تفاصيل افتتاح السيسي مشروعات الإنتاج الحيواني والألبان والمجازر الآلية بمدينة السادات
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروعات الإنتاج الحيواني والألبان والمجازر الآلية، من مجمع إنتاج الألبان بمدينة السادات بمحافظة المنوفية ويهدف إنشاء المجمع إلى تنمية الثروة الحيوانية من خلال التحسين الوراثي للسلالات المصرية "لحومها وألبانها"، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمجمع 5 آلاف رأس حلاب وطاقة إنتاجية تبلغ 5ر1 طن لحوم حية / دورة ونحو 3 آلاف رأس تسمين على مساحة ألف فدان.
ويضم المركز العلمي مستشفى بيطريا، ومبنى للولادة وآخر للتلقيح الصناعي و6 مزارع فرعية و5 حلاب ومزرعة تسمين على مساحة ألف فدان، بالإضافة إلى توفير الأجهزة والمعدات الخاصة بحفظ الألبان ونقلها، بخلاف محطة معالجة مياه الصرف الصحي الآدمي بطاقة 100 متر مكعب / يوم.
كما يضم المركز محرقتين للتخلص الآمن والصحي من المخلفات البيولوجية، بجانب "مجرشتين" بقدرة 10 أطنان / ساعة لجرش الحبوب وتجهيز الأعلاف و7 آبار ارتوازية.
ويأتي إنشاء مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات، ليؤكد مضي الدولة قدما نحو المزيد من المشروعات القومية الهادفة إلى تحقيق احتياجات المواطنين من جهة، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة من ناحية ثانية.
حضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية إن مصر خططت لتعظيم مواردها من خلال مشروعات زراعية وحيوانية وسمكية نقفز بها خطوات للأمام لسد أو تقليل الفجوة الغذائية.
وأوضح أن الناظر للأحداث العالمية يدرك أن الغذاء قد تحول من مجرد سلعة تجارية قابلة للبيع والشراء إلى سلاح يستطيع من يملكه أن يصوبه نحو من يحتاج إليه لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية معينة، مضيفًا: "كل دول العالم أدركت تلك الحقيقة جيدًا، وأصبحت تبحث عن طرق ومسارات جديدة تسير فيها للحفاظ على أمنها الغذائي".
وأضاف أبو المجد أن مصر ليست بمعزل عن العالم الذي نعيش فيه وقد كانت قراءة مصر لكل هذه المشاهد أكثر شمولًا، ورؤيتها للمستقبل أكثر موضوعية فلم تكتف بما تنتجه من غذاء بل خططت لتعظيم مواردها من خلال مشروعات زراعية وحيوانية وسمكية نستطيع أن نقفز بها خطوات للأمام لسد أو تقليل الفجوة الغذائية التي نعاني منها منذ عقود طويلة، نتيجة لتآكل الرقعة الزراعية من جهة وزيادة معدلات النمو السكاني من جهة أخرى.
وأشار إلى أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي المستمرة ومساهمة مع أجهزة الدولة المختصة في وضع نظم غذائية مستدامة تحقق الأمن الغذائي لأبناء وطننا الغالي خاصة في ظل التداعيات العالمية الحالية وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي فإن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قام بتأسيس مشروعات زراعية حديثة نستهدف منها أمننا الغذائي.
عقب ذلك، افتتح الرئيس السيسي، عبر الفيديو كونفرانس، عددًا من مشروعات الإنتاج الحيواني والألبان.
وتضمنت المشروعات مجمع إنتاج الألبان رقم 2 - النوبارية، ومجمع الإنتاج الحيواني رقم 6 بشمال التحرير بالنوبارية، ومجمع الإنتاج الحيواني رقم 7 بمحافظة الوادي الجديد، والمجزر الآلي بسفاجا محافظة البحر الأحمر.
وعُرض فيلم تسجيلي بعنوان "حلم جديد"، سلط الضوء على تحقيق مصر حلمها بنهضة تنموية في كل المجالات، برؤية قيادة سياسية اتخذت من العلم منهج عمل ومن التخطيط أسلوب حياة، فضلًا عن تسارع خطوات الدولة للاهتمام بالثروة الحيوانية وصناعتها التكميلية، فأصبح أمل الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني نموذجًا قابلًا للتطبيق، فكان الانطلاق نحو آفاق جديدة تحقق الأمن الغذائي عبر عشرات الصروح الإنتاجية الغذائية.
وأبرز الفيلم التسجيلي سعي مصر لإكمال طريقها بتحقيق حلمها لسد الفجوة الغذائية من اللحوم والألبان ضمن مشروع المليون رأس ماشية والذي بدأ بتربية 200 ألف رأس، حيث نجحت في إنشاء المزيد من مجمعاتها الجديدة ومن بينها مجمع الإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات والذي يضم 5 مزارع حلابة بقوة 5 آلاف رأس، والتي تنتج يوميًا 15 طنًا من الألبان، علاوة على مجمع الإنتاج الحيواني رقم 6 في محافظة البحيرة والذي يضم 20 ألف رأس تسمين بطاقة إنتاجية 10 آلاف طن من اللحوم الحية في الدورة الواحدة.
كما تضمنت المشروعات مجمع إنتاج الألبان رقم 2 بالنوبارية والذي يضم اثنتين من المزارع الحلابة بطاقة استيعابية بلغت ألفي رأس حلاب تنتج 620 طنًا من الألبان يوميًا، فضلًا عن مجمع الإنتاج الحيواني رقم 7 في الوادي الجديد والذي يضم مزرعتين بسعة 10 آلاف رأس تسمين بطاقة إنتاجية 5 آلاف طن من اللحوم الحية في الدورة الواحدة، والمجزر الآلي المُتطور في سفاجا.
واُختتم الفيلم بالتأكيد على أن مصر تواصل طريق النجاح بافتتاح العديد من المشروعات في مختلف القطاعات وسط سباق لا ينتهي مع الزمن.
وقال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور محمود صقر، إن مجتمع البحث العلمي يقدر دعم الرئيس السيسي غير المسبوق للعلم والعلماء، من خلال زيادة مخصصات البحث العلمي، والتي تضاعفت 3 مرات في الأعوام السبع الماضية.
وأعرب صقر عن شكر وتقدير واعتزاز مجتمع البحث العلمي لدعم الرئيس السيسي الكبير للعلم والعلماء، مضيفًا أن مجتمع البحث العلمي يقدر لقاء الرئيس السنوي بعلماء مصر وتكريمهم ومنحهم الأنواط والأوسمة وهي رسالة مفادها بأن مصر تجل العلم والعلماء وتقدر دورهم في بناء الإنسان وتحول نحو اقتصاد المعرفة.
وأضاف "إننا نقدر أيضًا توجيهات الرئيس السيسي وجهوده في تطوير البنية البحثية والقاعدة العلمية في مصر، من خلال إنشاء الجامعات الجديدة والمراكز والمدن البحثية والعملية، والتوجيه بتنقية البيئة التشريعية، وصدور حزمة من القوانين المحفزة للبحث العلمي، والتي تدعم الإدارة الاقتصادية لمؤسسات البحث العلمي".
ومن جانبه قال المدير التنفيذي لشركة "مالتي ديري"، المهندس محمد محمود شافعي، إن افتتاح مشروع مجمع الإنتاج الحيواني والألبان يعد خطوة هائلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان واللحوم.
وأضاف المدير التنفيذي للشركة في كلمته أن "المشروع عندما يعمل بطاقته القصوى سينتج من 50 إلى 60 ألف طن ألبان وألف طن لحوم"، مؤكدًا أن المشروع نتاج التعاون بين القطاع العام المتمثل في جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والقطاع الخاص، ويعد نواة لعدة مشاريع لتوطين السلالات الأصيلة في مصر، موضحًا أن المشروع يوفر فرص عمل كبيرة للشباب، مثنيًا على دور الدولة في تشجيع الصناعة والاستثمار.
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني الدكتور محمد صلاح عيسى أن الشركة اتخذت العديد من الخطوات في إطار دورها الوطني بالمشروع القومي لتنمية الثروة الحيوانية وللمساهمة مع كافة أجهزة الدولة في سد الفجوة الغذائية من البروتين الحيواني وتوفير غذاء صحي وآمن من اللحوم والألبان للمواطنين.
وقال عيسى إن افتتاح إحدى مراحل المشروع القومي لتنمية الثروة الحيوانية، يعد أحد المشروعات التنموية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن خطة التنمية الشاملة للدولة لعام 2030.
وأضاف أن الخطوات التي اتخذتها الشركة جاءت بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح المرحلة الأولى من المشروع لمجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بالفيوم في ديسمبر عام 2019، بضرورة امتلاك القدرات الإنتاجية من خلال توطين التكنولوجيا الحديثة في التحسينات الوراثية وإشراك القطاع الخاص لتحقيق التوازن المطلوب بين الزيادة السكانية والقدرات الإنتاجية.
وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، إن قطاع الثروة الحيوانية يلعب دورًا مهمًا في الأمن الغذائي.
وأوضح القصير، أن مصر شهدت خلال السنوات الثماني الماضية نهضة ودعمًا غير مسبوق للقطاع الزراعي بكل مكوناته ومحاوره استهدفت تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة إيمانًا بأن لكل مواطن الحق في حصوله على احتياجاته من الغذاء الآمن والصحي والمستدام.
ونوه إلى أن أهمية الثروة الحيوانية تتمثل في توفير فرص مهمة للتنمية الزراعية المستدامة مع تحقيق مكاسب على صعيد الأمن الغذائي وتحسين تغذية الإنسان، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لصغار المربين، مع زيادة تمكين المرأة والشباب في الريف.
وتطرق إلى أن الأهداف الرئيسية لاستراتيجية تنمية الثروة الحيوانية تتمثل في تحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، وتمصير السلالات المتخصصة في إنتاج الألبان واللحوم ذات الإنتاجية العالية والمتأقلمة مع الظروف المصرية، وزيادة الإنتاجية من الألبان واللحوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فجوات الاستيراد مع تدعيم ورفع مستوى معيشة صغار المربين والمزارعين.
وأكد الرئيس السيسي أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة خلال السنوات الماضية أسهمت في رفع معدلات نمو الإنتاج الحيواني، مشددًا على أن الشراكة مع القطاع الخاص أسهمت في نمو عدد من مشروعات الثروة الحيوانية.
كما شدد الرئيس السيسي في مداخلة له تعقيبًا على كلمة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على أهمية زيادة معدلات الإنتاج في مختلف المجالات لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض إلى الخارج وأكد الرئيس على أهمية استغلال أكبر مساحة من الأراضي للسيطرة على تكاليف الإنتاج في ضوء النمو السكاني في مصر وارتفاع الأسعار في العالم كله، قائلًا إن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لضبط الأسعار، لافتًا إلى أنه كان من المفترض أن تكون الأسعار في مصر أعلى بكثير من معدلاتها الحالية، مشيرًا إلى أن معدلات التضخم ارتفعت بشكل كبير في الدول الأوروبية والغربية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أنها دول غنية وقوية ولديها إمكانيات ضخمة وحوكمة ولا تشهد زيادة سكانية عالية.
وأشار إلى أن قفزة كبيرة في تكاليف الإنتاج كانت ستحدث لو تعاملنا مع أسعار الطاقة وفقًا للمعدلات العالمية، مؤكدًا حرص الدولة على استقرار أسعار الوقود والطاقة وأنها أرجأت الزيادة المقررة لأسعار الكهرباء مرات عديدة للتخفيف عن المواطنين، موجهًا المحافظين بتطوير الشكل الحضاري للأسواق في مختلف أنحاء الجمهورية.
عقب ذلك، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولة تفقدية في مجمع الإنتاج الحيواني والألبان والمجازر الآلية بمدينة السادات.
واستمع الرئيس السيسي خلال الجولة لشرح مفصل من رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات عن المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب بمدينة السادات، حيث أُنشئ المركز على مساحة 4 آلاف متر مربع ويشمل 29 معملًا متخصصًا، بالإضافة إلى غرف جراحة وأشعة وتشريح الحيوان، وقاعات دراسية ومكاتب إدارية وقاعة مؤتمرات رئيسية تسع 320 فردًا، ومنظومة تعقيم مركزية وتم إلحاق مزرعة بحثية به على مسطح 4 أفدنة.
وأنشئ المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات على مسطح ألف فدان، ويشتمل على 5 مزارع، طاقة كل منها ألف رأس، وتشتمل كل منها على حظائر للأبقار الحلابة، وحظائر للإنتاج ومستشفى بيطري ومستشفى للولادة ومحلب طاقة 48 نقطة حلب.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات أنه تم استغلال المساحات البينية للمزارع لزراعة 150 فدانًا لزراعات مثمرة، بالإضافة إلى 200 فدان زراعات علفية للحيوان، بالإضافة إلى إنشاء مصنعي إنتاج أعلاف طاقة كل منها 10 أطنان بسعة تخزينية 500 طن، ولتأمين المجمع بالكهرباء تم إنشاء موزع قدرة 11 ميجاوات بالإضافة إلى 8 مولدات احتياطي كهرباء، بالإضافة إلى خزانات مياه طاقة 16 ألف متر مكعب، موضحًا أنه تم تنفيذ هذا المجمع بإمكانيات 20 شركة وطنية بحجم عمالة يومي ألف عامل وفني ومهندس.
عقب ذلك، تفقد الرئيس السيسي جناح المعامل الذي تم إنشاؤه لعدة أهداف والذي يضم 4 محاور، واستمع الرئيس لشرح مفصل من الدكتور محمد عبد المنعم مدير المركز العلمي للتدريب والأبحاث بمدينة السادات.
وقال الدكتور عبد المنعم إنه تم إنشاء المحور الأول للمساهمة في تنمية الثروة الحيوانية عن طريق الخلط الممنهج المدروس بين السلالات المحلية والسلالات الأجنبية بهدف زيادة إنتاجها واستمرار تحملها للبيئة المصرية، مشيرًا إلى أنه تم أيضًا إنشاء المحور الثاني للمساهمة في حماية الثروة الحيوانية عن طريق التقصي الوبائي للأمراض المعدية في حيوانات المزرعة وعند صغار المربين.
أما فيما يتعلق بالمحور الثالث، قال الدكتور عبد المنعم إن هذا المحور يقوم بفحص مدى مطابقة الأدوية البيطرية والأعلاف والأغذية والمياه للمواصفات القياسية المصرية والدولية، مضيفًا أنه تم أيضًا إنشاء محور رابع يقوم بمهمة تدريبية بغرض تدريب الكوادر الفنية وطلبة الجامعات المصرية، وذلك عن طريق 29 معملًا بحثيًا يضم 4 أجنحة (جناح البيولوجية الجزئية والتحسين الوراثي، جناح حيوانات التجارب والجراحة، جناح الميكروبات المصنفة، جناح البحوث الكيميائية والدوائية).
وعقب ذلك، استمع الرئيس عبد الفتاح السيسي لشرح مفصل عن المزرعة البحثية التي تضم 4 أفدنة يشمل الجزء الأول 10 أحواض للزراعة، والجزء الثاني مغطى عبارة عن 4 صوب للدراسة، والهدف منها عمل بعض التحسين الوراثي للأصناف من العلف التي أسعارها واقتصادياتها أقل من التكلفة.
وتساءل الرئيس السيسي عن جاهزية تلك الأعلاف المستقبلية للزراعة بكميات كبيرة على الفور، وتوفر البذور بصورة كافية، ليجيبه وزير الزراعة السيد القصير، بأن البذور موجودة في مركز البحوث الزراعية بصورة جزئية، وفي خلال عامين على الأقل نستطيع توفير كافة البذور لزراعة أعلاف البونيكام والبلوبانك الموفرة بكميات كبيرة تغطي احتياجاتنا، فهي منتج معمر يستمر لمدة 7 سنوات، ويتحمل درجات الملوحة العالية، وبالتالي يصبح لدينا دورة متكاملة من الأعلاف صيفًا وشتاءً.
وفي ختام الجولة التفقدية، استمع الرئيس السيسي إلى شرح مفصل من مدير المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات، الدكتور السيد هيلبي، عن تصميم وإنشاء المجمع والذي تم إنشاؤه طبقا لأعلى المعايير العالمية وتجهيزه بأحدث تقنيات في مجال الإنتاج الحيواني.
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام جولته التفقدية على التقاط صورة تذكارية مع القائمين على المشروع.