تقدم روسي هائل في شرق أوكرانيا.. وحشد أعداد كبيرة من القوات والمدفعية وقاذفات الصواريخ
تطرقت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية، إلى الخطوة التالية من الحرب في أوكرانيا مع اقتراب روسيا من فرض سيطرتها على منطقة دونباس الشرقية، وذلك بعد أن بات معظم مدينة سيفيرودونيتسك المحورية وآخر معاقل كييف في الشرق تحت سيطرة موسكو في الوقت الحالي.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، إنه ”يمكن للتكتيكات العشوائية للتقدم الروسي الطاحن في الشرق، أن تميز المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا، حيث تطرح التطورات الروسية الأخيرة في دونباس سؤالا حتميا حول ما إذا كانت هذه الأساليب ستكون نموذجًا للهجمات المستقبلية؟“.
وأشارت إلى أن ورود تقارير عن حشد أعداد كبيرة من القوات والمدفعية وقاذفات الصواريخ عبر الحدود بالقرب من مدينة كورسك الروسية، التي تشترك في منطقة على الحدود مع مقاطعة سومي الأوكرانية، يُعد تطورًا يدق ناقوس الخطر بالنسبة لـ“المدافعين الأوكرانيين“.
وذكرت ”الجارديان“ أن التكتيكات التي وضعها الكرملين مؤخرًا، هي التي شكلت المعركة في دونباس، وكانت بمثابة معضلة حقيقية وقاسية للمدافعين عن أوكرانيا، الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارين صعبين للغاية؛ إما الحفاظ على مواقعهم وسط تزايد الخسائر البشرية والعسكرية، أو الانسحاب والمخاطرة بإعطاء المهاجمين زخمًا“.
وأضافت أن الكرملين ربما سيطور تكتيكات مماثلة أو أخرى معدلة للسيطرة، أو تطويق العاصمة الأوكرانية كييف، لإخضاع الحكومة هناك والحصول على تنازلات كان يعتزم الحصول عليها في المرحلة الأولى من الحرب لكنه فشل.
وتابعت الصحيفة: ”يبدو أن القوات الروسية تستعد لدفعة جديدة إلى الشمال وسط أدلة على أنها تعيد تجميع صفوفها بالقرب من بلدة إزيوم الأوكرانية، لتجديد جهودها المتوقفة حول مدينة سلافيانسك، وإعادة بناء جسر للسكك الحديدية بالقرب من مدينة كوبيانسك لتسهيل حركة القوات والمعدات إلى المنطقة“.
وعلى صعيد آخر، قالت ”الجارديان“ إن الأمر الأكثر صعوبة في التقييم هو مستوى الاستنزاف الذي لحق بالجانبين، وما هو تأثير ذلك على المزيد من الهجمات وقدرة أوكرانيا على الدفاع والهجوم المضاد.
وأضافت: ”يبدو أن المكاسب الروسية في دونباس في تزايد مستمر، على الأقل في الوقت الحالي. وتشير الأدلة، التي يأتي بعضها من مسؤولين أوكرانيين، إلى أن كييف عانت من خسائر فادحة خلال القتال الأخير في الشرق، وهناك تقارير عن مشاكل في المعدات والإمدادات“.
وتابعت: ”ما قد يكون صحيحًا هو أنه على الرغم من وجود أدلة على استعدادات روسية جديدة، فإن صعوبة القتال والخسائر الفادحة قد تحد من طموحات روسيا في أوكرانيا، بالإضافة إلى أنه لم يُظهر أي من الطرفين المتحاربين القدرة على توجيه ضربة استراتيجية حاسمة ضد الآخر“. وأردفت ”على الرغم من القصف الروسي المستمر حول خاركيف وخيرسون، فإن الهدف الروسي في كلتا المنطقتين، وفقًا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، هو تعزيز الدفاعات وخطوط الإمداد وتعطيل القوات الأوكرانية إذا تمكنت من التقدم“.
ونقلت ”الجارديان“ عن آخر تقييم أعده ”معهد دراسة الحرب“، ومقره واشنطن، قوله: ”لا يزال التقدم الروسي محدودًا، ومن غير المرجح أن تزداد وتيرته على المدى القريب، لا سيما مع استمرار القوات الروسية في إعطاء الأولوية للهجمات على مدينة سيفيرودونيتسك على حساب أي خطوط أخرى“.