رئيس التحرير
عصام كامل

د. محمود مزروعة يفتح خزائن أسراره لـ "فيتو": أفتيت لقاتلي فرج فودة قبل يوم من اغتياله بارتداده عن الدين


بعد مضى عشرين عاما على قضية مقتل فرج فودة.. يفتح الشاهد الوحيد في القضية الدكتور محمود مزروعة - أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر- خزائن أسراره ليعلن عن علاقته بالقضية، ومن خلال حواره مع "فيتو" يؤكد على أن الشيعة هم عبارة عن طائفة من المجوس..
 والحوار التالى مليء بأسرار الدكتور مزروعة فإلى نص الحوار: -


- طُلبت للشهادة في قضية مقتل فرج فودة.. فما سر علاقتك بالقضية؟

فعلا طلبت للشهادة في تلك القضية ولم تكن لى أي علاقة بهذه القضية، ولكن طلبت من خلال مقالاتى التي كنت أكتبها وهجومى مرارا وتكرارا على الإساءات التي كان يسيئها كثيرا عن المسلمين والإسلام وعلى العقيدة الإسلامية ورموز الإسلام بوقاحة شديدة، وحتى كتبه التي كان يكتبها كان يهاجم فيها رموز الصحابة والمسلمين وأمهات المؤمنين حتى أنه كان يشكك في شرف أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، وكان دائم السب لصحابة رسول الله ولآل بيته صلى الله عليه وسلم، وأنا لم أطلب الشهادة بنفسى ولكن طلبت من قبل الشرطة.


- لابد أن في طلبك للشهادة سرا معينا؟

الحقيقة أن الذين قتلوا فرج فودة ضبطوا متلبسين بقتله وكان قتله محكما جدا لأن الأولاد كانوا قد أرادوا قتل صفوت الشريف قبلها فهاجموه من جانب واحد وأطلقوا عليه الرصاص وكان الجانب الآخر لايوجد به أحد من هؤلاء الشباب ففر منهم ونجا بنفسه فلما جاءوا في قتل فرج فودة أحكموا خطتهم ولم يتمكنوا من الهروب وأفرغوا فيه مدفعين كاملين وأردوه قتيلا.


- هذه أمور لايعلمها الكثير.. فمن أخبرك بها؟

الحقيقة أننى طلبت للشهادة بشكل صريح وقد عرفت بهذه الأمور وكنت أنا وبعض علماء الأزهر مطلوبين بالقضية وكان منهم الشيخ جاد الحق على جاد الحق وكان وقتها شيخا للأزهر، ورفضوا الشهادة ولكن الشيخ الغزالى طلب منهم الشهادة في هذه القضية وشهدنا وشهادة الإمام الغزالى بلغت 25 دقيقة، وكانت حول أحكام الشريعة ولكن شهادتى استمرت أكثر من ثلاث ساعات.


- الشباب الذين قتلوا فرج فودة منتمون لأى تيار؟

الحقيقة لا أعرف من أي تيار إسلامى تحديدا لكن هناك أمرا حدث لم أذكره من قبل وهو أن هؤلاء الشباب طلبونى هاتفيا وكنت وقتها أستاذا معارا بجامعة قطر وكنت مسافرا بعد يومين لقطر، وطلبوا منى مقابلتى شخصيا وقالوا إنهم جماعات إسلامية تريد استشارتى في أمر ما فقلت لهم تفضلوا في بيتى فرفضوا وأعطونى موعدا في بنزينة قريبة من شيراتون المطار، وفى الساعة المحددة توجهت لهم في البنزينة وتركت سيارتى للعمال وطلبت غسيلها وتوضيبها ودخلت مع أحدهم في حجرة داخلية بعيدة عن البنزينة ووجدت مجموعة من الشباب وسألونى عن حكم قتل المرتد فقلت لهم يجب قتله فقالوا إذا لم يقتله الحاكم قلت يقوم به عامة المسلمين وفى أعناقهم ضرورة قتله وبعدها انصرفوا وبعد يومين سافرت قطر وفى الصباح حدثت الحادثة.


- لو كان فرج فودة حيا الآن هل يستحق القتل؟


فرج فودة في قضية قتل المرتد أو قتل هادم الدين لا يقال فيه لو حدث في وقته أو لو كان بيننا الآن، فالواقعة بـــ"بينتها وبزمانها ووقتها ومكانها".

- لكن منذ شهرين هناك من احتفل بذكراه وهم يرونه رمزا من رموز الثقافة المصرية؟


هم في كل عام يحتفلون بذكراه ويلقبوه بالشهيد فرج فودة فهؤلاء زعيمهم فرج فودة وهؤلاء لايزالون حتى اليوم وحتى غد وبعد غد يظلون في غيهم فاجرين لكن أنا قلت في شهادتى للمحكمة إن المرتد عن دين الله له حالتان.. الأولى أنه قصر بارتداده نفسه وأغلق بابه على نفسه وأصبح همه في نفسه هذا لا أقتله أو أمد يدى عليه، ولكن أطالب ولى الأمر بقتله فإذا لم يقتله فالمسئول عنه أمام الله هو ولى الأمر، أما إذا لم يقصر ارتداده على نفسه وإنما ذهب بارتداده اليمين واليسار يشكك في العقيدة الإسلامية ويقوم بسب الرسول الكريم وآل بيته، وكان أسبوعيا في جريدة القاهرة له مقال ثابت يسب فيه الرسول وأصحابه وآل بيته ثم جاءت مصيبة كبرى عندما كتب كتابا بيده وكان تحت عنوان الحقيقة الغائبة، وطبع وقتها سمير سرحان ربع مليون نسخة وعرض قيمته بنصف ثمن الجريدة وقتها فكان أن أقبل الجميع عليه وهذا في حد ذاته نشر للارتداد وكان هذا الكتاب مليء بالسباب للرسول وآل بيته وصحابته.


- كنت من الناس الذين مارس عليهم نظام المخلوع مبارك سطوته وحكم عليك بالخروج من مصر.. فما سر ذلك؟

الحقيقة أن علاقتى بنظام مبارك تبدأ منذ ثورة 52 التي أعتبرها انقلابا وليس ثورة لأن الثورة تأتى عن طريق خروج الشعوب للمطالبة بحقوقها، وكانت علاقتى قد بدأت في 56 أيام عبد الناصر حيث كنت طالبا في الثانوية الأزهرية وكنت أسكن مع أربعة طلاب كان الثلاثة مسجلين في تنظيم الإخوان المسلمين، وجاءت شرطة أمن الدولة وأخذتهم من السكن وأثناء خروج الضابط رآنى وسألنى أنت مين فقلت إنى ساكن معهم فقال لى هتسكن مع مين تعال معهم وأخذونى ودخلت السجن الحربى وضربونا بالسياط وكان السوط في نهايته قطعة من الصلب مثل الموس يضرب بها ويجر حتى تحدث جرح في الجسد ولكن الضربة جاءت في عينى فأصيبت وراحت ومن هنا بدأت العلاقة تسوء ونقلت للمستشفى وبعدها خرجت، ومن هنا أصبح لى ملف في أمن الدولة وكان كل يومين يأخذوننى وبسبب هذا الأمر سقطت هيبة أمن الدولة لدى حتى أنه ذات يوم كانت قضية وفاء قسطنطين وقلت كلاما في إحدى الخطب في المناسبات لم أتخيل أننى أقوله كان منه أن الخادم لحرم رئيس الجمهورية شاب، وزوجها قارب الثمانين، وقلت إن الرئيس مبارك نعل من نعال بوش رئيس أمريكا وكان هذا ماتسبب في نفيّ خارج مصر ولم أكن أتخيل أننى في يوم من الأيام أقول هذه الألفاظ وقد خرجت إلى السعودية للعمل في جامعة أم القرى وظللت أربعة عشر عاما هناك وقدمت بعد الثورة وكنت أزور مصر دائما لرؤية زوجتى وأولادى.


- كنت من أشد الناس تأييدا للشيخ حازم أبو إسماعيل ومؤخرا أصبحت تؤيد وتناصر محمد مرسي فما سر هذا التأييد؟


التأييد جاء نتيجة معرفة تامة للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ومن خلال معرفة والده وأنا أعرفه هو شخصيا لأنه شيخ مهذب وشيخ دمث الخلق وأحسبه كذلك وأنا كنت من الناس الذين جمعتنى معه الظروف لعدة أيام في مكان واحد وعرفته معرفة جيدة وأعرف أسرته بشكل كامل وفى رأيي أن الشيخ حازم أفضل من كل الذين كانوا متواجدين في الانتخابات المصرية، أما الدكتور محمد مرسي فهو رجل عارف بالشريعة ورجل يحفظ القرآن الكريم وقد جاء بطريقة شرعية بايعه الناس لأن الانتخاب مبايعة فقد بايعه الشعب لمدة أربع سنوات.


- من خلال هذه الصلة مع أسرة الشيخ حازم.. هل أمه أمريكية فعلا أم لا؟


الحقيقة أن هذا الأمر تم بمعرفة المجلس العسكري لأنه كان يعرف أنه بدخوله الانتخابات سوف يكتسح ولكن للحق فإن والدته سافرت للولايات المتحدة أكثر من مرة لأنها كانت تجرى عملية جراحية وترددت على أمريكا بسبب هذا الأمر.

- ما رأيك في سياسة الدكتور أحمد الطيب في الأزهر؟

العلاقة التي تربطنى بالشيخ الطيب علاقة أخوة وزمالة في قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين ومنذ توليه مشيخة الأزهر لم أذهب إليه وكان الطيب عضوا في لجنة السياسات وكنت من ضمن من أرسل إليه بالاستقالة من أمانة السياسات وشاءت الأقدار أن طلب الرئيس السابق عزله من الحزب وكنت قلت إنه لو استقال لكان أشرف له ومن هنا بدأت علاقتنا تسوء.


- هاجمت كثيرا الشيعة في خطبك ومؤلفاتك.. فماسر نقدك للشيعة؟

الشيعة هم مجموعة من المجوس لايزالون رغم مرور أربعة عشر قرنا من الزمان يطالبون بأخذ ثأرهم من المسلمين ولايزالون أسوأهم، الخمينى، الأسوا بالإطلاق وأعلن القطيعة بقوة وأطلق كلابه المسعورة يدعون إلى الحرب والتشوية للإسلام.


- ما سر نقدك أيضا للصوفية؟

النقد ليس في الأضرحة ولكن في المساجد المقامة على الأضرحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم، حرم وأكررها حرم اتخاذ قبور الصالحين والأولياء مساجد، والحديث واضح "لعن الله اليهود فقد اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال في مرض موته اللهم لاتجعل قبرى صنما يعبد.

- إذًا.. أنت تحرم مساجد مثل الحسين والسيدة عائشة والسيدة زينب وغيرها؟

الحديث هنا بالحرمة ليس على مسجد الحسين ولكن على مسجد السيدة زينب لأن قبرها يتوسط المسجد، والصوفيون حتى يبرروا هذا يقولون إن القبر في حجرة معزولة ويقولون إنه تحت الأرض بأحد عشر متر، لكن في النهاية متخذ عليه مسجد والنهى واضح فهى إن لم تكن محرمة فهى مكروهة كراهية الحرمة، والناس تزور الأولياء ومساجدها للتبرك والتبرك حرام قطعا، لأنه يصل إلى حد الشرك لأن زائرها إما زائر للقبر يطلب شيئا أو يتبرك بها ولكن في النهاية هو اختصاص وأحيانا يرتحلون إليه وهو ما يتنافى مع حديث شد الرحال، والعلماء مجموعون "لا يطاف حول قبورهم".
الجريدة الرسمية