رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: الاتحاد الأوربي يتخذ مواقف أكثر صرامة حيال المستوطنات الإسرائيلية


ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن القرار الذي تبناه الاتحاد الأوربي بمنع الدول الأعضاء من توقيع اتفاقيات جديدة مع إسرائيل ما لم تتضمن بندا يستثني المستوطنات من الدخول في الاتفاقيات بوصفها "ليست جزءا من إسرائيل" يعكس توجه الكتلة الأوربية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة إزاء عملية الاستيطان في الأراضي المحتلة.


وقالت الصحيفة -في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء- إن القرار الأخير للاتحاد الأوربي يحظر على الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة تقديم منح وتمويل ومنح دراسية لإسرائيل ما لم تقر باستثناء المستوطنات التي تقع خارج حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967 من الاتفاقية بوصفها ليست جزءا من إسرائيل..مضيفة أن القرار الأوربي خص مستوطنات القدس الشرقية والضفة الغربية بالذكر.

وجاء في بيان الاتحاد الأوربي أن هذا القرار تم اتخاذه بعد تخوف أوربا من استفادة المؤسسات والهيئات الإسرائيلية الموجودة داخل المستوطنات من دعم الاتحاد الأوربي، لذلك فإن الهدف من تلك الإجراءات هو الفصل بين دولة إسرائيل والأراضي المحتلة فيما يتعلق بدعم الاتحاد الأوربي.

وأشارت الصحيفة إلى رد الفعل الإسرائيلي الذي اعتبر القرار الأوربي "زلزالا في إسرائيل"، ذلك أن قرار الاتحاد الأوربي سيصبح ساريا من يوم الجمعة المقبل وسيتم تضمينه في خطة العمل المالية الخاصة بالاتحاد في الفترة بين عامي 2014 و2020، كما أنه يشمل كافة نواحي التعاون مع إسرائيل بما في ذلك الاقتصاد والعلوم والثقافة والرياضة والتعليم، لكنه لم يشمل التجارة، بما تتضمنه من المنتجات المصنعة في المستوطنات.

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة من قبل الاتحاد الأوربي تأتي بعد اتخاذ وزراء خارجية دول الاتحاد في ديسمبر الماضي قرارا ينص على ضرورة أن تشير جميع الاتفاقيات بين إسرائيل والاتحاد الأوربي بشكل صريح لا لبس فيه إلى عدم قابلية تلك الاتفاقيات للتطبيق على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، لافتة إلى عدم مشروعية المستوطنات الإسرائيلية وفقا للقانون الدولي.

ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله في هذا الصدد "إن الاتحاد الأوربي يحاول أن يرغم إسرائيل على تبني موقفه بشأن المستوطنات"، مضيفا أن إسرائيل يجب ألا ترضخ لموقف أوربا وألا تقبل بمثل هذه المواقف التي من شأنها أن "تزيد من التوترات والانقسامات".

وفي السياق ذاته، صرح وزير المياه والطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم بأن الاتحاد الأوربي "أثبت مجددا مدى انعزاله عن الواقع، وعدم قدرته على أن يكون شريكا رئيسيا وفاعلا في المباحثات بين إسرائيل والفلسطينيين".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تزامن القرار الأوربي مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السادسة للمنطقة منذ توليه منصبه، لافتة إلى أن كيري سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، لكنه على غير العادة لن يقوم بزيارة القدس ولا إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي علله البعض بأن إسرائيل سبق وأن وافقت على المعايير التي حددها كيري لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بينما لايزال الوزير الأمريكي في حاجة للحصول على موافقة الجانب الفلسطيني عليها.

وعلى الرغم مما سبق، فإن وزيرا إسرائيليا صرح لوسائل الإعلام المحلية أن نتنياهو يهدف في الأساس لإبداء رغبته في خوض المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، غير أنه في الواقع لا ينوي الاشتراك في أي عملية سلام مقبلة بين الطرفين.
الجريدة الرسمية