مسن سعودي يقف أمام التلفزيون لتقديم القهوة للمذيع.. وهذه قصته | فيديو
خطف مسن سعودي يعاني من مرض "الزهايمر" أنظار المتابعين عقب إقدامه على تصرف لافت بوقوفه أمام شاشة التلفاز وتقديم القهوة لمقدم النشرة الإخبارية من وراء الشاشة، كتقليد متوارث في المملكة وكثير من الدول العربية عند استقبال الضيف.
وظهر المسن وهو من مدينة حائل شمال المملكة، في مقطع فيديو وهو يحمل القهوة في يديه ويقترب من شاشة التلفاز في منزله أثناء تقديم الإعلامي إبراهيم بدر، مذيع الأخبار في قناة ”العربية“ السعودية، نشرة الأخبار.
وقال الرجل المسن في المقطع الذي وثقه أحد أحفاده الذي سأله عما ينوي فعله عقب اقترابه من التلفاز: إنه ينوي تقديم القهوة للرجل (أي مذيع الأخبار).
واقترب الشاب الذي وثق المقطع من جَده لأخذ القهوة من يديه، بعد أن أبلغه بأن الرجل الظاهر ليس موجودًا بينهم إنما خلف الشاشة فقط.
وأثار تصرف الرجل الطاعن في السن والذي يعاني من وضع صحي خاص، إعجاب كثير من النشطاء والإعلاميين الذين أعادوا تداول المقطع، ومنهم الإعلامي إبراهيم بدر الذي أثنى على ما بدر من هذا الرجل، وطلب تزويده بأي وسيلة اتصال للوصول إليه.
وقال الإعلامي بدر: ”قهوتك مشروبة يا عمي وإن شاء الله أجيك حايل وأشربها من يدك الطاهرة ترى الكرم مو بغريب عليكم يا أهل شمر يا أحفاد حاتم الطائي“.
كما أثنى مراسل قناة ”العربية“ في السعودية، عبد الواحد الحميد على المسن السعودي، وقال: ”لم ينس الكرم رغم الزهايمر مسن سعودي في حائل يقف أمام الشاشة لتقديم القهوة لمذيع العربية“.
وحرص إعلاميون ونشطاء على الإشادة بالرجل المسن وأهل حائل وما يمتازون به من كرم، كما أشادوا بالإعلامي إبراهيم بدر الذي تفاعل مع الحادثة وأبدى سروره وفخره بالرجل المسن وأهل حائل.
وتعتبر القهوة العربية من أبرز التقاليد في السعودية، وهي رمز للكرم والجود وحسن الضيافة، ويتم تقديمها عند استقبال الضيوف وفي الأعراس والمآتم.
ويحرص أهالي حائل على الحفاظ على هذا التقليد، وتقديم القهوة للضيف بالدلال التي تحظى بمكانة رفيعة وتعتبر واحدة من أهم عناصر المجالس السعودية.
وتضم مدينة حائل مصنعًا لصناعة دلال القهوة النحاسية، والتي تصنع بأشكال وألوان وأحجام مختلفة، ويحرص كثير من الزوار والسياح الذين يقصدون هذه المنطقة على اقتناء بعضًا من هذه الدلال.
الجدير بالذكر أن منطقة حائل تضم موقدة الفارس والشاعر العربي المعروف، حاتم الطائي، الموجودة في أعلى جبل السمرة، والتي كان يوقدها ليلًا لإرشاد الضيوف إلى بيته، حيث عرف بكرم ذاع صيته بين الناس، بينما لا يزال قبره وقصر ترابي قديم في قرية توران بالقرب من مدينة حائل، شاهدين على مآثر الرجل، الذي يعد أشهر رموز الكرم عبر التاريخ.