90 عاما على رحيل شاعر النيل حافظ إبراهيم
لقبه الشعراء بشاعر النيل وشاعر الشعب.. ولد الشاعر حافظ إبراهيم عام 1872،على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل قبالة شواطئ ديروط بأسيوط، ووالده مصري الأصل وأمه تركية، ورحلا والديه وهو طفل وتبناه خاله فترة من الزمن حيث حفظ القرآن ونظرا لضيق حال خاله ترك له المنزل وكتب له رسالة مهذبة يقول فيها: ( ثقلت عليك مئونتى).
التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية وتخرج منها ضابطا في الجيش وعين بوزارة الحربية وسافر الى العمل بالسودان، ونظم حافظ إبراهيم الشعر ببراعة وكان له أسلوبه الخاص وكذلك القضايا التي يناقشها فكان شعره ادبا رائعا وكلمات ذات معنى تحث النفوس على الخير والحب والامل والمودة والمروءة، وشعره يدفع على النهضة والبناء ويترجم الواقع السياسى والاجتماعى والثقافى، وحاول الكتابة في جريدة الاهرام الا ان صاحبها رفض خوفا من كتابته ضد الاستعمار والانجليز بصفة خاصة.
قول مؤثر
وصفه الشاعر خليل مطران بالوعاء الذى يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه ليمتزج كل ذلك بشعوره واحساسه فيأتى منه القول المؤثر في النفوس، وقال عنه عباس العقاد: ( مفطورا بطبعه على إيثار الجزالة والاعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة ).
مصر تتحدث عن نفسها
في مثل هذا اليوم 21 يونيو 1932 رحل أحد مبدعي مصر العظماء شاعر النيل حافظ ابراهيم الذى جعل مصر تتحدث عن نفسها وتباهى العالم وهى تقول (وقف الخلق ينظرون جميعا..كيف ابنى قواعد المجد وحدى.. وبناة الاهرام فى سالف الدهر.. كفونى الكلام عند التحدى.. أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق.. ودراته فرائد عقدى إن مجدى فى الاوليات عريق.. من له مثل أولياتى ومجدى.. أنا إن قدر الاله مماتى.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى".
دار الكتب
عمل فى بداية حياته رئيسا للقسم الادبى بدار الكتب وكان مبذرا شديد الاسراف حتى ان العقاد قال عنه (مرتب سنة فى يد حافظ يساوى مرتب شهر ) وقيل أنه كان يستأجر القطار كاملا ليوصله الى حلوان حيث يسكن.
رثاء أحمد شوقى
عاصر حافظ ابراهيم الشاعر أحمد شوقى وكان صديقا له حتى انه رثاه عند رحيله بقوله (كنت أوثر أن تقول رثائى.. يا منصف الموتى من الأحياء ).
ومن نوادر حافظ ابراهيم مع صديقه امير الشعراء احمد شوقى انه دعاه شوقى مع شاعر الاطلال ابراهيم ناجى على الغداء الذى كان عبارة عن القلقاس وتحدى الثلاثة بعض ان يكتبوا شعرا سريعا فى القلقاس، والاسرع هو الذى سيفتتح المائدة، وكان معروفا عن حافظ سرعة البديهة والفكاهة فارتجل سريعا (لو سألوك عن قلبى وما قاسى.. فقل قاسى وقل قاسى وقل قاسى).
وكانت الفنانة تحية كاريوكا من المتأثرين في حياتها بشعر حافظ إبراهيم حيث عكفت على قراءة كتبه وأشعاره عن طريق رفيق لها واتخذتها وسيلتها للثقافة دون ان ترى صاحبها.
أخلاق شرقية
وقال الشاعر حافظ إبراهيم عن نفسه: "أنا شرقى ربيت في الشرق وشببت على أخلاق وعادات شرقية لا يروق نفسى سواها، فلا تعجبنى الاخلاق الغربية، لأنه من الصعب أن يخرج الانسان من أخلاقه وعاداته، فلا يعجبنى الا الحياة الشرقية بالرغم من انها لا تزال تحتاج الى العلم والنظام".