لغز انفجار "فريبورت".. أزمة غاز جديدة تضرب العالم
لم يكن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى أزمة جديدة تضيّق الخناق أكثر على إمدادات الغاز خصوصا في الولايات المتحدة وأسواقها الرئيسية.
أول أمس الأربعاء، وقع انفجار في منشأة رئيسية لإنتاج الغاز الطبيعي في تكساس، قد يؤدي إلى توقف المصنع عن العمل لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، ما يتسبب في اضطراب أسواق الطاقة العالمية في وقت تتضاءل فيه الإمدادات بالفعل.
لا يزال سبب الانفجار الذي وقع في منشأة فريبورت للغاز الطبيعي المسال في كوينتانا غير واضح حتى صباح اليوم الجمعة، لكن الإنتاج فيه توقف بالكامل.
أكبر مصانع العالم في تسييل الغاز
ويعتبر مصنع تسييل الغاز الطبيعي من أكبر المصانع في العالم، ومصدرا رئيسيا لبريطانيا وأجزاء أخرى من أوروبا؛ في وقت كانت فيه أسواق الطاقة متقلبة منذ شهور بسبب التضخم وغزو روسيا لأوكرانيا، ما أدى إلى زيادة الإنتاج والصادرات الأمريكية.
يحذر الخبراء من أن الإغلاق المطول لمنشأة فريبورت قد يكون له تأثير كبير على أسعار الطاقة، خاصة أن الأسواق تستعد لزيادة الطلب في الصيف.
ويقول خبراء إنه في الوقت الذي يتأرجح فيه العالم بشأن العرض والطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، فإن حادث فريبورت سيزيد من مصاعب الإمدادات.
أسعار الغاز.. ضغوط جديدة
وهناك الكثير من الضغوط التي تعمل على أسعار الغاز في أوروبا خلال الوقت الحالي، وأكبرها المخاطر والإعاقات التي خلقتها الحرب في أوكرانيا ودبلوماسية الغاز الروسية وضغط الغاز على بروكسل وفي القارة.
قفزت العقود الآجلة على الغاز الهولندي TTF، المعيار الدولي للغاز الطبيعي، على خلفية الأخبار، حيث ارتفعت بنسبة 8.8% في وقت متأخر أمس الخميس عند 90.23 دولارا لكل ميغاواط/ساعة.
الولايات المتحدة هي إحدى أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، رفقة أستراليا وقطر، حيث يتجه الكثير من الإنتاج المحلي إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي؛ إذ يستخدم الغاز هناك لتدفئة المنازل والشركات ولتشغيل المنشآت الصناعية على نطاق واسع.
ماذا يحدث في أوروبا؟
تواجه أوروبا أزمة في إمدادات الطاقة وهي تحاول أن تنأى بنفسها عن الوقود الأحفوري الروسي بسبب غزو أوكرانيا، حيث أعلنت منطقة اليورو مؤخرا عن خطط لوقف استيراد النفط الخام الروسي بحلول نهاية 2022.
وتزود روسيا بشكل منفصل ما يقرب من 40 في المئة من الغاز الطبيعي للكتلة.
يقول الخبراء إن أوروبا تشتري الغاز الطبيعي أيضا من الدول الإسكندنافية وشمال أفريقيا، لكن تلك المناطق تواجه صعوبات في زيادة الإنتاج والمعالجة.
ويحذر الخبراء من أن صورة الطلب قد تصبح أكثر إحكاما؛ إذ شهدت آسيا خاصة الصين، التي تعتمد أيضا بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال، انخفاضًا في الطلب في عام 2022 بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي.
لكن بكين أعلنت في أواخر مايو عن العشرات من إجراءات التحفيز الاقتصادي الجديدة للأفراد والشركات لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي بعد فترة وجيزة من رفع القيود الصارمة الوبائية.