يضم 111 ألف رأس ماشية.. مجمع الإنتاج الحيواني بالسادات مستقبل مصر في الأمن الغذائي
تتبنى الدولة المصرية عملية التنمية المستدامة للثروات الحيوانية، الاهتمام بالشعب المصري في أولى اهتمامات الدولة المصرية ومصر الجديدة لن تبني إلا مع الاكتفاء الذاتي من الغذاء وليس الغذاء فقط بل الغذاء الآمن وتنفيذًا لإستراتيجية ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واهتمامه المباشر بهذا الملف سواء كان "لحوم أو ألبان"، من أجل تعظيم وزيادة العائد منها، وتحقيق الاستفادة القصوى من انتاجيتها، كذلك الاهتمام أيضًا بالسلالات المُحسنة للحصول على أضعاف الإنتاج من الألبان واللحوم.
ويسعى الرئيس السيسي في ذلك المشروع لتوفير الأمن الغذائي وتقليل الفجوة بين ما ينتج محليا من اللحوم الحمراء وما يتم استيراده من الخارج، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لصغار المزارعين والمربين والمرأة المعيلة وشباب الخريجين لتوفير حياة كريمة لهم كذلك دخل يليق بهم.
وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته بتطوير منظومة الإنتاج الحيواني بمصر باستبدال رؤوس الماشية المتوافرة حاليا لدى الفلاحين بأخرى أكثر إنتاجية في الألبان واللحوم، مؤكدًا أهمية وضرورة مشاركة المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة سواء كان من القطاع الخاص أو المؤسسات الأهلية في تنمية الثروة الحيوانية واتاحة فرص العمل لصغار المربين.
وترتكز استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية على عدة محاور هي إنشاء قاعدة بيانات وتحديثها والتوسع في المشروع القومي للبتلو، إلى جانب إجراء التحسين الوراثي وتوفير السلالات المحسنة، فضلا عن توفير مراكز تجميع الألبان وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة للحفاظ على الصحة الحيوانية.
مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بضرورة العمل على توفير الأمن الغذائي لمصر وتقليل فاتورة الاستيراد، أقام جهاز مشروعات الخدمات الوطنية عبر الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، "مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات" بمحافظة المنوفية، وذلك على مساحة 1000 فدان.
عدسة فيتو تجولت داخل المشروع القومي العملاق والتي تبلغ طاقته الاستيعابية 5000 رأس حلاب و3000 رأس تسمين، كما تبلغ طاقته الإنتاجية 150 طن لبن / اليوم، و1.5 طن لحم حي / دور، كما أن رأس الماشية الواحدة داخل المجمع تقوم بإنتاج من 40 لـ 45 كيلو لبن في اليوم الواحد، كما أن رأس الماشية يتم حلبها 3 مرات يوميًا، وذلك على عس المواشي الموجودة حاليًا والتي تنتج 7 كيلو لبن فقط في اليوم وإنتاجية لحمة ضعيفة، كما أن المجمع يقوم على "تمصير" السلالة الأجنبية.
ويتكون المشروع من 6 مزارع فرعية تحتوي على 5 حلاب وواحد تسمين، كذلك يحتوي على 5 محلب آلي "48 نقطة" / 5 تانك لحفظ اللبن بطاقة 50 طنا لكل محلب، كذلك أيضًا يحتوي على عربة لنقل اللبن مزودة بتانك بسعة 30 طنا، كما يتم الاهتمام والرعاية الكاملة لرؤوس الماشية باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال.
كما يحتوي المجمع على مركز علمي بيطري للأبحاث والتدريب ومستشفى بيطري ومبنى للولادة ومبنى تلقيح صناعي ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي الآدمي بطاقة 100 متر مكعب / يوم، ومحطة معاجلة المياه الناتجة من المحلب بطاقة 100 متر مكعب / يوم.
كما يحتوى مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات على 2 مجرشة بقدرة 10 أطنان / ساعة لجرش الحبوب وتجهيز الأعلاف، كذلك يحتوي على 2 محرقة للتخلص الآمن والصحفي من المخالفات البيولوجية.
ويعتمد مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات على مصادر مياه قادمة من المدينة كذلك الاعتماد على 7 آبار ارتوازية، ويأتي مصدر كهرباء المجمع من كهرباء مدينة السادات.
من ضمن مكونات مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات، هو المركز العلمي البيطري للتدريب والأبحاث، والمنشأ وفق أحدث مستوى عالمي ووفق المعايير العالمية، معتمدًا على أحدث الأجهزة العالمية، والحاصل على كافة شهادات الجودة داخل مصر وخارج مصر ومن منظمات دولية متخصصة.
كما أجرت فيتو جولة والتقت مع عدد من المسئولين والعاملين داخل المركز العلمي البيطري للتدريب والأبحاث الموجود داخل مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات.
في البداية يقول الدكتور محمد عبد المنعم، مدير المركز العلمي البيطري للتدريب والأبحاث، أن المركز يحتوي على 4 أجنحة هما: جناح الجينوم والتحسين الوراثي - جناح الجراحة وحيوانات التجارب - جناح الميكروبات المصنفة - جناح البحوث الكيميائية والدوائية.
وأضاف عبد المنعم أن الهدف الرئيسي للمركز هو تنمية الثروة الحيوانية عن طريق "الخلط بين السلالة المصرية والأجنبية"، كذلك حماية الثروة الحيوانية عن طريق "التقصي الوبائي"، كما أن المركز يوجد به منظومة هواء متطورة تتماشى مع طبيعة المركز العلمي البيطري للتدريب والأبحاث.
كما أوضح الدكتور محمد سعيد، مسئول جناح أبحاث الميكروبات المصنفة، أن الجناح تم تصميمه طبقًا للمعايير الدولية العالمية،أن الهدف الرئيسي للجناح هو تشخيص دقيق وسريع للأمراض الوافدة أو المتوطنة، كما تم اعتماد المعمل والجناح من قبل الجهات المختصة سواء داخل مصر أو خارج مصر، والتي أشادت به بالأمان الذي يتمتع به، مشددًا على أن إجراءات الأمان داخل الجناح هي طبقًا للمعايير العالمية.
وكشف سعيد أن الجناح يشتمل على 6 مختبرات، منهم 5 مختبرات مستوى الأمان فيها هو المستوى رقم 2، أم المختبر السادس بمستوى الأمان فيه مستوى رقم 3 نظرًا لتأمينه العالي، كما أنه يتم معالجة الهواء داخل الجناح بالأشعة فوق البنفسجية، كما يتم معالجة المياه داخل الجناح عن طريق مواد كيميائية وحرارية.
من جانبه أكد الدكتور طارق نبيل مسك استشاري جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة في تصريحات خاصة لفيتو أن المركز العلمي البيطري للتدريب والأبحاث التابع لمجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات، يحتوي على جناح كبير للجراحة يوجد به "غرفة عمليات - وحدة التشخيص الإشعاعي - غرفة التشريح التشخيصي"، كما يوجد 29 معمل متخصص داخل المركز.
ومما لا شك فيه، أن القطاع الخاص هو المحرك الحقيقي لأي تنمية حقيقية تحدث من أجل النهوض بالبلاد، وذلك ما نراه في مصر، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي لعب، - "القطاع الخاص" -، دورًا كبيرًا في عملية بناء "الجمهورية الجديدة".
وتجلى دور مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية في مشروع مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات، حيث التقينا مع الدكتور محمود الشافعي، صاحب شركة "مالتي داري" والمشارك في المشروع بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
وأضاف الدكتور محمود الشافعي أن مشروع مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات يحتوي على 5000 رأس حلاب و3000 رأس تسمين، موضحا أن المُجمع سيعمل على توفير 50 ألف طن لبن سنويًا و100 ألف طن من اللحوم سنويًا، مما يساهم في تقليل فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي لمصر.
وأضاف الشافعي أن استثمارات مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات تتعدى الـ 600 مليون جنيه، موجهًا الشكر للقوات المسلحة وللجهات المعنية في تذليل كافة العقبات من أجل نجاح ذلك المشروع القومي العملاق، موجهًا رسالة لكافة المستثمرين بأن يقوموا بالاستثمار في مصر نظرًا لما تتمتع به من رؤية حقيقية وإرادة قوية في إحداث نهضة تنموية شاملة في كافة المجالات، يكون القطاع الخاص فيه المحرك الرئيسي لها.