المنيا.. عروس المستريحين.. "مستر حسين" يستولي على أموال الناس.. والحصيلة مليار جنيه
ما بين نصاب شديد الدهاء وبين طمَّاع استهوته شهوة الربح السريع.. برزت ظاهرة المستريح في معظم محافظات مصر، إن لم يكن جميعها، ريفًا وحضرًا، عوام ونخبة، بصورة لا يخيلها مؤلفو الأفلام الهندية. ورغم أن البنوك المصرية أعلنت في وقت سابق عن شهادات بنكية نظير 18%، إلا إنها لم تغر كثيرًا من أصحاب الملايين والثروات المستترة ولجأوا إلى بعض الأشخاص وأعطوهم أموالهم عن طيب خاطر وبلا وثائق أو مستندات أو عقود؛ طمعًا في مكاسب سريعة وغير منطقية؛ ليستيقظوا سريعًا على الوهم الكبير.
وفي محافظة المنيا ظهر "مستر حسين" ذلك المترجم الذي أوهم أهالي المنيا بالغنى والثراء من خلال توظيف أموالهم في مشاريع استثمارية كبرى بفائدة شهرية تصل إلى 40%، ما أدى لقيام بعض الأهالي ببيع منازلهم وإيداع الأموال معه، ووصلت حصيلته من الأموال مليارا و500 جنيه.
ولم يعمل "مستر حسين" بمفرده في النصب على المواطنين، ولكن قام بتشكيل مجموعة من المندوبين، وصل عددهم إلى 100 مندوب، وذلك لإقناع المواطنين بتشغيل أموالهم معه في المشاريع الاستثمارية الكبرى بفائدة 40% مستخدمًا تلك الحيلة الجديدة للنصب على المواطنين.
وقام مستر حسين ذاك الشاب الأربعين، ابن قرية قفادة، التابعة إداريًا لمركز ومدينة مغاغة، شمال محافظة المنيا، بأخذ لقطات ما بين الفيديوهات والصور داخل دول أجنبية عدة خاصة دولتي الصين واليابان، وهو داخل مصانع الجرانيت والرخام في محاولة منه لتصدير فكرة أنه رجل أعمال متخصص في استيراد وتصدير الملابس المستوردة والجرانيت والرخام وبث فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع المواطنين بحيلته.
الصيت ولا الغنى
"الصيت ولا الغنى".. مع هذا المثل الشعبي الشهير استخدم مستر حسين حيلته على المواطنين من خلال صور وفيديوهات مع بعض المشاهير والفنانين، واستقلال سيارة باهظة الثمن وصورا من خارج مصر وملابس قيمة.
كون مستر حسين أكثر من 100 شاب ورجال من بينهم رجال دين ذات ثقة لدى العديد من أبناء القرى والمراكز المجاورة له على أنهم "مندوبون"، هم من يجمعون الأموال من راغبي توظيفها مع مستر حسين وهم أيضا من سيقومون بصرف أرباح تلك الأموال على المودعين، على أن تكون الفائدة ما بين 15 ٪ و17 ٪ في كل شهر، على أن تكون الفائدة السنوية 200٪.
واستغل المستريح والمندوبون طيبة الأهالي وقاموا بإقناعهم ببيع المنازل والمصوغات الذهبية بحجة تعويض تلك الخسائر من الفوائد الباهظة من المشاريع الاستثمارية الوهمية، ومع تأخر سداد الأموال والأرباح التي وعد الأهالي بها، قام بعضهم بتحرير محاضر ضده بأخذ الأموال وعدم رد أي فوائد.
وبعد القبض عليه وخلال التحقيقات مع مستريح المنيا أكد أن أزمة كورونا كانت سببًا رئيسيًا في توقف بعض الأعمال التجارية الخاصة بالرخام والجرانيت وتوقفت أرباح المودعين لديه ولدى شركائه، موضحًا أن جميع الأموال مع متهم يدعى "م.ع" شريكه الهارب، وأن جمع الأموال كان مقابل تشغيلها مقابل نسبة أرباح.
وقضت المحكمة الاقتصادية بمجمع محاكم بني سويف، برئاسة المستشار ياسر علي خليفة، حضوريا بالسجن 15 عامًا على "مستريح المنيا"، وتضمن الحكم أيضا، رد مبلغ مليار ونصف المليار جنيه قيمة المبالغ التي جرى جمعها للمواطنين، ومعاقبة المتهم وشريكه محمد عبد الله، غيابيًّا، وتغريمهما 10 ملايين جنيه ومعاقبة المتهم الثالث علاء الدين عبد الفتاح، 52 سنة، بالسجن 3 سنوات، والغرامة 500 ألف جنيه، ومعاقبة 41 متهمًا آخرين من المندوبين بينهم 10 حضوريًّا، و31 غيابيًّا، السجن عاما، و3 متهمين بينهم سيدة، بالسجن عام مع إيقاف التنفيذ. وذلك لتورطهم جميعًا، في جمع مبلغ مليار و500 مليون جنيه، لتوظيفها في مجال تجارة الرخام والجرانيت، وذلك مقابل عائد يصرف بقيم مختلفة دون الحقيقة.
نقلًا عن العدد الورقي…