رئيس التحرير
عصام كامل

حاجة توجع القلب.. مبروك عطية يبكي بعد مشاهدة حديث أحد الأطفال المذبوحين بالدقهلية|فيديو

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

عبر الدكتور مبروك عطية، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية، عن حزنه الشديد، وبنبرة صوت حزينة تصل لحد البكاء عن ألمه لرؤية مقطع فيديو للطفل أنس، الذي تم ذبحه وأشقاؤه الاثنين الأخرين على يد والدتهم، مؤكدًا أن كلمات أنس المفرحة يمكن أن ترتدي ثوب لا يفرح، لكنه اختيار الله.

حاجة توجع القلب

وبث الدكتور مبروك عطية مقطع فيديو متداول للطفل أنس، عندما سألته معلمته في "الحضانة" عما يمكن للإنسان أن يقوله عندما يحدث شيء يفرح الإنسان، فرد أنس قائلًا: "نقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات".
وتحدث مبروك عطية بنبرة أقرب للبكاء فقال "حاجة توجع القلب، وما أكثر الأشياء التي توجع القلوب، هذا مقطع فيديو لأحد الأطفال الثلاثة المذبوحين، عندما سألته معلمته عندما يحدث شيء يفرح ماذا نقول، فرد "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"
وقال عطية "الشئ الذي يفرح نقول فيها الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وذلك ما ننساه كثيرًا، فما يفرح يمكن أن يكون شكله غير مفرح، لكن ما يُفرح حقيقي شكلة لا يفرح، أما في حقيقته لا يفرح، وليس هناك فرح أكبر ولا أفضل أو أرقى من دخول الجنة يقول الله تعالى "فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"

الصبر عند الوهلة الأولى

وتابع مبروك عطية قائلًا: "وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور..." الله يرحم الثلاثة، ويزيد أباهم صبرًا وتثبيتًا، ويقر عينه بهم في جنات النعيم، وهم في جنات وعيون وفواكه مما يشتهون، إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب"
وأضاف "في حديث مشهور وقفت إمرأة تندب ابنها على قبره، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها "اتق الله وإصبري"، فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تكن تعرفه، فقيل لها أنه رسول الله، فأُنسيت مصابها، وذهبت لبين رسولا الله صلى الله عليه وسلم فقال لها "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"
وقال "الذين لا يفهمون هذا الحديث يقولون المصاب العبرة بصبره عند الصدمة الأولى، فإن لم يصبر عند الوهلة الأولى فلا أجر له، أما كلام العلماء فهو في بيان الكلمة المحذوفة، فيقول أهل العلم إنما الصبر الكامل عند الوهلة الأولى، فهناك إنسان بمجرد الوهلة الأولى يصبر وبعد ذلك إذا بكى أو جزع فلا شيء عليه، وقال تعالى " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"

الصبر الكامل


وأضاف "الصبر الكامل المستوف أجره عند الوهلة الأولى، وهذا الطفل أنس 4 سنوات الذي قال الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، لعله الشيء الباقي في حياة أبيه، والذكرى الوحيدة التي يثري بها المكلوم عن نفسه عندما يتذكر ملامح ولده، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويسلم الأب بقضاء الله ويتوقف عند الشيء الذي يفرح وإن كان شكله مأساوي"

وقال "وكن في حياتنا من أشياء يُفرح باطنها، لعلي اتوقف للإثابة في لقطة من سورة الشورى، فالله تعالي يقول في هذه السورة "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض، ما من إنسانٍ بذل جهدًا، وسعى ولم يحصل إلا القليل ويتذكر هذه الآية إلا فرح، ولو أن الله لو بسط له الرزق لبغى في الأرض، والحمد لله الذي نجى من العدوان، يا لمرحبًا بضيق الرزق إذا أدت سعة الرزق للبغي والبغى يؤدي لجهنم"

واستطرد قائلًا: "الشيء الذي لا يفرح يمكن أن يرتدي ثوبًا لا يفرح، وإذا تفكرنا في العواقب وجدا الفرح كله باختيار الله لنا ونجاتنا من البغي زالظلم والغبء، ونعوذ بالله من شر الغباء الذي يدخل النار."
 

الجريدة الرسمية