زكريا الحجاوي.. رائد الفن الشعبي الذي غير السادات حياته بقرار ظالم
لم يحصل زكريا الحجاوى سوى على دبلوم الصنايع، لكن ثقافته العامة كانت تفوق مَن يملكون أعلى الشهادات مما جعله مدرسة مؤثرة في الحركة الثقافية؛ فهو أحد رواد جمع التراث الشعبى في مصر ومن أكثر المهتمين بالفن الشعبى فأعاد الحياة للمصريين بفنِّه بعد النكسة بالطرب والغناء الشعبى والسامر ولقب بفنان الشعب.
فى مثل هذا اليوم 4 يونيو 1915 وُلد الفنان زكريا الحجاوي، وعمل سكرتير تحرير لجريدة الجمهورية تحت رئاسة أنور السادات ولأنه كان قد آوى السادات في بيته عند هروبه بعد اتهامه بمقتل أمين عثمان فكان ينادى السادات بدون تكليف، ففصله السادات من الجريدة التي كان يعشقها واتهمه بكتابة تقاريرَ عنه إلى عبد الناصر، فصُدم الحجاوي صدمة شديدة ولم يعد إلى الصحافة مرة ثانية واتجه إلى الفن الشعبى.
جلسات قهوة عبد الله
كانت ندوات زكريا الحجاوى في قهوة عبد الله بالجيزة التي كانت تضم أعلام الفكر والفن والأدب والصحافة، تتناول كل شيء وأحيانا كان الذين يتواجدوا من زبائن المقهى أكثر من رواد الندوة يستمعون إليه، الموضوعات شيقة في الشعر والموسيقى وحتى النكت التى يتداولها الناس، وكانت سهراتهم كثيرًا ما تمتد حتى الفجر وأحيانًا إلى ما بعده.
عاش زكريا الحجاوي العبقرى فترات من حياته فى أدنى درجات الفقر والحرمان بسبب تفرده واختلافه عن الآخرين، لكنه كان خفيف الدم والروح، يعالج أموره بالقفشات والضحكات.
جنازة رسمية
سافر إلى قطر وكوَّن هناك فرقة قطر للفنون الشعبية التي أعادت صياغة الأغانى البدوية حتى أصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته عام 1975 وردا لجميله والشعور بالتقصير في حقه أمر السادات بنقل جثمانه إلى القاهرة لدفنه بالبلاد، وأقام له جنازة رسمية وأطلق اسمه على مسرح السامر الذي كان يقدم عروضه عليه.