تقرير: لبنان بحاجة لاتفاق مع إسرائيل بشأن الغاز للتغلب على أزمته المالية
ذكرت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، أن لبنان بحاجة لإبرام اتفاق مع إسرائيل لاستغلال موارد الغاز، جراء الأزمة المالية غير المسبوقة التي يعاني منها.
ويجري لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في محاولة لتسوية نزاع حدودي يتضمن موارد ضخمة من النفط والغاز يقع في قلبه حقل كاريش الغني بالغاز الواقع شرق البحر الأبيض المتوسط الذي تخطط إسرائيل لبدء استغلاله.
وقالت الشبكة السبت نقلا عن خبراء، قولهم إن ”هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قدرت في 2010 أن هذا الحقل يمكن أن يحتوي على 1.7 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج و122 تريليون قدم مكعب من الغاز. إن تلك الاحتياطيات من الغاز تعادل 7% من احتياطيات روسيا من الغاز الطبيعي وهي الأكبر في العالم“.
وبحسب أورنا مزرائي من ”المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي“، فإن ”القضية الرئيسية التي تمنع التوصل إلى اتفاق بين الجانبين هي تغيير الموقف اللبناني، وإنه في الآونة الأخيرة، قام لبنان بتعديل مطالبته الأصلية بالحدود البحرية وإضافة 1400 كيلومتر مربع أخرى وإن المنطقة الإضافية تشمل جزءًا من حقل كاريش حيث تجري إسرائيل اعمال استكشاف وتنقيب“.
وأوضحت ”سي إن إن“ أن ”جوهر الخلاف في الواقع يدور حول الحدود الاقتصادية البحرية بين البلدين، وكيفية حساب الخط الحدودي الممتد من الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وأنه على مدى سنوات كانت المنطقة محل النزاع تغطي حوالي 860 كيلومترًا مربعًا حيث يؤكد لبنان أن حدوده البحرية تقع إلى الجنوب من المناطق التي تطالب بها إسرائيل وأنه عند هذه الخطوط يقع حقل كاريش“.
وأفادت بأن ”الخلاف اشتعل مرة أخرى بداية الشهر الجاري عندما وصلت شركة إنرجيان لاستكشاف النفط والغاز لبدء تطوير حقل كاريش نيابة عن إسرائيل ما دفع لبنان للتهديد بأنه لا ينبغي تطوير الحقل إلا بعد الانتهاء من المحادثات لترسيم الحدود البحرية“، لافتة إلى أن ”لبنان يعاني من اقتصاد معطل وأزمة مالية وسياسية وهو بحاجة ماسة إلى مصادر جديدة للإيرادات من التنقيب عن النفط والغاز بينما تحرص إسرائيل على التحول لمصدّر جديد للغاز الطبيعي إلى أوروبا كبديل لروسيا“.
ورأت الشبكة أن ”اتفاق ترسيم الحدود سيتيح لكلا الطرفين استغلال موارد البحر الأبيض المتوسط دون عقبات قانونية أو تهديدات بمواجهة عسكرية محتملة“، منوهة إلى أن ”الولايات المتحدة اقترحت حلًا وسطًا من شأنه أن يشكل حدودًا اقتصادية بحرية على شكل حرف S بين البلدين، وأنه بموجب الاقتراح سيذهب حقل كاريش بالكامل إلى إسرائيل، بينما يذهب معظم حقل قانا، وهو حقل آخر يحتوي على إمكانية إنتاج تجاري من الغاز، إلى لبنان“.
وبدوره، قال خبير الطاقة اللبناني لوري هاتيان، إن ”لبنان أكثر من إسرائيل اليوم بحاجة إلى هذه الصفقة، وإن الاتفاق سيوفر أيضًا الأمن لإسرائيل ما يسمح لها بالتنقيب والحفر دون خطر دائم بالتصعيد المحتمل مع لبنان“، فيما قال الوسيط الأمريكي أموس هوشستين في تصريحات صحفية، إن ”الاقتراح الذي قدمه المسؤولون اللبنانيون سيساعد على أن تمضي المفاوضات قدما“.