سائقو النقل الثقيل بالدقهلية يشترون سيارة جديدة لزميلهم بعد حرق سيارته بداخلها نجله | فيديو
تمكَّنت مبادرة "إيد واحدة" التي أطلقها سائقو النقل الثقيل بمدينة الكردي بمحافظة الدقهلية لمساعدة زميلهم بعد احتراق سيارته ومصرع نجله بداخلها في جمع مليون و200 ألف جنيه خلال 6 أيام، وشراء سيارة جديدة له وتسديد ديونه لصاحب السيارة القديمة المحترقة.
بداية المأساة
وشهدت مدينة الكردي واقعة مأساوية تمثلت في مصرع الشاب محمد عبده محمد العطار حرقًا داخل سيارته أثناء عمله عليها في حادث تصادم بين السيارة النقل التي كان يستقلها وأخرى.
وخيَّم الحزن على أفراد أسرة الشاب وأهالي القرية، وبدأ أهالي مدينة الكردي في إطلاق المبادرة التي لاقت ترحابًا من الجميع.
مبادرة "إيد واحدة"
وقام سائقو سيارات النقل الثقيل بمواساة صاحب السيارة فى وفاة ابنه محمد البالغ من العمر 14 عامًا، الذى كان يخرج مع والده للمساعدة أو كما يطلق السائقون عليه "تباع"، وشهد له الجميع من سائقي الشاحنات بالرجولة والكفاح مع والده رغم صغر سنِّه.
تفاصيل الحادث
ولقي محمد مصرعه بسبب حادث سير أثناء رحلة السيارة محمَّلة بالأسمنت حيث اصطدمت السيارة بأخرى، وتمكن قائدها من القفز من الكبينة الخاصة بالسيارة، ولم يتمكن محمد من القفز فانقلبت السيارة، واشتعلت النيران وبداخلها الضحية محمد.
ومع مرور 6 أيام فقط تمكن سائقو النقل الثقيل من جمع مبلغ مليون و200 ألف جنيه، وشراء سيارة جديدة وتجهيزها لتسليمها للسائق والوقوف بجواره في أزمته، كما تحدث السائقون أن بعضهم ذهب لسداد الدَّين المستحق على السيارة المحترقة.
تسليم سيارة بديلة
وحرص القائمين على المبادرة بتزيين السيارة فور وصولها، وقاموا بذبح "خروف" من باب إدخال السرور على قلب الأب والأسرة المكلومة التي احترقت سيارته.
وقام القائمون على المبادرة بتسليم مفتاح السيارة للسائق، ومواساته في فقدان نجله الوحيد الذي كان يحلم بدخول كلية الهندسة.
وتسلم “العطار” مفاتيح سيارة نقل جديدة من أهالي مدينة الكردي بمحافظة الدقهلية، وسط فرحة كبيرة من أهالي المدينة الذين تمكنوا من إدخال البهجة لقلبه بعد.
واختلطت الدموع بالابتسامات في هذا الوقت، بوقفة أهالي مدينة الكردي التي أنقذت الوالد من السجن نتيجة القروض والديون التي كان مطالبًا بسدادها.
وقال أحمد حسن، أحد أعضاء لجنة مساعدة السائق: فوجئت بالإقبال غير العادي والمشاركة في المبادرة، واشترينا سيارة نقل جديدة للسائق عوضًا له عن السيارة المحترقة، وتم التخالص ودفعنا ديون السيارة المحترقة، وأصبحت ذمته خالصة، وذلك بفضل تجمع وتضافر جهود أهالي مدينة الكردي جميعا في الداخل والخارج.
وأكد أن اللجنة قررت وبإجماع الآراء شراء سيارة موديل 2009 بقيمة 930 ألف جنيه، وسداد ديون السيارة المحترقة.