توصيات المؤتمر الطبي الأفريقي الأول.. القضاء على فيروس بي بالقارة.. وتعزيز التعاون في مجال صحة الأم والطفل
اختتمت اليوم الثلاثاء، أعمال المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الأول Africa Health ExCon الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة واسعة من قبل أكثر من 800 ممثل للهيئات الطبية بمصر وأفريقيا.
وشهدت فعاليات اليوم الختامي من المؤتمر المُقام تحت شعار "بوابتك نحو الابتكار والتجارة"، والذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، إجماع الحاضرين على تقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على مبادرته بتقديم 30 مليون جرعة تطعيم كورونا للدول الأفريقية، الأمر الذي يعكس واقعيًا روح الأخوة وروابط الحاضر والمستقبل المتينة التي تجمع دول القارة الأفريقية وكذلك على تقديم الشكر لجمهورية مصر العربية على تنظيم واستقبال هذا الحدث الفريد.
التحديات التي تواجه دول أفريقيا
وناقش الاجتماع التحديات التي تواجه الدول الأفريقية في القطاع الصحي الذي لم يتعافى حتى الآن من تبعات جائحة الكوفيد ومن بعض الأمراض الاستوائية والمعدية، وسبل توطيد التعاون بين دول القارة لإتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية والأدوية واللقاحات لشعوب القارة.
مبادرة صحة أفريقيا
وأطلق الاجتماع مبادرة "صحة أفريقيا.. من توريد العلاج إلى الشفاء" التي تستهدف توسيع القدرات الأفريقية البشرية والمادية لإنتاج اللقاحات وأدوات ومعدات ومستلزمات العلاج بحلول عام 2030، فضلًا عن تعزيز الموقف التفاوضي للدول الأفريقية في استيراد الدواء ومستلزمات العلاج التي لا يتم إنتاجها في القارة بما يضمن عمليات شراء ذات كفاءة استراتيجية. وتتضمن المحاور التالية:
- العمل على القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي بي والذي يعاني منها 82 مليون في أفريقيا و كذاك فيروس سي يعاني منه قرابة ١٠ ملايين بالتعاون مع الهيئات الدولية والاتحاد الأفريقي عن طريق البدء فورا في تطبيق التطعيم ضد فيروس بي مع الولادة وتوفير العلاج الفعال للحالات التي تعاني من تليف بالكبد نتيجة للإصابة بالفيروس وبسعر مناسب. إضافة الى الاستفادة من التجربة المصرية في مكافحة فيروس سي عن طريق نقل الخبرات والكوادر المدربة وكذلك أدوات التشخيص والعلاج الفعال المنتج في مصر.
- تعزيز التعاون في مجال صحة الأم والطفل عن طريق تبادل الخبرات بين دول شمال وجنوب القارة وغربها وتضم النواة الأولى نيجيريا ومصر وجنوب أفريقيا والمغرب وكذلك تبادل خبرات أطباء الأطفال ومساندة إطلاق الأبحاث العلمية في هذا المجال لاسيما مكافحة السمنة وضمان حق التعليم للفتيات.
- تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية للعاملين بالقطاعات الصحية الأفريقية في الموضوعات المرتبطة بتصميم وتطبيق السياسات الصحية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خلال العامين المقبلين.
- إصدار كتيب بعدة لغات في عام 2024 بأهم المواد التعليمية التي تم تدريسها في هذا الصدد لتعميم الاستفادة على كافة أبناء القارة.
- الدعوة إلى صياغة إستراتيجية قارية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي على مستوى القارة الأفريقية، تعتمد في بلورتها وتنفيذها على العقول الأفريقية، وتأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي تنفرد بها القارة، وعلى نحو يساهم إسهامًا مباشرًا وملموسًا في زيادة استفادة الشعوب الأفريقية من الخدمات الصحية وتحسين استجابة الأنظمة الصحية لاحتياجات الفرد والمجتمعات المحلية، فضلًا عن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وكفاءتها، وتمكين المرضى، ومنحهم إمكانية الاطلاع على معلومات الرعاية الصحية الخاصة بهم.
- إطلاق قاعدة بيانات إلكترونية موحدة تربط بين كافة الدول الأفريقية لتيسير التعاون القاري في المجال الصحي على مستوى الخبراء والشركات، وتأسيس شراكات لتنفيذ وتقييم التعاون القاري، مع إيلاء الاعتبار الواجب لمعالجة وإدارة أية مخاطر محتملة لتضارب المصالح.
- الاتفاق على مضاعفة الجهود الرامية إلى توطين الصناعات الدوائية في القارة واللقاحات والمستلزمات الطبية الأخرى، وتكثيف التعاون القاري منذ المراحل المبكرة للإنتاج والتوريد.
- دراسة، خلال العامين المقبلين، إمكانية إطلاق نظام موحد لإدارة المنشآت الصحية في القارة تأخذ بعين الاعتبار كافة المتطلبات الخاصة بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية استنادًا إلى الخبرات التي اكتسبتها الهيئات المصرية للشراء الموحد.
- الاتفاق على حزمة من الإجراءات لتكثيف التعاون بين الجهات الصحية الأفريقية المختلفة، من بينها إجراء بحوث مشتركة مبنية على الاحتياجات والأولويات المجتمعية مع الاستفادة بالتكنولوجيات الجديدة، وتبادل وعرض الملفات الطبية، وتبادل السياحة العلاجية، وعلى نحو يساهم في إثراء الخبرات الوطنية لدول القارة.
- الإشادة بالطرح الذي أعٌلن خلال المؤتمر باعتزام القوافل الطبية المصرية العاملة في أفريقيا التواجد في مناطق نائية جغرافيًا وتنفيذ جراحات متوسطة وكبيرة ومعالجة حالات مرضية جديدة.
- تشجيع الجهات البحثية المعنية على دراسة مقترح تسجيل وتسعير الأدوية بشكل موحد في إطار آليات العمل التابعة لمنظمة الاتحاد الأفريقي، وعلى بلورة تصور لتشجيع التفاعل بين الحكومات الأفريقية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص، وإدماج الجانب الصحي في جميع السياسات لإيجاد حلول للتحديات الصحية.
- البدء في تفعيل التعاون في مجال إصلاح وتجديد نظم التعليم الطبي وتطوير المناهج الطبية ونظم الامتحانات وكذلك توحيد طرق التقييم لتراخيص الأطباء والاعتراف المتبادل بها بين الدول الأفريقية على أن تكون البداية بين مصر ونيجيريا.
الاجتماع بشكل دوري
وقال اللواء بهاء زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين بأن المجتمعين توافقوا على إعادة الاجتماع بهذه الصيغة بشكل دوري كل عام في مصر من منطلق اقتناعهم بأن هذه المنصة الجديدة ستولد أوجه تآزر جديدة بين أطراف التنمية الصحية والجهات الفاعلة في أفريقيا، حيث تحدد مبدئيًا النصف الثاني من عام 2023 للاجتماع المقبل تحت شعار "تخفيض تكلفة الخدمات الصحية الأفريقية: الشراكات اللازمة"، مضيفًا أن الهيئة سوف تبدأ في الإعداد لوثائق اجتماع 2023 ومتابعة تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر.
من ناحية أخرى، عبر الدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عن تقدير المشاركين في المؤتمر البالغ لاستضافة مصر هذا المؤتمر ومبادرتها في وضع التصور الخاص به، مثنيًا بشكل خاص على حفاوة استقبال الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وحرفية تنظيمها لفعاليات الملتقى.