مات الحمداني في بدايات 967، تاركا عالما أضعف، فقد أنطاكية والساحل السوري لبيزنطة لتصبح من الإمبراطورية البيزنطية عام 969 م.