رئيس التحرير
عصام كامل

تبديد الديمقراطية الأمريكية.. تقرير أخير يكشف تفاصيل جديدة عن اقتحام الكابيتول

دونالد ترامب
دونالد ترامب

لا تخلو حياة الساسة في كل أنحاء العالم من المشكلات غير أن أزمة اقتحام مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة الأمريكية وضعت آمال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فيما هو أصعب من مشكلات سياسية أو حزبية.

 

دونالد ترامب 

ويعيش الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في كابوس أحداث الكابيتول والتي بلغت مداها بعدما هاجم ابنته إيفانكا بعد ان نأت بنفسها عن مزاعمه التي لا أساس لها بحدوث تزوير جماعي في الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

وبثت لجنة التحقيق في أحداث الشغب التي صاحبت اقتحام مبنى الكونجرس (الكابيتول) في 2021 مقطعًا مسجلاُ لم يُشاهد من قبل لإيفانكا ترامب ترفض فيه مزاعم والدها؛ ليتبدد حلم ترامب في رئاسة الولايات المتحدة بعد أن ذهب الديمقراطيون إلى القول إن هجوم حشد من الجماهير على الكونجرس كان تتويجًا لمحاولة انقلابية على مدى شهور من جانب ترامب.

 

وبعدما قدمت ابنة ترامب الكبرى ومستشارة الجناح الغربي السابقة إيفانكا ترامب شهادتها في مقطع فيديو لم يسبق له مثيل بقي ترامب عالقا وحدة في ازمة اقتحام الكابيتول؛خاصة بعد شُهد زوج ابنه ترامب، جاريد كوشنر، أحد كبار مستشاري ترامب، وقال في شهادته إن مستشار ترامب الأخير في البيت الأبيض بات سيبولوني "هدد مرارًا وتكرارًا".

 

لتضيق الدائرة حول الرئيس الأمريكي السابق بالتزامن مع سيل الاتهامات التي تلاحقة وتخلي أقرب المقربين عنه ليبقى ترامب وحده حبيس الكابيتول.

 

وبدأت القصة مع جلسة الاستماع الرئيسية الأولى للجنة مجلس النواب الأمريكي الخاصة بالتحقيق في قضية "الاقتحام المدني" لمبنى الكونجرس والمعروفة باسم قضية 6  يناير 2021، صورة جديدة وصفتها شبكة ”سي إن إن“ بأنها“ أسوأ مما كان شاهده الأمريكيون، وأنها مدعاة للرعب الذي يستعيد تاريخًا مأساويًّا أدار فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤامرة لإحباط إرادة الشعب“.

 

ونقلت الشبكة عن رئيس اللجنة بيني طومسون، وهو ديمقراطي من ولاية ميسيسيبي، قوله إن ”ديمقراطيتنا لا تزال في خطر، والمؤامرة لإحباط إرادة الشعب لم تنته بعد“. مضيفا إن ”السادس من يناير والأكاذيب التي أدت إلى التمرد، عرّضت قرنين ونصف من الديمقراطية الدستورية للخطر“.

 

ورأت ”سي إن إن“ في غياب شبكة فوكس نيوز اليمينية من قائمة القنوات التي بثت جلسة الاستماع النيابية بشكل مباشر ”علامة أخرى على كيفية تهديد حركة ترامب المتطرفة للحقيقة والديمقراطية“ على حد تعبيرها.

 

مبنى الكونجرس

وكانت جلسة يوم الخميس نتاج شهور من التحقيقات والمقابلات مع الشهود بشأن حقيقة ما حصل في الجناح الغربي من مبنى الكونجرس، وما فعله ترامب وفريق حملته – حتى عائلته -، وكذلك الجهود التي بذلت للحصول على وثائق مهمة من مساعديه السابقين.

 

وقالت الشبكة إن هذه الأدلة الصادمة التي استمعت لها اللجنة ربما تكون كافية لتغيير الديناميكية السياسية في التعامل مع ترامب بعد الآن والانتقال الى مساءلته، كما قد تُغير في نتيجة الانتخابات النصفية المنتظرة في نوفمبر القادم.

 

نتائج بعيدة المدى

وأضاف التقرير أنه سيكون تأثير التقرير النهائي للجنة على آمال ترامب الرئاسية المستقبلية أمرًا مهمًّا لانتخابات عام 2024، كما أنه من السابق لأوانه أيضًا تحديد ما إذا كانت لائحة الاتهام الفعالة من جانب اللجنة لسلوك ترامب الذي يتعارض مع الفهم التقليدي لواجبات الرئيس ستتحول إلى قضية جنائية.

 

وأشارت “ سي إن إن“ إلى أن النتيجة المؤكدة لجلسة الاستماع الرئيسية الأولى كانت شواهد على اقتراب أمريكا من تدمير سيادة القانون وحكم الغوغاء المتطرفين.

 

فقد عرضت اللجنة لقطات لم تشاهد من قبل لأشخاص يندفعون خارج مكتب زعيم الأقلية الجمهورية كيفن مكارثي في وقت مبكر من أعمال الشغب.

 

وبعد أن قال مكارثي في البداية إن ترامب يتحمل المسؤولية عن أسوأ هجوم على مبنى الكابيتول منذ 200 عام، حاول منذ ذلك الحين تبييض دور راعيه السياسي وهو يحلم في أن يصبح رئيسًا لمجلس النواب اذا فاز ترامب في الانتخابات القادمة.

 

وفي اللحظات الأخيرة من الجلسة، عرضت اللجنة شهادة فيديو من قبل 6 من مثيري شغب يقولون إن تعليقات ترامب جذبتهم إلى واشنطن، ووضعت علامة تعجب على قضية أن الرئيس السابق كان مسؤولا بشكل مباشر عن التمرد.

 

وقال ماثيو والتر، الذي دافع بأنه غير مذنب في تسع تهم تتعلق بأحداث الشغب، ”لقد طلب مني ترامب شيئين فقط، التصويت، والحضور يوم 6 يناير“.

 

تخطيط مسبق

وفي حين أن بعض الأدلة التي استعرضتها اللجنة كانت غير عادية، إلا أن أكثر اللحظات المؤلمة في جلسة الاستماع جاءت في مقطع فيديو التقطه صانع الأفلام الوثائقية نيك كويستد لم يُشاهد علنًا من قبل.

 

حسب تقرير ”سي إن إن“، فقد بدأ كويستيد، الذي أدلى بشهادته في جلسة الاستماع، برنامجه يوم 6 يناير بتصوير أعضاء من فرقة براود بويز وهم يسيرون في طريقهم إلى مبنى الكابيتول.

 

وهتف المتطرفون وسخروا من ضباط الشرطة قبل اندلاع العنف.

 

وأظهرت تعليقات ترامب الملتهبة في تجمع حاشد دليلا على التخطيط المسبق من قبل المتطرفين، ودحضت فكرة أن التمرد كان مجرد احتجاج خرج عن السيطرة.

 

ليبقى ترامب حبيس أحداث الكابيتول وحده بعد ان تخلى عنه أقرب المقربين حتى ابنته يداعب حلم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والتي أصبحت صعبة المنال.

الجريدة الرسمية