منتدى سان بطرسبورج.. روسيا تعول على مصر اقتصاديا بالشرق الأوسط وأفريقيا
أكد عمرو الديب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى الجلسة الافتتاحية لمنتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي، تحمل أهمية كبيرة خاصة أن مصر هى ضيف شرف المنتدي فى دورته الحالية.
منتدى سان بطرسبورج
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن اختيار روسيا لمصر كضيف شرف منتدى سان بطرسبورج فى دورته الـ 25، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة فى الجلسة الافتتاحية وتوجيهه كلمة عبر خاصية الفيديو، تعكس اهتمام موسكو بتطوير العلاقات الاقتصادية مع القاهرة، خصوصا أن المنتدى يعد الثاني عالميا من حيث الأهمية بعد منتدى دافوس.
وتابع عمرو الديب: إن روسيا تحاول الاتجاه إلى الأصدقاء القدامى ومصر تعد أهم صديقا لها فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لذلك يعد وضع مصر كضيف شرف في فعاليات منتدى سان بطرسبورج قرار موفق من الجانب الروسي، مشيدا بتواجد الوفد المصري الذي ترأسه نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة رغم صغر العدد المحدود للشركات المتواجدة فى ظل الزخم الاقتصادي الذي يشهده المنتدى، والذي تتوفر فيه الفرص للاتفاقات التجارية المهمة.
واستطرد، أن المنتدى هذا العام يحمل أهمية قصوى للجانب الروسي مقارنة بالدورات السابقة، خاصة أن موسكو تريدها أن يظهر بشكل أكثر جدية فى أطار رغبته الرامية لتشكيل نظام مالى عالمى جديد، قائم على الجانب الشرقي من العالم، لذلك فأن مشاركة الرئيس المصري بكلمة فى فاعليات هذا المنتدى ممكن أن ننتظر منه نتائج إيجابية كبيرة سواء على صعيد العلاقات الدولية أو العلاقات المصرية الروسية.
العلاقات المصرية الروسية
وأكدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة أن العلاقات المصرية الروسية علاقات تاريخية متميزة انعكست في العديد من المشروعات الكبرى والاستراتيجية الداعمة للاقتصاد المصري.
وأشارت إلى الجهود المشتركة المبذولة حاليا لبناء علاقات اقتصادية واستثمارية تواكب المتغيرات الاقتصادية على الساحة الدولية ويتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة والعمل على دمج التطورات التكنولوجية ونظم المعلومات ضمن المنظومة الصناعية.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزيرة التي ألقتها خلال المشاركة بفعاليات ملتقى الاعمال "مصر – روسيا" بمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى.
وشارك في فعاليات الجلسة دينيس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسى والسفير نزيه النجارى سفير مصر بموسكو والوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس التمثيل التجارى ومحمد قاسم رئيس جمعية المصدرين المصريين وشامل اورلوف رئيس الجانب الروسى بمجلس الاعمال المصرى الروسى المشترك.
تحسن المؤشرات
وقالت إن الأعوام الماضية شهدت اجتماعات ولقاءات عديدة بين المسئولين الحكوميين وكذلك رجال الأعمال والصناعة من الجانبين وذلك في ظل تحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي في البلدين الأمر الذي ساهم في فتح آفاق أرحب للتعاون ويحقق مصالح الطرفين والمنفعة المتبادلة لكل من الشركات المصرية والروسية على الصعيدين التجاري والاستثماري.
وأوضحت جامع أن تطوير وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وروسيا يرتكز إلى عدد من الملفات المشتركة وعلى رأسها تعزيز العمل الثنائي على المستوى الحكومي من خلال اللجنة المشتركة المصرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين والتي تمثل أرضية مشتركة للتعاون البناء بين مصر وروسيا في مختلف المجالات وفي مقدمتها التعاون التجاري والصناعي والتكنولوجي، بالإضافة الى الاسراع بالمفاوضات الخاصة بإبرام اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي بما يسهم في تعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة مع دول الاتحاد.
ولفتت الوزيرة إلى أن الملفات المشتركة تتضمن أيضًا الإسراع بالاجراءات التنفيذية الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس والتي ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين كونها خطوة هامة للشركات الروسية لتنويع استثماراتها الخارجية وفرصة جيدة لجعل مصر قاعدة إقليمية للاستثمارات والصناعات الروسية يتم من خلالها النفاذ إلى أسواق الدول الأفريقية والعربية والتكتلات الاقتصادية المختلفة التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارة حرة.
وأشارت جامع إلى أن العلاقات التجارية بين مصر وروسيا شهدت تطورًا ملموسًا خلال الفترة الماضية حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021 نحو 4.7 مليار دولار مقابل 4.5 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة زيادة 5.1%.
الصادرات المصرية
وأضافت أن الصادرات المصرية للسوق الروسي بلغت خلال عام 2021 نحو 591.7 مليون دولار مقارنة بنحو 515.6 مليون دولار خلال عام 2020 محققة زيادة بلغت نسبتها نحو 14.7% كما حققت الصادرات الروسية للسوق المصري زيادة خلال عام 2021 بنسبة 3.9% حيث بلغت نحو 4 مليارات و178 مليون دولار مقارنة بنحو 4 مليارات و19 مليون دولار خلال عام 2020، وهو الأمر الذي مثل تطورًا ايجابيًا على صعيد التبادلات التجارية بين البلدين في إطار التعافي من التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا والتحديات الإقتصادية العالمية، موجهة الدعوة للشركات ورجال الاعمال في البلدين لاقامة شراكات ومشروعات استثمارية مشتركة واستغلال مناخ الأعمال الإيجابي والمحفز بين البلدين.
ومن جانبه أكد دينيس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسى حرص بلاده على تعزيز أواصر التعاون الاقتصادى مع مصر، خاصة وأنها تمثل أحد أهم الشركاء التجاريين لروسيا في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، مشيرًا الى ان هناك العديد من الفرص امام رجال الاعمال فى البلدين لاقامة مشروعات مشتركة تعزز من العلاقات الاقتصادية المشتركة وتُحقق مصالح البلدين.