أمين مجلس الداخلية العرب: الاحتكاك بين نزلاء المؤسسات العقابية يروج الفكر المتطرف
بدأت صباح الأربعاء جلسات المؤتمر العربي الحادي والعشرون لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية المنعقد بحضور كل من العقيد علي بن حسن البلوشي رئيس المؤتمر، ورؤساء وأعضاء الوفود العربية.
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي قال: نسعد اليوم باللقاء بكم وجهًا لوجهٍ بعد أن فرضت علينا جائحة كورونا عقد مؤتمركم الماضي بواسطة الاتصال المرئي وأود بهذه المناسبة أن أعبر عن إكبارنا لأداء المؤسسات العقابية والإصلاحية وتعاطيها مع هذا الوباء الذي وضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة بفعل طبيعة هذه المؤسسات ووجود أعداد من النزلاء في مكان محدود من الصعب أن يتم فيه تحقيق شروط السلامة والتباعد الاجتماعي.
وأضاف أمين مجلس وزراء الداخلية العرب، ولا يسعني هنا إلا أن أثمن تعامل المؤسسات العقابية والإصلاحية مع النزلاء خلال هذه الجائحة، إذ كان الحفاظ على صحتهم وسلامتهم أهم تحدٍّ حرصتم على مجابهته ولا شك أن الضريبة الباهظة التي دفعها العاملون في المؤسسات العقابية والإصلاحية أثناء هذا الوباء لهي أكبر دليل على المخاطر التي تنجم عن تعاملهم اليومي مع النزلاء والتي لا تقف فقط عند حد فيروس كورونا وإنما تتجاوز ذلك الى سائر الأمراض المنقولة والفيروسات المعدية كالإيدز، إضافة إلى عنف بعض النزلاء الذي يمثل مصدرا جديا للخطر على حياة العاملين.
وتابع امين مجلس وزراء الداخلية العرب: لا شك أن مناقشتكم اليوم لمقاييس نموذجية لتحديد درجة خطورة نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، أعدتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تمثل مسعى محمودا للتوصل إلى آلية تمكن الدول الأعضاء من تحديد درجة خطورة النزلاء بحيث يمكن اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون وقوع النزلاء والعاملين في المؤسسات العقابية والإصلاحية ضحايا للأخطار التي يمكن أن تنجم عن سلوك بعض النزلاء.
وقال: في إطار الحرص ذاته يأتي التصنيف الخاص بنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية الذي ستناقشون اليوم صيغة معدلة له في ضوء ملاحظات الدول الأعضاء فمن المعلوم أن نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية لا يشكلون مجتمعا متجانسا بل إنهم يأتون من مشارب مختلفة وإن الاحتكاك بينهم قد يشكل عاملا لتفاقم الجريمة وترويج الفكر المتطرف واستقطاب الاتباع وزيادة فرص التعاون بين التنظيمات الإرهابية وعصابات الاجرام المنظم وهو ما يقتضي إيجاد تصنيف لهؤلاء النزلاء يسهم في معالجة هذه التحديات.
وأكد امين مجلس وزراء الداخلية العرب: إن استعراضكم اليوم لجهود الدول الأعضاء في مجال شمول نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بالضمان الاجتماعي ليتناغم مع ما برهنتم عليه خلال الجائحة من حرص على رعاية النزلاء وتوفير شتى أساليب الإحاطة بهم. ويتماشى مع السياسة الإصلاحية التي تنتهجها الدول الأعضاء وسيكون هذا البند مناسبة لتبادل التجارب وتقاسم الممارسات الفضلى بين الدول الأعضاء مما يعزز الاستفادة المتبادلة.
وفي السياق ذاته يندرج البند المتعلق بتجارب الدول الأعضاء في مجال العمل في المؤسسات العقابية والإصلاحية والجهود المبذولة لتطويرها، الذي يسمح لكم في كل مؤتمر باستعراض تجارب ثلاث دول في تعاملها مع التحديات المختلفة التي تواجه هذه المؤسسات وفي مقدمتها ظاهرة الاكتظاظ، والإجراءات المتخذة لتطويرها في ضوء المستجدات الوطنية والدولية وبما يتلاءم مع السياسة العقابية التي تنتهجها الدولة.