رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عبد المجيد: تحويل بعض كتاباتي للسينما أو التليفزيون لم يكتمل لهذا السبب| حوار

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد

>> عملى الروائى الجديد يتناول فترة العزل الصحى وانتشار كورونا 
>> هناك إنتاج ثقافي وأدبي ضخم بالأعوام الأخيرة فى الشعر والرواية والقصة القصيرة 
>> المنتج الثقافى الرديء لايمكن منعه بقرارات أو إجراءات لكنه يفنى بالزمن 
>> ترجمة روائع الأعمال الإبداعية لعدة لغات إحدى صور القوة الناعمة لمصر خارجيا 
>> وزارة الثقافة يجب أن ترصد ميزانية لترجمة الإنتاج الأدبى والفكرى الجميل
>> أفضل إضفاء طابع وبعد فلسفي فى كتاباتى حتى تثير عقل ووجدان القارئ
>> فرحة وسعادة الكثيرين بفوزى بجائزة النيل لا تقدر بثمن  
>> لا أشغل بالى بالتوقعات ولا أضع فى ذهنى الجوائز والتكريمات مطلقا
>> أؤمن بأن كل تقدير يأتى فى وقته المناسب لا قبل موعده ولا بعده
>> كل الجوائز التى حصلت عليها عزيزة وغالية عندى
>> أول جائزة حصلت عليها فى شبابى كانت 3 جنيهات


 

فى موعدها دائما، يوم حصاد الثقافة والفكر والأدب المصرى، وتقدير الرموز والقامات التى أسهمت فى مجالاتها المختلفة وقدمت ما يستحق التكريم والشكر بأعلى جوائز رسمية فى تلك المجالات داخل الدولة المصرية.
أزاحت جوائز الدولة الستار عن المكرمين هذا العام ٢٠٢٢، وذلك بعد الاجتماع السنوى الـ٦٧ الذى عقده المجلس الأعلى للثقافة بمقره فى دار الأوبرا المصرية وترأسته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
كوكبة جديدة من المبدعين والكتاب والأدباء والفنانين استحقوا تكريما من رأس الهرم الثقافى المصرى، وذلك بعد التصويت عليهم بين عدد ممن ترشحوا لتلك الجوائز بفروعها الأربعة: "النيل، التقديرية، التفوق، التشجيعية"
وكان لافتا هذا العام أيضًا تكريم أسماء رموز رحلت بأجسادهم، لكن بقيت ذكراهم خالدة فى تاريخ الوطن بما قدموه ومنهم الدكتور رجائى عطية، والمستشارة تهانى الجبالى  ،كما حصد المفكر العراقى الراحل قيس العزاوى  جائزة النيل للمبدعين العرب 
مسيرة طويلة حافلة بالتفرد الأدبى والفكرى، اتخذ نهجا مختلفا عن سابقيه فى عالم الرواية والقصة القصيرة، عقود من الإبداع عاشها ورسم خطواتها الكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، والذى زخرت المكتبة الأدبية العربية بأعماله المتنوعة، وشكلت جزءا مهما فى الوعى والثقافة المصرية.
وبعد أكثر من نصف قرن فى خدمة الأدب العربى، حصد إبراهيم عبد المجيد جائزة النيل فى فرع الآداب لعام ٢٠٢٢، حيث تمثل الجائزة أكبر تكريم رسمى وحكومى، وذلك عن مجمل أعماله وكتاباته وتقديرا لمسيرته الكبيرة.  
"فيتو" التقت الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، بعد تتويجه بالجائزة المصرية الأرفع وأجرت معه هذا الحوار:

 

جائزة النيل

*بداية.. كيف كان شعورك عندما استقبلت خبر فوزك بجائزة النيل.. وهل توقعتها هذا العام؟
كنت فى غاية السعادة فور علمى بأنى حصدت جائزة النيل “فرع الآداب”. كانت فرحتى بذلك التكريم كبيرة للغاية، ولكن ما أسعدنى أكثر هو ما شاهدته من فرحة وسعادة للكثيرين بفوزى، وهذا ما لا يقدر بثمن، حب وتقدير من حولك شيئ آخر. أما عن توقع أو أي شيء فلا أخفيك أنا لا أشغل بالى بالتوقعات أو أضع فى ذهنى الجوائز والتكريمات مطلقا، لكنى أؤمن أن كل تقدير يأتى فى وقته المناسب لا قبل موعده ولا بعده، وأتوجه بالشكر لكل من فرح لفوزى بجائزة النيل.

*حدثنا عن مشروعك الروائى الجديد والذى تحضر له هذه الأيام؟
بالفعل بدأت فيه منذ فترة، وكعادتى أقوم بترك العمل وما قمت بكتابته لمدة ثلاث أو أربعة أشهر ثم أعود إليه من جديد، لأنظر ما ينقصه وما يستحق التعديل إلى الأفضل قبل الشروع فى عملية الطباعة والنشر وغيرها.
عملى الجديد روائى يتناول ما عشناه خلال فترة العزل الصحى وانتشار جائحة فيروس كورونا، وما حدث بسببها، وما ترتب عليها بعد ذلك، وكيف أثرت على كثير من الأشخاص وعلى مجريات حياتهم وخطوات مستقبلهم.

 

المشهد الأدبى

*تغيرت كثيرا حال الثقافة المصرية خلال السنوات الأخيرة.. ما رأيك فى المشهد الأدبى والثقافى الآن؟
فى الحقيقة وما أراه فى الواقع فهناك إنتاج ثقافي وأدبي ضخم خلال الأعوام الأخيرة، فى أغلبه جيد للغاية من وجهة نظرى سواء فى الشعر أو الرواية أو القصة القصيرة أو غيرها من الأشكال الأدبية، وهذا لا ينفى بالطبع وجود بعض من المنتج السيئ الدخيل فى الأشكال جميعها أيضًا.
وأتصور أنه من الصعب منع المنتج الثقافى الرديء سواء بقرارات أو إجراءات، لكن دائما فى عالم الأدب والثقافة، الزمن هو من يفنى المنتج السيئ ومع مرور الوقت ينتهى ذكره كأن لم يكن، ويبقى دائما الإنتاج الفكرى والثقافى الجيد النافع، والذى يظل فى ذاكرة الأدب والهوية لأى دولة أو وطن، ليكون المعبر الحقيقى عنها.

"بيت الياسمين"

*هل من الممكن أن نشاهد تحويل أعمالك الأدبية للدراما والسينما فى الفترة المقبلة؟
دعنى أخبرك بأنه وقبل قرابة الـ١٥ عاما كان هناك مشروع بالفعل لتحويل بعض من كتاباتى سواء للسينما أو التلفزيون وكان على رأسهم وقتها روايتى "طيور العنبر" و"بيت الياسمين" وتم بالفعل وقتها بيعهم لإحدى شركات الإنتاج ولكن المشروع لم يكتمل لأزمات إنتاجية، بالإضافة إلى إغلاق هذه الشركات بعدها بسنوات فلم يتم.
وبشكل عام الإنتاج السينمائى والتلفزيونى قل كثيرا عن الماضى فى الكم والغزارة، ولم يعد كالسابق، وذلك لأسباب كثيرة تتضمن إغلاق بعض شركات الإنتاج، وغياب قطاع الإنتاج الحكومى، وغير ذلك.

المواهب الشبابية

*ما رأيك فى المواهب الشبابية المتواجدة فى عالم الرواية والقصة القصيرة هذه الأيام؟
المواهب موجودة ولن تختفى مهما مر الزمن ومهما زاد الإنتاج الأدبى السيئ، وعلى العكس أنا أرى أن هناك الكثير من الشباب المتميز فى عالم الرواية والقصة والشعر، وأراه مبشرا وسيحمل الأدب المصرى والعربى فى المستقبل.
ولا أريد أن أعدد أسماء حتى لا أنسى البعض، وفى الحقيقة تعجبنى العديد من التجارب الشبابية المتميزة والواعدة، والنقطة المهمة لأى موهبة فى بداية الطريق هى الاستمرارية والحرص على الكتابة لأجل حب الكتابة وليس لتحقيق مكسب مادى فى بداية الرحلة.

صناعة النشر 

*ما الذى تتمناه من وزارة الثقافة لدعم صناعة النشر وشباب الكتاب والأدباء؟
العمل على ترجمة روائع الأعمال الإبداعية المصرية لعدة لغات أجنبية فى أوروبا وأمريكا وذلك لتقوية إحدى صور القوة الناعمة المصرية خارجيا، وزارة الثقافة يجب أن ترصد ميزانية لترجمة الروايات والقصص وغيرها وليست التى تحصل على جوائز فقط، لكن كل الإنتاج الأدبى والفكرى الجميل.
العديد من الدولة الأوروبية وفى أمريكا يهتمون بذلك، ويحرصون على ترجمة جميع الأعمال المميزة للغات أخرى، وليست من تحصد الجوائز فقط، ولاحظت مؤخرا أيضًا أن دولا عربية تفعل ذلك باستمرار، ودائما الأدب يجمع الشعوب ويقربها بعكس ما تفعله السياسة.

الأديب الراحل نجيب محفوظ

*قلت إن رواياتك تحمل بعدا فلسفيا.. لماذا تفضل ذلك النوع من الكتابة الروائية؟
بكل صراحة، أنا أفضل إضفاء طابع وبعد فلسفي حتى تثير عقل ووجدان القارئ، كتاب كثيرون انتهجوا ذلك فى أعمالهم كالأديب الراحل نجيب محفوظ فى كثير من أعماله، أعمال العقل أثناء القراءة أمر مهم للغاية، لذلك أحرص عندما أدخل فى كتابة عمل جديد على مراعاة بعدا فلسفيا فيه يجذب القارئ المتمعن فى التفاصيل.

 

*على مدار مسيرتك حصلت على العديد من الجوائز.. ما هى أغلاهم لك وأقربهم لقلبك؟
فى الحقيقة كل الجوائز التى حصلت عليها من مختلف الجهات والهيئات والقطاعات عزيزة وغالية لدى، لكن أقربهم لقلبى هى أول جائزة حصلت عليها عندما كنت شابا وكان ذلك عام 1969، وكانت 3 جنيهات، ولا أخفى عليك أننى وقتها قمت بشراء الجرائد والصحف التى تضمنت صورتى بالجائزة وقمت بتوزيعها على جميع من كان يقابلنى.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…

 

الجريدة الرسمية