رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن بوست: الجنود الروس ارتكبوا أعمال نهب واسعة في مفاعل تشيرنوبل

مفاعل تشيرنوبل النووي
مفاعل تشيرنوبل النووي

قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، إن القوات الروسية ارتكبت أعمال سلب ونهب واسعة النطاق في مفاعل تشيرنوبل النووي، خلال الحرب الدائرة منذ يوم 24 فبراير الماضي مع أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، على موقعها الإلكتروني، أن ”القائمة التي تتضمن المعدات التي سرقتها القوات الروسية في مفاعل تشيرنوبل تتضمن 698 جهاز كمبيوتر، 344 سيارة، 1500 جهاز قياس إشعاع، وبرمجيات لا غنى عنها، إضافة إلى كل أجهزة مكافحة الحرائق“.

ومضت تقول: ”قائمة الأشياء التي نهبتها القوات الروسية، أو دمرتها، أو تعرضت للرصاص خلال القتال حول مفاعل تشيرنوبل ومعامل المفاعل لا يزال يتم إحصاؤها“.

وتابعت: ”بينما تم تجنب كارثة كان كثيرون يخشون وقوعها، في صورة أن تؤدي الحرب إلى إشعاع نووي في المنطقة التي شهدت أسوأ كارثة نووية في العالم عام 1986، فإن مسؤولي مفاعل تشيرنوبل يقومون بتقييم الأوضاع بعد شهر فوضوي تواجدت فيه القوات الروسية هنا، حيث لقي 9 من زملائهم مصرعهم، وتم اختطاف 5 آخرين“.

ونقلت الصحيفة عن نيكولا بيسبالي، البالغ من العمر 58 عاما، ومدير معمل التحليل المركزي في تشيرنوبل، قوله: ”لا أستطيع أن أقول إنهم تسببوا في أضرار للبشرية، ولكن المؤكد أنهم ألحقوا أضرارًا اقتصادية هائلة بأوكرانيا“.

وأشارت الصحيفة إلى أن مفاعل تشيرنوبل النووي الواسع لم يعد ينتج الطاقة، ولكن قبل الغزو الروسي لأوكرانيا كان هناك ما يقرب من 6 آلاف عامل يراقبون آثار الكارثة النووية التي وضعت هنا قبل أكثر من 3 عقود، إضافة إلى معالجة الوقود النووي المستهلك من مفاعلات أخرى في أوكرانيا وأوروبا.

وكان مفاعل تشيرنوبل واحدا من أول المواقع التي سقطت في أيدي القوات الروسية بعد الغزو؛ كونه يقع على بعد أميال قليلة من الحدود مع بيلاروسيا.

وقال ”يفين كرامارينكو“، مدير منطقة الطرد، وهي المنطقة التي لا يزال فيها الإشعاع مرتفعا، وتوجد بها قيود على دخول الأشخاص، إنه في اليوم الأول للغزو، جاء جنرال روسي وقدّم نفسه على أنه المدير الجديد للمحطة، وقام بتقديم موظفين من ”روساتوم“، وكالة الطاقة النووية الروسية.

وتابع: ”أعتقد أنهم في الوقت الذي جاؤوا فيه إلى هنا فإنهم كانوا يخططون للبقاء بصورة دائمة، كانوا يخططون للسيطرة على المفاعل لفترة أطول“.

وأشار كرامارينكو إلى عمليات السلب الواسعة التي طالت المعدات وأجهزة المعلومات في مفاعل تشيرنوبل، وبعضها مجهز بأجهزة تتبع GPS، ولا تزال تنقل معلومات حول موقعها الحالي، حيث تم رصد بعضها في بيلاروسيا وجوميل ومنسك ومناطق أخرى.


وقدّر المسؤول الأوكراني تكلفة تعويض الأجهزة والبرمجيات التي تم نهبها بحوالي 135 مليون دولار.

وأردفت ”واشنطن بوست“: ”أعرب مسؤولو المحطة النووية الأوكرانية عن شكوكهم من أن مسؤولي روساتوم الروسية قاموا بنهب هذه الأشياء لأغراض شخصية، وأشاروا إلى أن أحد الاحتمالات تتمثل في التدمير ومعاقبة كييف، إلا أن هناك احتمالا آخر هو أن المسؤولين النووين الروس كانوا يؤمنون بدعاية الكرملين، بأن أوكرانيا تعمل بالتعاون مع قوى غربية على تصنيع سلاح نووي“.

وقالت في نهاية تقريرها، إن أسوأ الأضرار التي ستدوم طويلا من الاحتلال الروسي لمفاعل تشيرنوبيل ستكون نفسية العاملين فيه، خاصة أن عملهم ضروري للغاية لمنع أي انهيار كارثي للأنظمة، وقام الروس بإجبارهم على العمل فوق طاقتهم.

الجريدة الرسمية