تمرد جيل السينما النظيفة.. حلمي يغير جلده في "واحد تاني".. وريهام عبد الغفور تنقلب على "الفتاة المثالية"
حالة من الصراع القديم المتجدد بين مؤيديها والرافضين لها، بطل تلك الصراعات هو مصطلح السينما النظيفة، ذلك المصطلح المطاطي الحامل لكثير من المعاني، وقد تجلى المصطلح في أوائل عام 2000، أي قبل قرابة الربع قرن حينما اقتحم مصطلح "السينما النظيفة" عالم الفن المصري، متزامنا مع ظهور جيل النجوم الشباب خاصة المنتمين للأفلام الكوميدية من جيل محمد هيندي وأشرف عبد الباقي والراحل علاء ولي الدين، ثم منى زكي وياسمين عبد العزيز وغادة عادل وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز ومحمد سعد وأحمد حلمي.
ولسنوات طويلة ظلت تلك القائمة تنأى بنفسها عن الانسلاخ من قالب ما وصفوه بالسينما المحافظة أو النظيفة دون أن يصرحوا بذلك جهرًا، ولكن مؤخرًا ظهرت بعض الأصوات الفنية المنادية صراحة بغلبة السينما النظيفة والتي قوبلت بسيل من الهجوم من بعض الفنانين والفنانات وأشهرهم الفنانة إلهام شاهين، التي دائما ما كانت تفتح نيران التصريحات تجاه كل من يرى المشاهد الجريئة والقبلات في الأعمال الفنية أمرا مسيئا لأخلاقياتهم وقناعاتهم.
المفارقة في الأمر أن أبطال الأصوات المنادية بالسينما النظيفة بدايتها كانت على عكس ما تنادي به تمامًا ففي دراما رمضان 2020، قدم الفنان يوسف الشريف مسلسل النهاية، وأثار مشهده مع الفنانة سهر الصايغ جدلا واسعا بعدما صرح بأنه يرفض أي تلامس بينه وبين الفنانة التي تمثل أمامه، لافتًا في أكثر من لقاء أنه يضع شرطًا مكتوبا في العقد المبرم بينه وبين الشركة المنتجة بهذا الأمر.
والغريب أن بدايات يوسف الشريف السينمائية كانت من خلال أعمال تضمنت مشاهد جريئة كان هو نفسه بطلها، منها فيلم 7 ورقات كوتشينة مع الفنانة روبي، وكذلك الفيلم الذي يعد الأجزأ في تاريخ السينما الحديثة، فيلم هي فوضى من بطولة يوسف الشريف ومنة شلبي والراحل خالد صالح، وإخراج خالد يوسف، الأمر الذي لم ينكره يوسف الشريف، مؤكدًا على ندمه بتقديم تلك المشاهد الجريئة، قاطعا على نفسه عهدًا بعدم تكرار تلك التجارب مرة أخرى.
غادة عادل
وعلى النقيض عدد من الفنانين ممن صنفهم الجمهور بأنصار السينما النظيفة تحولت بوصلتهم الفنية خلال الآونة الأخيرة من بينهم الفنانة غادة عادل التي كانت أولى خطوات تحول مسيرتها من خلال فيلم ابن القنصل حينما قدمت من خلاله شخصية فتاة الليل اللعوب في دور جديد تمامًا عليها، وبعدها توالت أعمالها على هذا المنوال من خلال دورها أمام الزعيم عادل إمام في فيلم عوالم خفية، الذي ظهرت في كل مشاهده تقريبًا بملابس وصفت بالمثيرة لم يعهدها بها الجمهور من قبل، وبعدها قدمت فيلم 200 جنيه بشخصية الراقصة وفتاة الليل لطالبي المتعة، ثم دورها الأكثر جدلًا في فيلم المحكمة عام 2022.
منى زكي
تلتها الفنانة منى زكي، التي حصرها الجمهور في دور الفتاة الرومانسية الحالمة بسبب طبيعتها الجسمانية والشكلية، وقد أثارت موجة من الانتقادات اللاذعة بسبب المشهد الذي وصفه البعض بالخارج في فيلم أصحاب ولا أعز، الأمر الذي تسبب في صدمة كبير لجمهور منى زكي، رغم أنه لم يكن نقطة التحول في مسيرتها، فسبق وقررت التمرد على السينما النظيفة من خلال تقديم قصة حياة الراحلة تحية كاريوكا كراقصة، وكذلك دورها الجريء في فيلم إحكي يا شهرزاد مع محمود حميدة وحسن الرداد.
ريهام عبد الغفور
وانضمت للقائمة الفنانة ريهام عبد الغفور، التي تعتبر من أكثر الفنانات اللاتي حرصن على تقديم أدوار الرومانسية، والتي حصرتها ملامحها الهادئة في تجسيد شخصية الفتاة الحالمة، وطوال مسيرتها الفنية الممتدة منذ أكثر من 20 عاما لم تشارك في أي مشاهد جريئة خلال أعمالها السينمائية والدرامية، ولكن شاركت ريهام عبد الغفور بعدد من الأعمال الفنية ما بين السينما والتليفزيون، لكنها قررت التمرد على تلك الأدوار التي اعتاد عليها الجمهور من تقديم أدوار الفتاة الرومانسية الحالمة المغلوب على أمرها.
وقدمت بعض الأدوار التي وصفها البعض بالجريئة وصُنِفت ضمن أدوار الإغراء، وحرصت على أن يكون أداؤها لتلك الأدوار في نفس السياق والأطر التي وضعتها لنفسها بتقديم تلك النوعية من الأدوار بعيدًا عن الإسفاف والفجاجة، لافتة إلى أنها تعمدت إجراء تغيير لنوعية الأدوار التي تقدمها بعدما ملت من تجسيد الشخصيات الرومانسية الهادئة، مشيرة إلى أنها أخذت عهدا على نفسها ألا تكرر الأدوار التي أدتها من قبل، وكان دور نجاة بائعة الكبدة، الذي قدمته في فيلم سوق الجمعة عام 2018، حيث جسدت شخصية الفتاة اللعوب التي تهرب من زوجها مع عشيقها (أحمد فتحي)، ليقوم الأخير باستغلالها للإيقاع بالرجال عن طريق إغوائهم، الأجرأ في مسيرتها، ورغم تضمن الدور تقديم عدد من الرقصات والمشاهد التي وصفت بالخليعة، إلا أن ريهام عبد الغفور قدمتها أيضًا دون أن تلجأ لملابس مثيرة أو مشاهد ساخنة، محافظة على ضوابطها في تقديم الأدوار المتزنة.
أحمد حلمي
أما آخر من أثار الجدل بالتمرد على السينما المحافظة أو النظيفة فكان الفنان أحمد حلمي، الذي ظل طيلة مسيرته الفنية صاحب القاعدة والجماهيرية الأكبر بين شريحة الأطفال، وجميع أعماله مصنفة جمهور عام، إلا أن فيلمه الأخير واحد تاني كان بمثابة الصدمة، بسبب ما تضمنه من إيحاءات جنسية وألفاظ وجدها بعض جمهور حلمي مخيبة لآمالهم فيه.