رئيس التحرير
عصام كامل

في إسبانيا.. مدرسة لرعاة البقر في القرن الـ21

رعاة الأبقار
رعاة الأبقار

تعد رعاية الحيوانات إحدى المهن المعروفة من الأذل خاصة في الأماكن الريفية على مستوى العالم غير إن إسبانيا قررت أن تنشئ مدرسة لرعاة البقر في القرن الـ21. 

 

إسبانيا 

وبينما تثبّت فانيسا كاستيو خروفًا بين ساقيها وتقرّب آلة الجزّ من صوفه السميك ممسكةً رأسه بيدها الأخرى؛ إذ إن الشابة العشرينية الخائفة من تأدية هذه المهمة هي من طلاب مدرسة للرعاة تقع غربي إسبانيا.

وتستمع فانيسا إلى تعليمات خوسيه ريفيرو، وهو متخصص في جزّ صوف الحيوانات يعمل في المدرسة، الذي يبادرها بالقول «عليكِ أن تشدّي جلد الحيوان» وتقصي «ببطء حتى لا تؤذيه». وبذلك، تمكنت الطالبة من إزالة بعض الصوف قبل أن ينهي المتخصص المهمة معرّيًا الخروف الذي ينتمي إلى سلاسة مارينو، وسط تصفيق الطلاب الآخرين.

وعلى بعد أمتار قليلة، يتعلم تيبو جوييه حلب الماعز وكيف يعرف ما إذا كانت تعاني أي مرض من شأنه أن يؤثر في جودة الحليب. 

ويقول له فيليبي إسكوبيرو، وهو مسؤول عن هذا التدريب الذي يُنظّم بإشراف التعاونية الزراعية «كوؤوبرادو»، إنّ «أطراف أصابعك عليها أن تصبح بمثابة عينيك».

وعلى غرار تيبو وفانيسا، يخضع نحو 10 أشخاص لدورة تدريبية لخمسة أشهر تمتد على 600 ساعة داخل مدرسة تقع في قرية كاسار دي كاثري التي يبلغ عدد سكانها 4000 نسمة وتقع في وسط إكستريمادورا، وهي منطقة ريفية تعتبر أحد أبرز المناطق الإسبانية في مجال تربية الأغنام والماعز.

وتهدف هذه الدورة إلى جعل الطلاب يتعلمون طريقة العمل مع الحيوانات واحترامها، بالإضافة إلى تلقينهم أصول الإدارة المالية الخاصة بهذا العمل، ليحصلوا على شهادات باتت ضرورية ليتمكن الرعاة من ممارسة عملهم.

وتتمثل الفكرة الكامنة وراء هذا المشروع في تدريب «رعاة القرن الحادي والعشرين» للعمل في قطاع تتلاقى فيه «التقاليد مع أحدث التطورات»، بحسب ما يوضح المسؤول عن المدرسة إنريكي «كويكي» إيزكيردو لوكالة فرانس برس.

ويقول يورجن روبليدو، وهو طبيب بيطري ومدرّب في هذه المدرسة: إنّ «رؤية الراعي في حقله حاملًا حقيبته فوق كتفه» لم تعد تتوافق مع العصر، مضيفًا أنّ «الراعي اليوم يعمل استنادًا إلى تقنيات حديثة، فيدير عملية إنتاج الحليب مثلًا عبر أجهزة لوحية واستنادًا إلى بيانات دقيقة.

إحداث تغيير في الحياة

ويركز الطلاب الجالسون على مقاعدهم في أحد الصفوف على الشرح الذي يتلقونه؛ ويشجعهم يورجن على طرح الأسئلة مع أنّ الأشخاص الذين يتعلّمون في هذه المدرسة هم من خلفيات مختلفة جدًا، فبعضهم يعمل أساسًا في هذا القطاع ويرغب في التخصص به، والبعض الآخر يطمح إلى إحداث تغيير في حياته.

وفانيسا كاستيو (37 عامًا) هي واحدة من الراغبين في تغيير حياتهم؛ وأصبحت عاطلة من العمل منذ سنتين عندما أغلقت دار رعاية المسنين حيث كانت تعمل أبوابها، وتخضع للبرنامج التدريبي في المدرسة إلى جانب ابنتها أرانشا موراليس (17 عامًا)، بهدف إنشاء مزرعة عائلية.

وتقول أرانشا التي يعجز والدها عن ممارسة أي مهنة جراء تعرضه لحادث في عمله: نبحث عن طريقة تدر لنا الأموال.

ويحلم تيبو جوييه (26 عامًا) من جهته بإنشاء نزل ومزرعة صغيرة مجاورة«تضم نحو30 حيوانًا». 

وكان يفترض أن يخضع الشاب الفرنسي للدورة التدريبية سنة 2020 لكنّه اضطر إلى تأجيل ذلك جراء الجائحة؛ ولا يستبعد جوييه الشديد الشغف بالحيوانات أن يعمل داخل مزرعة في إسبانيا.

الجريدة الرسمية