وصلت للإهانة.. أدباء كبار يهاجمون الريحاني وآخرون يدافعون عنه بسبب أعماله الفنية
في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1949 رحل فنان الكوميديا نجيب الريحانى وقد امتلأت الصحف في اليوم التالى لوفاته بكلمات رثاء أو تمجيد أو هجوم عليه كل حسب وجهة نظره في دور نجيب الريحانى الفني، وكما نشر شعبان يوسف في كتابه المذكرات المجهولة لنجيب الريحانى الذى جمع فيه الآراء التي قيلت له وعليه.
فقد أذاعت الإذاعة في ذلك الوقت كلمة صوتية ألقاها البكباشى أنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة في حفل تأبين الريحانى من مسرح الريحانى بوسط المدينة ووصفه بأنه عبقري من عباقرتنا كان صاحب رسالة في سبيل الحرية وتقويض الطغيان، فسخر من الإنجليز ومن الطغيان والاستعمار في أعماله ولا استطيع أن أوفى نجيب الريحانى حقه منذ أن بدأ رسالته على مسرحه ومنذ أن كان هذا الفن يعتبر دخيلا.
طه حسين
قال الأديب الدكتور طه حسين الذى كان يحرص على دعم مسرح الريحانى ماديا في أثناء توليه وزارة المعارف وأن مسرح الريحانى ظل سنوات واحدا من المسارح الوطنية الجادة الذى عالج قضايا جادة متعددة ومتنوعة.
عباس محمود العقاد
وقال الأديب عباس محمود العقاد: نجيب الريحانى خلد الله ذكره وعوض الفن الجميل خيرا منه هو الممثل الوحيد الذى أستطيع أن أقول إنى عرفته من الوجهة الفنية معرفة كافية لتقديره ونقده، فقد رأيته في جميع أدواره التي مثلها على المسرح رأيته الممثل الذى يغنيك تمثيله عن موضوع التمثيل وهذه طبيعة الأداء في الفن الجميل فهو رجل خلق للمسرح فقط.
محمد عبد الوهاب
وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب كان بودى حين يعرض فيلم غزل البنات أن يشاهده الأستاذ العقاد ليتأكد كم أضاع المسرح علينا من فلتات الفن الإعجازى الريحانى، ففي الفيلم منظر صامت له وهو يتأمل السيدة ليلى مراد يحدثها بتعابير وجهه فلا تتمالك نفسك الا وتهتف لهذا الفنان العبقري.
زكى طليمات
وقال المخرج زكى طليمات: إن اختراع الريحانى لشخصية كشكش بيه من علامات العبقرية فهو نموذج درامى فذ للتعليق على قضايا المجتمع وشواغله بلهجة ابن البلد البسيط الذى لا ينتمى إلى فكر أو تيار سياسى يقيده في أطر معينة.
يحيى حقي
أما الأديب يحيى حقى فوصل في نقد الريحانى إلى مدى بعيد، حيث قال كان كشكش بيه كالمهرج الذى يصفع على قفاه في مهازل أولاد بعجر، هذا هو كشكش بيه عمدة في قفطان له لحية طويلة كل سحره في صوت أجش وشبق عينيه وتلعيب حواجبه وهو دايخ وسط شلة الراقصات.
سعد الدين وهبة
وقال الكاتب سعد الدين وهبة: كان الريحانى تاجرا ذكيا يعرف كيف تؤكل الكتف، يعرف كيف يرضى جمهوره فهو يعترف في مذكراته بأنه كان يقدم الرواية فإذا لم تنجح بعد يومين أو ثلاثة يعيد صياغتها على الفور بل إنه أحيانا كان يغير عنوانها لتلائم الجمهور بأى وسيلة، أما الريحانى كفنان وطنى فإن مسرحياته لم تكن في مضمونها ذات مساهمة فعالة في خدمة الوطنية الدور الذى لعبه الفن في تلك المرحلة حتى أنه كان يحل مشكلة الفقر بثروة تهبط من السماء، أو النصيحة بأن الفقر حشمة والعز بهدلة.
محمود تيمور
وقال الأديب محمود تيمور: ليس فيما قدمه الريحانى شيء يسمى تمثيل إذا كنا نقصد بكلمة تمثيل ما يؤديه أهل الفن وخادموه، أما إذا كان التمثيل أن تقف جماعة على المسرح يفعلون ما يشاءون ويقولون ما تنفضه عقولهم وأذهانهم ورؤوس جماعة من المؤلفين وضعوا همهم في جمع نكات السوقة والبحث عن المواقف المخجلة فإنه يصح حينئذ عند من يرى ذلك أن يسمى ما على مسرح الريحانى بالتمثيل الحق. وهي الجزئية التي يواجهها أبطال مسرح مصر حاليا.