رئيس التحرير
عصام كامل

ضبط وإحضار أردوغان!


لا يكف السيد أردوغان، رئيس الوزراء التركى منذ أن تم عزل مرسى شعبيا فى مصر، عن المطالبة بعودته إلى الحكم مجددا، رغم أن مصر ليست تركيا وتركيا ليست مصر، والسيد أردوغان لا يصوت لاختيار من يحكمون مصر.


تجاوز أردوغان كل الأعراف الدبلوماسية وتعامل مع مصر مثلما يتعامل مع سوريا، فهو يتدخل وبشكل سافر فى شئوننا وشئون كل بلاد المنطقة، الآن رغم أنه كان يتباهى منذ سنوات قليلة هو ووزير خارجيته بانتهاج سياسة تصغير المشاكل مع الجيران وأبناء المنطقة، أى إلغاء هذه المشاكل!

فضح أردوغان نفسه وجاهر بما كان يخفيه ليخدع المنطقة وشعوبها.. فهو لا يتعامل معهم باعتبارهم جيرانا لهم عليهم حق الجيرة الطيبة ولكن كأتباع.. استعاد أحلام الإمبراطورية العثمانية التى انتهت منذ عشرات السنين والتى كانت تسمى خلافة إسلامية.

وهو كشف كذب كل ما كان يقول به حول حق الشعوب فى اختيار حكامها وضرورة استجابة الحكام لرغبات شعوبهم حتى ولو كانت هذه الرغبات التخلص من هؤلاء الحكام مثلما كان يقول للرئيس مبارك حينما انتفضت الجماهير تطالبه بترك الحكم!

وياليت الأمر اقتصر على ذلك فقط، ولكن الخطير أيضا أن أردوغان قرر أن يحارب مع الإخوان أو أن يشاركهم الحرب التى يشنونها الآن ضد الشعب والجيش فى مصر.. فهزيمة الإخوان فى مصر يعدها أردوغان هزيمة له فى تركيا، ولعل هذا هو الأمر الوحيد الصحيح الذى يدركه.. لذلك هو يرعى الآن مؤامرات التنظيم الدولى للإخوان ضد مصر .

إن أردوغان لا يختلف عن بديع والشاطر ورفاقهما، ولذلك لا يكفى التعامل معه بالاستنكارات الدبلوماسة المهذبة، يجب أن نتعامل معه بذات الطريقة التى نتعامل بها الآن مع بديع والشاطر.. طريقة الضبط والإحضار.. أى التعامل معه كمتآمر علينا.
الجريدة الرسمية