أسابيع الأزمات في إسرائيل.. من جدري القرود إلى ورطة "بينيت" ومخاوف البقاء
تشهد إسرائيل حالة من الغليان غير مسبوقة، ويمكن وصف الأسابيع الماضية داخل دولة الاحتلال بأسابيع الأزمات، فما بين ظهور جدري القرود وانسحاب يهدد بانهيار الحكومة وطرح قانون حل الكنيست، تحولت إسرائيل هذه الأيام إلى ساحة لحشد المعارك داخل المجتمع الإسرائيلي، وتحول الأمر إلى غضب ضد الحكومة الحالية التي وصفها بعض المحللين الإسرائيليين بأنها حكومة اختارت بقاءها مهما حدث حتى لو التعاون مع جماعة الإخوان.
الكاتب الإسرائيلي عمانويل بن سابو، قال إن إسرائيل تمر بأيام عصيبة، ومَن ينفذون عمليات فدائية في الداخل والخارج الآن هم في ذروة موسم الصيد ضد يهود إسرائيل، ويستعد المحليون منهم في القدس والمدن المختلطة، في النقب والجليل، لأي أمر من المقرات الرئيسية للقضاء على دولة إسرائيل ولإحداث الفوضى والدمار داخل الدولة، وجميعهم يعملون بلا كلل في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران، حيث تعهدوا بمحو دولة الشعب اليهودي من على وجه الأرض.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية، بقياداتها الثمانية، نجحت في إزاحة حزب الليكود، وزعيمه بنيامين نتنياهو من على رأس الدولة. وهو إنجاز غير مسبوق في قوتها، إنجاز تحقق ديمقراطيا في علاقات لم يسبق لها مثيل في المجتمع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادتها الثمانية، وزعيم قيادي آخر تابع لجماعة الإخوان، يقطعون أوصال الدولة، وسندفع ثمن ذلك بوقوع كارثة استراتيجية سوف يستغرق تصحيحها سنوات عديدة.
وتابع أن الحكومة، مهما يكن، نجحت في منع انتخابات خامسة على حساب استمرار الفشل، وفشل مدفوع بالكراهية والمقاطعة، وكراهية اليهود، وحب الإخوان، ولكن قد حان الوقت للاعتراف بفشل التجربة التي ستستغرق وقتًا طويلًا لإصلاحها.
هجوم محتمل
ومن جانبها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إنه على خلفية الاستعدادات لهجوم محتمل في إيران، تمت الموافقة على انضمام عدد قليل من الصحفيين إلى تمرين دفاعي على منصة حفر ليفيتان - أمام الخضيرة، وقال قائد مسئول إسرائيلي في البحرية الإسرائيلية إلى الصحيفة": "مستعدون للوضع الصعب، والبحرية تستعد أيضًا لمحاولة إغراق سفينة إسرائيلية:" نعلم على وجه اليقين أن عدونا سيرغب في إغراق سفينة في المواجهة القادمة ".
ويقول العقيد في الجيش الإسرائيلي بن تسيون: "نقطة البداية هي أنه في الصراع المستقبلي، سيطلق العدو كل ما لديه - الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والمركبات الجوية غير المأهولة".
وأضاف: الوضع أصبح حرجًا جدًا في إسرائيل وتزايدت في الآونة الأخيرة التنبؤات بقرب زوال إسرائيل ووصل الحد إلى خروج إعلامي إسرائيلي على الهواء ليتحدث عن سقوط كل مدن إسرائيل وتقدم حماس والفلسطينيين ومحاصرة الصهاينة في كل أنحاء فلسطين، وذلك في سيناريو تخيلي تحدث فيه كما لو أنه مراسل صحفي ينقل ما يجري على أرض الواقع، وهو يعبر عن أن الأسوأ قادم بالنسبة لإسرائيل لا محالة.
كما برزت تحذيرات إسرائيلية من مخاوف قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، وهذا الرأي يعتمد على أن التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، وهذا ما أكده وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إلى جانب استطلاعات الرأي التي تفيد بأن ما يقرب من نصف الإسرائيليين يخشون أن تحل بهم كارثة تهدد وجودهم في المنطقة، على ضوء الأخطار التي تحدق بهم، وتهدد بقاءهم وتنهي وجودهم في فلسطين، والخوف الوجودي يبرز أكثر لدى اليهود الحريديم "المتدينين".
وتنوعت كوارث إسرائيل هذا الأسبوع وكان من بينها تفعيل القوات الإسرائيلية دفاعاتها الصاروخية، بعدما أخطأت في التعرف على هدف جوي فوق الجليل، قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية وإطلاق القبة الحديدية صواريخ اعتراضية على مسيرة في الأجواء الإسرائيلية.
جدري القرود
وعلى المستوى الصحي أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية، اكتشاف أول حالة إصابة بمرض جدرى القرود فى إسرائيل في وقت لم تتعاف فيه إسرائيل من تداعيات فيروس كورونا على كافة المستويات وعلى رأسها الاقتصادية، ويجد الجمهور في إسرائيل صعوبة في أخذ كلام السياسيين على محمل الجد، ويعبر عن عدم ثقته في استعدادهم للالتزام بالقواعد وإحداث تغيير فيما يبدو أنه يأس من النظام، والذي يبدو في حد ذاته معطلًا.
وهناك مخاوف إسرائيلية من تهديد غير معلن يشكله قطاع غزة، ويشير الباحثون الإسرائيليون إن الوضع الإنساني في غزة إلى جانب أزمة المناخ يشكل كارثة على إسرائيل ستؤثر على جودة الكهرباء والمياه وتؤدي لفشل في معالجة مياه الصرف الصحي وكذلك تسريع مرور البكتيريا والأمراض عبر نظام الصرف الصحي، مؤكدين أنه على الرغم من أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية ويقوض الاستقرار، إلا أن إسرائيل لم تفكر فيه بعد.
كل تلك الأزمات لها بالغ الأثر على الداخل الإسرائيلي وجعلت المواطن العادي يكن كراهية أكبر لحكومته الحالية برئاسة نفتالي بينت، خاصة مع تدني الوضع الاقتصادي، بل ويسعى للإطاحة بها ويتمنون لو يعود رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو من جديد وكل التوقعات تشير إلى أن الفرصة بالفعل سانحة لـ "بيبي" نتنياهو للعودة وخاصة أن له مؤيدين كثر في أنحاء إسرائيل وذلك في ضوء تنبؤات انهيار الحكومة وقرار التصويت على حل الكنيست.
نقلًا عن العدد الورقي…