رئيس التحرير
عصام كامل

فاتورة تايوان الباهظة.. صراع عالمي بين واشنطن وبكين قد يتحول لحرب نووية

أمريكا والصين وتايوان
أمريكا والصين وتايوان

تشهد العلاقات الأمريكية الصينية توترات عاصفة على خلفية الصراع حول فرض النفوذ الأمريكي في تايوان؛ الأمر الذي تعتبره الصين خطا أحمر تسيل في سبيله الدماء وتقرع من أجله طبول الحرب.

 

حرب تايوان 

غير أن بعض التقديرات أكدت أن الصراع المباشر بين واشنطن وبكين قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية حامية الوطيس قد تتسبب بعواقب وخيمة تهدد الحياة البشرية على كوكب الأرض، خاصة أن روسيا الحليف الاستراتيجي لبكين منخرطة بالفعل في حرب ضد الغرب بقيادة الولايات المتحدة على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا. 
ومع زيادة حدة التوتر حذرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية من أن أي قرار للولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان ضد غزو صيني سيكلفها خسائر بشرية ضخمة، وقد يؤدي الصراع إلى مواجهة نووية.
وأشارت المجلة في تقرير، إلى أنه لا يوجد توافق في الولايات المتحدة عما إذا كان على واشنطن التورط مباشرة في النزاع، لافتة إلى أن البعض يجادل بأن تايوان بحد ذاتها ليست مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فيما يرى آخرون أن غزو الصين لتايوان سيكون ”انتهاكًا كبيرًا للمعايير الدولية ليصبح مصلحة أمريكية حيوية“.
وأوضحت أن البعض يرى أيضًا أن الدفاع عن تايوان له أهمية اقتصادية نظرًا لأهميتها في سلاسل التوريد العالمية، وخاصة في صناعة إلكترونيات الكمبيوتر، إذ تمثل تايوان 92% من الإنتاج العالمي للرقائق الدقيقة.


مصالح واشنطن

وقالت المجلة في تقريرها: «حقيقة الأمر هي أن مصالح الولايات المتحدة في تايوان أعلى بكثير مما يعتقده الكثيرون، خاصة فيما يتعلق بتفوق الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ.. وإذا سقطت تايوان، فسيتساقط نفوذ الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ، وهذا بدوره سيقلل من مكانة الولايات المتحدة عالميًا».
ونبهت المجلة إلى أن احتلال تايوان سيؤدي إلى زيادة كبيرة في قدرة الصين على عرض القوة في غرب المحيط الهادئ، وسيتيح لها اختراق ما يسمى بـ ”سلسلة الجزر الأولى“ التي تمر عبر جزر الكوريل، واليابان، وأوكيناوا، وتايوان، والفلبين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة التوحيد مع تايوان من شأنه أن يساعد الصين على إنشاء مجال نفوذ في آسيا، وفقًا للمجلة، التي حذرت من أنه إذا فشلت واشنطن في الدفاع عن تايوان فإن ”مصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق به سوف تتبخر.


احتواء الصين 

وقالت «ناشيونال إنترست»: «اليوم، تشعر دول المنطقة بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، بالقلق من الانحياز عن كثب إلى جهود الولايات المتحدة لاحتواء الصين حتى لا تثير غضب شريكها الاقتصادي الأكثر أهمية».
ولفتت إلى أنه بمجرد أن تطرد الصين الولايات المتحدة من آسيا، وتنشئ منطقة نفوذ استراتيجي، ستشكل بكين تهديدًا مباشرًا آخر للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن البعض قد يجادل بأن طموحات الصين ليست عالمية، بل إقليمية، وفي هذه الحالة يمكن للولايات المتحدة والصين أن تتعايشا من خلال احترام مناطق نفوذ كل منهما بشكل سلمي.
وقالت: «حتى لو استطعنا معرفة نوايا الدولة، يمكن أن تتغير النوايا بمرور الوقت.. لم تكن الولايات المتحدة تنوي أن تصبح قوة مهيمنة عالمية عندما بدأت في الصعود، ولكنها الآن تفعل ذلك.. وإذا أصبح طموح الصين الآن أو لاحقًا قوة مهيمنة عالمية، فإن السماح لها بالتجول بحرية في غرب المحيط الهادئ سيعزز قدرتها على إبراز قوتها خارج المنطقة».
وأضافت المجلة: «لذلك عندما نناقش ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة الدفاع عن تايوان أو التخلي عنها، فإن ما يجب أن نناقشه حقًا هو ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى للحفاظ على تفوقها في غرب المحيط الهادئ وما وراءه».


تهديد بكين 

وأوضحت «ناشيونال إنترست» أن البعض قد يعتقد أن الحفاظ على تفوق الولايات المتحدة هو مصلحة حيوية لها لأن الصين ستصبح تهديدًا أكبر بخلاف ذلك.
وختمت «ناشيونال إنترست» تقريرها بالقول: «الأسوأ من ذلك، أن صدامًا عسكريًا بين القوتين يمكن أن يتصاعد إلى كارثة نووية.. وفي النهاية، فإن قرار الدفاع عن تايوان أم لا، هو قرار سيتعين على الأمريكيين اتخاذه.. عندما يفعلون ذلك، يجب أن يفهموا ما هو على المحك حقًا».

الجريدة الرسمية