بسبب جنونه.. كيف قتل يوسف شاهين آخر حلم للجمع بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني
آخر فيلم كان من المفترض أن يقوم ببطولته الفنان عبد الحليم حافظ هو فيلم " وتمضى الأيام"، أيضا كان هذا الفيلم سيكون هو الفيلم الثانى الذى كان سيجمع بين العندليب الاسمرعبد الحليم حافظ والسندريلا سعاد حسنى.
فيلم “ وتمضى الأيام ” كتب له السيناريو المؤلف الايطالى لوسيان لومبير الذى كان يعيش فى مصر ومتزوج من سيدة مصرية عام 1972، وهو من القصص الرومانسية على نهج غادة الكاميليا، وعندما عرض لوسيان القصة على عبد الحليم حافظ فوافق على تقديمه على الفور نظرا لما يتضمنه من فرصة لتقديم فيلم رومانسى كبير وتقدم دور البطولة النسائية خلاله الفنانة سعاد حسنى، وذلك وفقاُ لما ذكره الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ في كتابه " حليم وأنا " حيث لم تشترك سعاد حسنى في اعمال فنية سوى في فيلم "البنات والصيف"، حيث كانت السندريلا في بداياتها الفنية، والعندليب كان في فترة تألقه، ولعبت سعاد حسني دور شقيقته في قصة من قصص الفيلم الثلاث.
غادة الكاميليا
وكان من المقرر أن يشتركا في بطولة فيلم "وتمضي الأيام"، ووجد فيه حليم فرصة سانحة ليقدم فيلما رومانسيا، تلعب فيه سعاد حسني دور البطولة أمامه، وزاد حماسه للفيلم لأن قصته مأخوذة عن رواية غادة الكاميليا، وبحث حليم عن المخرج الذي يتولى إخراج الفيلم، فكان المخرج يوسف شاهين، لأنه كان معجبا بأعماله.
ثم جاءت مرحلة اختيار مخرج للفيلم وكانت مهمة عبد الحليم حيث اشترط هو اختيار المخرج بنفسه، واقترح عليه صديقه حسام عيسى المشرف على قطاع السينما فى ذلك الوقت، إسناد مهمة اخراج الفيلم لـلمخرج يوسف شاهين، وبالفعل تحدث العندليب مع يوسف شاهين الذى اقترح على عبد الحليم حافظ تعديل بعض المشاهد فى السيناريو، خاصة أنه من المعروف عن شاهين التدخل في أي سيناريو يعمل به، فوافق عبد الحليم على كل التفاصيل وأعطى الحرية لشاهين، وكانت هذه أول مرة يتم التعامل فيما بينهما في عمل واحد حيث لم يسبق ذلك اخراج شاهين لأى عمل لعبد الحليم حافظ.
وعندما انتهى يوسف شاهين من سيناريو الفيلم، أضاف شخصيتين جديدتين ليسا من اصل القصة، وهما الشاعر أحمد فؤاد نجم، ومغنى كفيف يدعى "الشيخ إمام ـ كان في بداية عهده بالغناء ـ
والتقى شاهين بعبد الحليم وعرض عليه السيناريو بعد التعديل،
غضب وخصام شديد
وعندما بدأ عبد الحليم حافظ فى قراءة السيناريو بدأت عينيه تمتلئ بالغضب والحزن ومزق الصفحات وقال نصا " الراجل دا مجنون.. جايبلى اتنين شيوعيين يعلمونى الوطنية " ورفض السيناريو، بل قام عبد الحليم باستبعاد يوسف شاهين من قائمة أعماله ورفض التعامل معه بشدة،
وانتهى حلم الجمع بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسنى في عمل واحد.