هل صفات الله تعالى هي أسماؤه؟
هناك الأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى فهل تختلف هناك علاقة بين أسماء الله وصفاته، ويجيب الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية السابق فقال:
الصفات غير الأسماء لأن الأسماء هي كل ما دل على ذات الله تعالى مع صفات الكمال القائمة به مثل الحى، العليم، السميع، البصير، فهى تدل على ذات الله وما قام به من الحياة والعلم والسمع والبصر، والصفات هي نعوت الكمال القائمة بذات الله تعالى كالحياة والعلم والسمع والبصر.
ومما يجب على المسلم أن يؤمن به أن صفات الله تعالى ليس لها شبيه ولا نظير فيما يتصف به الخلق من صفات سوى الأسماء والأحكام فقط، فما يقال في الأسماء من تنزيه يقال في الصفات من تنزيه، فالله سبحانه متصف بكل الكمالات، منزه عن كل النقائص، قال تعالى في سورة الشورى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الأعراض المحسوسة
والنقائص المنزه عنها الله تعالى في صفاته هي كل ما يدل على الحدوث إذ يسمى صاحبه بالنقص، فهو سبحانه لا يتصف بشيء من الأعراض المحسوسة كالطعم واللون والرائحة والألم، وكذلك اللذة الحسية، كما أنه لا يجوز أن ينسب إلى الله عز وجل حقيقة الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون في المكان والاجتماع والافتراق والقرب والبعد من طريق المسافة والاتصال والانفصال والحجم والصورة والحيز والجوانب والاتجاهات.
الصفات الثابتة
والطريق إلى إثبات صفات الله هو توقيف الشارع ومعناه ورود هذه الصفة في كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نعلمه حكما كالصفة الثابتة بالإجماع كالوجود، وكل اسم لله تعالى يصح أن نثبت ما يشتق منه من صفات له سبحانه.
فعندما نقرأ قوله تعالى في سورة المجادلة (إن الله على كل شيء قدير) نثبت له صفة القدرة، وقوله تعالى (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) نثبت له صفة العلم والإحاطة.
وفى قوله تعالى (قل هو الله أحد) يعتقد المسلم نفى الكثرة والعدد، وقوله (الله الصمد) يجد فيه أنه الذى لا يحتاج الى شيء، ويحتاج اليه كل شيء، وقوله تعالى (ولم يلد ولم يولد) فيه نفى القلة والنقص، وقوله تعالى (ولم يكن له كفوا أحد) يجد فيه نفى الشبيه والنظير.
النصوص المحكمة
واتفق المسلمون على تنزيه الله تعالى والتمسك بمحكم النصوص القرانية والأحاديث النبوية، وفيهم بعض المتشابهات التي يوهم ظاهرها إثبات ما ينافى كمال الله وألوهيته في ضوء ما قطعت به النصوص المحكمة من التنزيه.