تقارير: الحرب الروسية الأوكرانية أتاحت مكاسب جديدة لتركيا
قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية إن ”الغزو الروسي لأوكرانيا أتاح فرصا ومكاسب جديدة لتركيا للاستفادة منها“، لكنها اعتبرت أن ”الرئيس رجب طيب أردوغان يبالغ بشدة بشأن هذه المكاسب“.
وذكرت المجلة أن ”أردوغان دائمًا ما يعمل على تحويل الأزمات إلى فرص؛ فالأزمة حول أوكرانيا ليست سوى أحدث مثال على سياسة الرئيس التركي الذي يستمتع الآن بالواقع الجيوسياسي الجديد“.
وأوضحت المجلة في تحليل لها: ”في أعقاب الحرب، عزز أردوغان الدور الرئيسي لتركيا في أمن البحر الأسود، وعمل بتوازن بين موسكو وكييف بشكل كبير، ما أدى لتعزيز مكانة أنقرة في الغرب، بعد أن تدهورت العلاقات بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك توغل تركيا في شمال سوريا وشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400“.
وقالت: ”حظيت مبيعات تركيا بطائرات دون طيار إلى أوكرانيا وقرارها إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية، ومجالها الجوي للطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، بإشادة كبيرة في العواصم الغربية“.
وأضافت أن ما ”يعزز مكانة تركيا أكثر هو العرض الأخير الذي قدمته أنقرة للمساعدة في إزالة الألغام قبالة ساحل ميناء أوديسا الأوكراني، ومرافقة السفن التي تحمل المنتجات الزراعية الأوكرانية لتجنب أزمة غذاء عالمية كبرى“.
دور تركيا
وتابعت: ”أردوغان واثق من أن الغرب فهم أخيرًا دور تركيا الذي لا غنى عنه في الأمن الغربي.. وما زاد من ثقته هو بطاقة الفيتو التي تحملها تركيا ضد محاولة السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي خطوة ستغير المشهد الأمني في أوروبا“.
ورأت المجلة أن ”الأهمية الاستراتيجية الأكبر التي توليها تركيا للجهود الغربية لمواجهة روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا توفر لأردوغان فرصة مثالية لانتزاع التنازلات من الغرب، بما في ذلك المشتريات الدفاعية التي أوقفها عدد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك السويد وفنلندا، إلى تركيا بسبب العملية العسكرية في شمال سوريا أواخر عام 2019“.
وذكرت المجلة أيضًا أن ”أردوغان يريد الاستفادة من انشغال روسيا في ما يخص نواياه في سوريا، في وقت يسعى فيه لإطلاق عملية عسكرية أخرى شمال البلاد لإنشاء منطقة آمنة يمكنها استضافة حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، ومثل هذه الخطط كانت تواجه رفضًا روسيًا وأمريكيًا قاطعًا“.
واختتمت المجلة تحليلها بالقول: ”يمكن أن يصبح موقف تركيا الانتهازي وعرقلة محاولة السويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو، علامة فارقة أخرى في تضاؤل مكانتها كحليف في التحالف الغربي“.