في اللحظات الأخيرة.. بريطانيا تلغي رحلة رواندا المثيرة للجدل
بعد انتقادات داخل المملكة المتحدة وخارجها حتى أن وسائل إعلام بريطانية نقلت عن مقربين من وريث العرش الأمير تشارلز غضبه ووصفه لهذه الخطة بالمروعة، فقد ألغت لندن مساء الثلاثاء رحلة جوية كان يفترض أن ترحّل من بريطانيا إلى رواندا مهاجرين غير شرعيين في إطار خطة أقرّتها الحكومة للحدّ من تدفّق المهاجرين السرّيين إليها، وذلك بعد مراجعات قضائية جرت في اللحظات الأخيرة.
إلغاء آخر تذكرة
وفي تغريدة على تويتر قالت منظمة "كير فور كاليه" المتخصّصة في الدفاع عن طالبي اللجوء إنّ "آخر تذكرة طيران ألغيت. لا أحد سيغادر إلى رواندا"، في حين نقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه" عن مصادر حكومية في لندن أنّ الرحلة الجوّية ألغيت بسبب قرارات أصدرتها في اللحظات الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في أبريل أنها وافقت على اتفاق لإرسال طالبي لجوء إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. وبعد ذلك يُسمح لمن مُنحوا اللجوء بإعادة التوطين في رواندا.
تعطيل شبكات التهريب
فيما أصرت الحكومة على أن البرنامج يهدف إلى تعطيل شبكات تهريب البشر وردع المهاجرين من القيام برحلة بحرية خطيرة عبر القنال إلى إنجلترا من فرنسا.
في المقابل، أثارت الخطة موجة من الانتقادات من قبل الجمعيات الخيرية والزعماء الدينيين وجماعات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. تجمع حشد صغير من المتظاهرين أمام المحكمة يوم الاثنين.
من جهته، دان مفوض المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، خطة الحكومة البريطانية خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، الاثنين.
وقال: "نعتقد أن كل هذا خطأ. كل هذا خطأ.. هذا الاتفاق. لأسباب كثيرة مختلفة".
فكرة المسؤولية
كما أضاف أن المملكة المتحدة كانت من الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين، وقال "إن تصدير هذه المسؤولية إلى دولة أخرى يتعارض مع أي فكرة لتقاسم المسؤولية في المسؤولية الدولية".
وكان من المقرر ترحيل عدد قليل فقط من قاعدة جوية في جنوب غرب إنجلترا أمس الثلاثاء، لكن قبل ساعات من موعد مغادرة الطائرة أصدرت المحكمة الأوروبية أومرا قضائيا بمنع ترحيلهم.