بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية.. خطة إيران لاستعادة نفوذها الإقليمي
ذكرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن إيران تلجأ الآن إلى إعادة تنظيم أسلحتها، بما في ذلك الصواريخ والطائرات دون طيار، لاستعادة نفوذها الإقليمي الذي تراجع في الفترة الأخيرة سواء كان في صفوفها أو صفوف وكلائها في المنطقة.
وقالت المجلة إنه مع بدء تراجع قبضة إيران على وكلائها الإقليميين وتصاعد الهجمات الإسرائيلية في البلاد، تتطلع طهران إلى مزيد من الأسلحة التقليدية المحلية الصنع لتعزيز أمنها، حيث يجادل المحللون بأن نفوذ طهران على أجزاء من الشرق الأوسط قد تضاءل منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني، في يناير 2020.
وأضافت المجلة في تحليل لها أن هناك الكثير من الأمثلة حول هذا التراجع، بما في ذلك تعيين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأوضحت أن تعيين الكاظمي يعد تراجعا لنفوذ إيران المباشر، ودورها في تعيين رئيس الوزراء العراقي لأول مرة منذ أربعة عشر عاما، مشيرة إلى أن الكاظمي، وهو شخصية مدعومة من واشنطن ويعارض الوجود الإيراني في العراق، أصبح مهيمنًا على المشهد السياسي.
وتابعت: ”حدث الشيء نفسه خلال الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في أكتوبر الماضي، عندما فاز الفصيل الشيعي التابع لمقتدى الصدر، والمعارض لإيران، بمقاعد في البرلمان أكثر من أي حزب سياسي آخر. وعلاوة على ذلك، تعرض حزب الله اللبناني، الحليف الوثيق لإيران، لصفعة في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي“.
وأشارت المجلة إلى أنه نتيجة لذلك، وردًا على عجز وكلائها وانحسار قوتهم وتضاؤل دور إيران في توجيه قواها في التطورات الداخلية والإقليمية، بدأت طهران مراحل إعادة التنظيم لمراجعة هيكلها الرادع.
واعتبرت المجلة أن التحول الإيراني يأتي في الأساس ردا على العمليات الإسرائيلية تجاهها في الفترة الأخيرة، حيث أعلنت تل أبيب استراتيجية جديدة تجاه إيران في يونيو 2020، أي بعد خمسة أشهر من اغتيال سليماني.
ورأت المجلة أن الاستراتيجية الإسرائيلية، التي تركز بشكل أساسي على تصعيد الاغتيالات والأعمال العسكرية الصغيرة والفعالة على الأراضي الإيرانية والمخطط للعمل بها حتى عام 2024، قللت إلى حد كبير من مصداقية الردع الإيراني، وتهدف إلى تنفيذ عمليات داخل الأراضي الإيرانية.
وقالت المجلة إنه نظرا لأن إيران فقدت تقريبا سيطرتها السياسية والعسكرية الكاملة على ما تسميه بمحور المقاومة في الشرق الأوسط، وتحتفظ إسرائيل بالقدرة على توجيه ضربة استباقية، فقد قررت طهران انضمام القوات المسلحة التقليدية، المعروفة باسم أرتش، إلى الحرس الثوري الإيراني، في تطوير برنامجي الصواريخ والطائرات دون طيار المحليين“.
وأوضحت المجلة أن إيران تهدف بهذه الاستراتيجية إلى تفادي ثلاثة أمور، الأول هو سد فجوة الأسلحة تدريجيًا بين الحرس الثوري الإيراني وأرتش، والثاني هو تعزيز قدرة ردعها المباشر في سيناريوهات الصراع المستقبلية، والأمر الأخير هو محاولة إنقاذ ما تبقى لها من نفوذ إقليمي وتعزيز قبضتها على وكلائها في العراق ولبنان واليمن.