زي النهاردة.. فتح الجامع الأزهر للصلاة بعد عام من تشييده على يد جوهر الصقلي
في مثل هذا اليوم من عام 971 ، افتتح الجامع الأزهر للصلاة، بعد عام من بداية بنائه على يد جوهر الصقلي في 4 أبريل 970، ليصبح المسجد أحد أهم المنارات في علوم الإسلام ونشره في جميع أنحاء العالم.
عن المسجد ورمزيته الدينية والتاريخية
هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي.
يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة فقام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله.
في تلك الأثناء بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجدًا جامعًا للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهدًا تعليميًا لتعليم المذهب الشيعي ونشره.
بدأ في بناؤه عام 970 وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة ورغم أن يد الإصلاح والترميم توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيرًا من معالمه الفاطمية إلا أنه يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.
وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنًا بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد.
ويعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعًا وتبرعًا، إلا أن الجامع الأزهر يعد الأول في مصر في تأدية دور المدارس والمعاهد النظامية.
إذ كانت دروسه تعطى بتكليف من الدولة ويؤجر عليها العلماء والمدرسين، وألقي أول درس فيه عام 975 على يد علي بن النعمان القاضي في فقه الشيعة، وفي سنة 988 قررت الدولة منح مرتبات لفقهاء الجامع وأعدت دارًا لسكناهم بجواره وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلًا.
سقوط الدولة الفاطمية
بعد سقوط الدولة الفاطمية أغلق الأزهر على يد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يهدف من وراء ذلك إلى محاربة المذهب الشيعي ومؤازرة المذهب السني، فأبطلت الخطبة فيه وظلت معطلة مائة عام إلى أن أعيدت في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري.
وفي عهد الدولة المملوكية عاد الأزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي، فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني والأحاديث النبوية وعنى بتجديده وتوسعته وصيانته فعد ذلك العصر الذهبي للأزهر، كما أظهر الحكام والأعيان في العصور التالية اهتمامًا ملحوظًا بترميمه وصيانته وأوقفت عليه أوقافًا كثيرة.
في عهد الملك فؤاد الأول صدر القانون رقم 46 لسنة 1930 للأزهر والذي بموجبه أنشأت كليات أصول الدين والشريعة واللغة والعربية لاحقًا سنة 1933، وأصبح للأزهر رسميًا جامعة مستقلة في عام 1961.
وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة الإسلامية، ولا يزال الأزهر حتى اليوم منارة لنشر وسطية الإسلام ومؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع.