رئيس التحرير
عصام كامل

السديس يحذر الحجاج من الهتافات والمسيرات: أمن الحرمين الشريفين خط أحمر

الشيخ عبد الرحمن
الشيخ عبد الرحمن السديس

دعا الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ عبد الرحمن السديس، الحجاج، التفرغ للعبادة دون شعارات أو هتافات أو مسيرات.

جاء هذا في كلمة وجهها لحجاج بيت الله الحرام، مساء أمس الأحد، مع تواصل توافد ضيوف الرحمن على المملكة لأداء الفريضة.

وشدد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس، على أن أمن الحرمين الشريفين وقاصديه "خطوط حمراء" يجب على كل مسلم مراعاتها.

 

منبر للوسطية والاعتدال

وبيَّن أن "على المسلمين أن يجعلوا تأديتهم لفريضة الحج منبرا للوسطية والاعتدال وإعلان التوحيد وإخلاص العمل".

ودعا الحجاج إلى التعاون مع الجهات المعنية القائمة على تنظيم الحج، وعلى رأسها الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين، ومع رجال الأمن، مؤكدا أنهم "ما وجدوا إلا لتحقيق أمنكم وسلامتكم".

ودعا الحجاج للتفرغ للعبادة دون مسيرات، قائلًا: "تفرغوا للعبادة والفريضة دون شعارات أو هتافات أومسيرات فأمن المسجد الحرام وأمن المسجد النبوي الشريف لا مزايدة فيه ولا مهاترات".

وتابع: "واجبكم أن ترعوا أمن المملكة ونظامها وسلامة أهلها وسلامة وأمن البلد الحرام فأمن الحرمين وأمن قاصديها وأمن فريضة الحج ومناسك العمرة خطوط حمراء يجب على كل مسلم أن يراعيها وأن يراعي قدسية البيت الحرام".

 

توافد ضيوف الرحمن

ويتواصل توافد ضيوف الرحمن إلى السعودية من خارج المملكة لأداء مناسك الحج للمرة الأولى منذ عامين بسبب جائحة كورونا.

وكانت السعودية قد أعلنت، في 9 أبريل الماضي، رفع عدد حجاج هذا العام إلى مليون شخص، مع السماح للقادمين من خارج المملكة بأداء مناسك الحج وفقًا للحصص المخصصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية.

وبلغ عدد الحجاج عام 2019 نحو 2.5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لعشرة آلاف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة في هذا العام، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي 2021 إلى 60 ألفا ملقحين بالكامل من داخل المملكة من مختلف الجنسيات.

 

البراءة من المشركين

ومع السماح بعودة الحجاج من الخارج، جددت السعودية اليوم الأحد تحذيراتها من تنظيم مسيرات في الحج، وهو تحذير اعتادت توجيهه كل عام قبيل جائحة كورونا، في ظل حرص الإيرانيين على إقامة مراسم ما يسمى بـ"البراءة من المشركين".

وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار طائفي ألزم أول مرشد لإيران الخميني الحجاج الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تستنكر وتتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية إلى فريضة سياسية.

وخلال موسم  الحج عام 2013، احتشد أتباع جماعة الإخوان لرفع شعار "رابعة" على جبل عرفات، رغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية.

 

محاولات تسييس الحج

وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.

وأكدت على وجوب أداء فريضة الحج بسكينة واطمئنان والبعد عن الرفث والفسوق والجدال الذي جاء النهي عنه بنص القرآن الكريم حينما قال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) سورة البقرة}.

الجريدة الرسمية