في ذكرى الاقتحام.. هكذا احتلت إسرائيل «القدس» وأصبحت محور الصراع مع الكيان الصهيوني
في مثل هذا اليوم من عام 1967، دخلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس، وصرَّح وزير الدفاع آنذاك بأنهم استولوا على أورشليم، وأنهم في الطريق إلى بابل في ثاني أيام حرب الأيام الستة بالتعبير الإسرائيلي "نكسة 1967".
عن القدس
أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلّة مساحةً وسكانًا وأكثرها أهمية دينيًّا واقتصاديًّا، تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل بيت المقدس، القدس الشريف، أولى القبلتين، وفي الكتاب المقدس باسم أورشليم، وتسميها إسرائيل رسميًّا أورشليم القدس.
يعتبرها العرب والفلسطينيون وقطاع عريض من داعمي القضية الفلسطينية عاصمةَ دولة فلسطين المستقبلية بعد التحرير، كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر سنة 1988م.
وتعتبرها إسرائيل أيضًا عاصمتها الموحدة بعد ضمها الجزء الشرقي من المدينة عام 1980م، والذي احتلته بعد حرب سنة 1967، إذ يزعم اليهود أنها عاصمتهم الدينية والوطنية لأكثر من 3000 سنة، أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فلا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بضمها للكيان الصهيوني.
تُعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية: اليهودية، المسيحية، الإسلام؛ فبالنسبة لليهود أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، كما تنص التوراة.
وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة "جلجثة" حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في العهد الجديد.
أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه نبي الإسلام محمد إلى السماء وفقًا للمعتقد الإسلامي.
وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تحوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى - المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي.
تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة وتُصنّف المدينة القديمة على أنها موقع تراث عالمي، وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى 4 حارات.
الاجتياح الإسرائيلي
يُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الإسرائيلي، ولاسيما بعد أن أقدمت الحكومة الإسرائيلية بعد حرب سنة 1967 بين الجيوش العربية والإسرائيلية على احتلال القدس الشرقية التي كانت تتبع الأردن، وألحقتها بإسرائيل واعتبرتها جزءًا لا يتجزأ منها.
إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين.
كذلك، فإن أغلبية الدول في العالم لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع في مدينة تل أبيب وضواحيها، ويطالب الفلسطينيون -وما زالوا- بالقدس الشرقية عاصمةً لدولة فلسطينية منذ أن احتلها الإسرائيليون
إلا أن البرلمان الإسرائيلي أقر في 31 يوليو سنة 1980 يعتبره "قانون أساس" وينص على أن القدس عاصمة إسرائيل بالحدود التي رسمتها الحكومة الإسرائيلية عام 1967 وأصبح مبدأً دستوريًا في القانون الإسرائيلي.
رد مجلس الأمن بقرارين، رقم 476 ورقم 478 سنة 1980 وجه اللوم إلى إسرائيل بسبب إقرار هذا القانون وأكد أنه يخالف القانون الدولي، وليس من شأنه أن يمنع استمرار سريان اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 على الجزء الشرقي من القدس، كما ويفترض أن تكون المدينة ضمن محافظة القدس التابعة لدولة فلسطين، ولازالت الأزمة مشتعلة.