رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الجبالي يكتب: إيهاب جلال ضحية.. واتحاد الكرة يتحمل المسئولية

مجلس ادارة اتحاد
مجلس ادارة اتحاد الكرة

انهالت الانتقادات التي وصلت لحد الهجوم العنيف على إيهاب جلال المدير الفني لمنتخب مصر، عقب الخسارة بالأمس أمام إثيوبيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023 بالكاميرون.. وكأن إيهاب جلال الذي تولى تدريب المنتخب لمدة أسبوع فقط هو المسئول عما حدث ويحدث للمنتخب.

أكتب هذا الكلام وأنا كنت من الرافضين لتوليه مسئولية المنتخب، وذلك لأن اختزال ما حدث للمنتخب بالأمس فيه ظلم واضح، وربما يكون مقصود لمدرب المنتخب، فلا يمكن أن نحاسب مدربا بعد أسبوع من توليه المسئولية، لأننا لو تذكرنا كيفية التعامل مع المدربين الأجانب الذين سبق وأن قادوا المنتخب سنتذكر بأن الشعار الذي كان سائدا هو ضرورة منحهم الفرصة حتى نقوم بعملية التقييم، ولكن مع المدرب المصري وآخرهم إيهاب جلال نتعامل بمنطق "جهزوا السكاكين وادبحوا على طول".

 

ومن هذا المنطلق يتحمل اتحاد الكرة المسئولية كاملة فيما حدث للمنتخب، ليس في مباراة الأمس فقط ولكن في البطولة الإفريقية وخسارتها، وفي التصفيات المؤهلة للمونديال وعدم الصعود، وأخيرا الإصرار على اختيار إيهاب جلال مدربا للمنتخب رغم كل التحذيرات.

اتحاد الكرة الذي يضم بين صفوفه نجمي كرة سابقين هما حازم إمام ومحمد بركات، لم يدرك للحظة بأن القائد لابد أن يكون مقنعا لمن سيقودهم،  وأن الرئيس يجب أن يكون "مالي عين" مرؤوسيه.. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون مدرب المنتخب بمثابة الرجل القوي المقنع للاعبين داخل غرفة خلع الملابس، ويجب أن يشعر لاعبو المنتخب بالهيبة من وجود هذا المدرب، فهل هذا تحقق مع إيهاب جلال في ظل نجوم هذه الكوكبة من النجوم داخل المنتخب؟

 أشك في ذلك وكلام اللاعبين للمقربين أكبر دليل على ذلك.. وبالتالي فهذا يعتبر بداية سلم الفشل.

عملية اختبار الجهاز الفني لمنتخب مصر بكافة عناصره وليس إيهاب جلال فقط لم ترع أن هذا المنتخب هو زعيم القارة الإفريقية وعندما يذهب مدرب باسم ووزن وخبرة ونجومية كيروش، لابد أن يكون البديل على نفس المستوى أو أكثر... فهل هذا تحقق ؟ بالتأكيد لا.. فتجربة إيهاب جلال مع المنتخبات هي الأولى في تاريخه التدريبي، وهذا وحده يكفي بعدم تحقيق الشرط السابق.

 

الغريب في الأمر أن تسمع أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة يتحدث عن تشكيل لجنة من الخبراء لإعادة تصحيح مسار الكرة المصرية خلال الفترة المقبلة، ونسى هذا العضو بأن بداية تصحيح المسار هو رحيل اتحاد الكرة بالكامل، بعد هذا الفشل تلو الفشل في إدارة الكرة المصرية.. فالتجارب السابقة تؤكد لنا بأن تشكيل اللجان لدراسة أي موضوع، وخاصة في المنظومة الرياضية هو إصرار على استمرار الفشل والتعامل بمسكنات عفا عليها الزمن.

والخلاصة.. من وجهة نظري ضرورة تطهير المنظومة الرياضة بالكامل، وكرة القدم على وجه الخصوص لبدء صفحة جديدة بعيدا عن المحسوبية والمجاملات والمصالح، على أن يشمل هذا التطهير الذي تأخر كثيرا كل من له أياد سوداء على هذه المنظومة، وهم معروفون بالاسم، ولكن يتعمد الجميع التجاهل عن عمد بحجة "خلي المركب تمشى"، وتناسوا أن المركب في طريقها للغرق ما لم تحدث ثورة شاملة داخل المنظومة الرياضية بكافة القطاعات.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية 

الجريدة الرسمية