من خلال السيطرة على العقول.. تكنولوجيا جديدة تستخدمها الصين للانتصار في الحروب دون قتال
في ظل تصاعد التوترات بين القوى العظمى، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وزيادة التوتر في ملف جزيرة تايوان، تسعى الصين الى تطوير قدراتها العسكرية من خلال استخدام مصطلح جديد يطلق عليه الحرب الذكية أو "الحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي".
الحرب الذكية
ويمكن تفعيل مصطلح الحرب الذكية من خلال توظيف المنصات غير المأهولة (الطائرات بدون طيار) بطريقة تحقق هزيمة العدو في نهاية المطاف، دون اللجوء إلى الحرب التقليدية "الساخنة".
وكشفت المحللة السياسية جوديث بيرجمان، في تحليل نشره معهد جيتستون الأمريكي، أن ما يميز سعي الصين وراء "الحرب الذكية" يتمثل في الجوانب المعرفية الخاصة بتلك الحرب، وليس التركيز على الذكاء الاصطناعي، وحشد أسراب الطائرات بدون طيار.
وتضمن التقرير السنوي المقدم للكونجرس الأمريكي في عام 2019، حول "التطورات العسكرية والأمنية الخاصة بالصين"، أن جيش التحرير الشعبي الصيني يعمل على استكشاف مفاهيم عملياتية خاصة بالجيل القادم فيما يتعلق بالحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل حرب الاستنزاف بواسطة الأسراب الذكية، والحرب التي تنتقل عبر مجالات مختلفة، والمواجهات القائمة على الذكاء الاصطناعي، وعمليات السيطرة المعرفية".
ومن وجهة نظر الجيش الصيني، فإن الأنظمة غير المأهولة هي تقنيات بالغة الأهمية، وتسعى إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية للمركبات الجوية والأرضية، وتلك التي تحت الماء لتمكين التشكيلات الهجين المأهولة وغير المأهولة، والهجمات المكثفة، والدعم اللوجستي الأمثل، والتصنيف الخاص بالاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، ضمن قدرات أخرى.
تقنية التحكم في العقول
وفي السياق ذاته أعلن المفكرون في الصين أن المفهوم العملياتي الأساسي للحرب الذكية، هو التحكم المباشر في إرادة العدو.
وتكمن هذه الفكرة في توظيف الذكاء الاصطناعي للسيطرة المباشرة على إرادة كبار صناع القرار، بما في ذلك الرئيس وأعضاء الكونجرس، والقادة المقاتلين، والمواطنين.
ومن جانبه قال الكولونيل كويشيرو تاكاجي، من قيادة قوة الدفاع الذاتي البرية باليابان إن واضعي النظريات في الصين يعتقدون أن الحرب التقليدية، التي نعرفها، توشك أن تتغير، حيث يقول إنهم "يتطلعون إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يعتقدون أن تطور تكنولوجيا المعلومات وصل إلى أقصى حدوده، وأن المجال المعرفي سيكون هو ميدان الحروب في المستقبل."
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة الأمريكية قد فرضت عقوبات في ديسمبر الماضي على 12 من معاهد الأبحاث الصينية، و22 من مؤسسات التكنولوجيا في الصين، وعلى رأسها الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية العسكرية ومعاهد الأبحاث الأحد عشر التابعة لها، بسبب استخدام هذه الجهات التكنولوجيا الحيوية لدعم الاستخدامات العسكرية الصينية، بما يشمل أسلحة التحكم في العقول.
وبحسب ثلاثة تقارير أعدها جيش التحرير الشعبي الصيني، تعود لعام 2019، حصلت عليها صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أجرت الصين على مدار عدة سنوات أبحاثا تتعلق بالتحكم في العقول، أو حرب العقول، في إطار مساعيها في مجال تطوير الحرب الذكية.