6 محطات مهمة في حياة القارئ الشيخ إبراهيم الشعشاعي
ولد القارئ الشيخ إبراهيم عبد الفتاح الشعشاعي في العاشر من يوليو عام 1930 بحي الدرب الأحمر في القاهرة، وترعرع وسط أسرة متدينة لها باع طويل في قراءة القرآن الكريم وترتيله، وتأثر بشكل كبير بوالده عبد الفتاح الشعشاعي رحمه الله الذي كان واحدا من أهم وأبرز القراء في العالمين العربي والإسلامي.
ونشأ القارئ إبراهيم الشعشاعي في جو قرآني صِرف، فتعلم بطريقة غير مباشرة قواعد التلاوة وأصول الحفظ منذ نعومة أظافره، وقد كان لوالده تأثير عظيم في تربيته ونشأته، حيث رباه على القيم الفاضلة والأخلاق الرفيعة، وسقاه من العلم ما يستطيع.
بدأت أولى خطوات القارئ إبراهيم عبد الفتاح شعشاعي مع كتاب الله عز وجل بدراسة وحفظ القرآن الكريم، وهو طفل صغير، فاستطاع بفضل الله وبفضل فطنته ونباهته أن يتعلم ما تيسر من فنون التجويد وقواعد القراءات في مدرسة الحي علي يد ثلة بارزة من شيوخ ذاك الوقت، أبرزهم الشيخ عامر عثمان الذي أتم حفظ القرآن الكريم على يديه. وقد تواصلت المسيرة العلمية للقارئ ابراهيم عبد الفتاح الشعشاعي بالتحاقه بالمعهد الأزهري الذي حصل منه على درجة علمية، قبل أن يدْرس علم المقامات على يد الشيخ درويش الحريري.
ولم يظهر القارئ ابراهيم عبد الفتاح شعشاعي وهو يتلو القرآن أمام الناس حتى بلغ الرابعة والعشرين من عمره، حينها لاقت تلاواته إعجابا مهما وإقبالا منقطع النظير، فشجعه شيوخه وأصدقاؤه والمقربون منه على الاستمرار في هذا المجال، وقد ساعده تميزه في التلاوة وتألقه في ترتيل آيات الله على الالتحاق بالإذاعة المصرية سنة 1968م ليصبح من وقتها أحد قرائها الثابتين والبارزين.
وعمل القارئ ابراهيم عبد الفتاح الشعشاعي قارئًا للسورة بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها في مصر، وهو نفس العمل الذي شغله والده قبله حتى وفاته، ويعود السبب في شغله لهذا المنصب إلى إعجاب القائمين على المسجد بصوته القوي، وقراءته بعدة روايات بينها رواية ورش عن نافع، إضافة إلى تمكنه من أحكام الوقف والابتداء، وقواعد الاتزان، وفوق هذا وذاك لأن قراءته كما يصفها معجبوه تتميز بالوقار والاحترام.
وطوال مسيرته القرآنية، تلقى الشيخ ابراهيم عبد الفتاح الشعشاعي دعوات من مختلف أنحاء العالم، فسافر وارتحل في العديد من البلدان، وصدحت حنجرته فيها بآيات الله فبكى وأبكى الناس معه. وقد كانت تسبقه شهرة أبيه في كل مكان يحل به فكان يعتبر ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز وكان يرى شرفا له أن يكمل مسيرة والده القرآنية. وبعد سنوات من الجهد والعطاء شاء الله تعالى فقبض إليه روح هذا القارئ المتميز، ليشيعه جمع غفير من الناس إلى مثواه الأخير سنة 1992م.