نجيب سرور.. تنبأ بنكسة 67 وعبد الناصر أنقذه من الصهاينة ونهايته كانت مأساوية
في مثل هذا اليوم الأول من يونيو 1932 ولد محمد نجيب محمد هجرس ـ الشهير نجيب سرور ـ بقرية إخطاب مركز أجا الدقهلية شاعر مصري، درس بكلية الحقوق ثم معهد الفنون المسرحية، نظم الشعر عام 1946 أثناء الانتفاضة الوطنية ضد معاهدة "صدقى ـ بيفن".
عمل ممثلا ومخرجا بالمسرح الشعبى وشارك في عروض الفرقة النموذجية بالأقاليم، سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج، ثم انتقل من روسيا إلى المجر ليعمل في قسم الإذاعة العربية في بودابست، وطلب منه المساهمة في الهجوم على مصر فرفض وترك العمل، وكتب إلى والده يخبره بأنه لو قتل في المجر فسيكون بأيد صهيونية وأنه يريد العودة إلا أنهم سرقوا منه جواز سفره.
عبد الناصر يعيده من الخارج
نشر والده الخطاب بإحدى المجلات ولما قرأ عبد الناصر الخطاب أرسل إلى سفير مصر بالمجر يطلب عودة سرور إلى أرض الوطن، وتزامن ذلك مع عرض مسرحيته "آه يا ليل يا قمر" التي تنبأت بنكسة 67 قبل حدوثها، وعمل مخرجا بمؤسسة فنون المسرح وتدريس الإخراج والتمثيل، وأعلن في ذلك الوقت عن ميوله الاشتراكية.
التراث الشعبى
مسرح نجيب سرور يستمد أصوله من التراث الشعبي فكتب مسرحية "ياسين وبهية" عام 1964؛ لتصور مأساة الفلاح المصري واخرجها كرم مطاوع، وقدم "آه يا ليل يا قمر"؛ لتتناول نضال الشعب ضد الاستعمار، وقدم "قولوا لعين الشمس" عن أزمة المثقف المصرى بعد نكسة يونيو، وكتب "يا بهية وخبرينى، الكلمات المتقاطعة، الحكم قبل المداولة، الذباب الأزرق، منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه" التي قدمت على مسرح السامر.
قصيدة الحذاء
ولأن نجيب سرور كان متشائمًا كتب يقول (البحر بيضحك ليه.. وأنا نازلة أدلع أملى القلل، البحر غضبان ما بيضحكش.. أصل الحكاية ما تضحكش).
كتب نجيب سرور قصيدته الأولى عام 1956 بعنوان (الحذاء) إثر موقف تعرض له والده أمامه للصفع من عمدة القرية صاحب الجاه والجبروت، الذى كان جشعا وقاسي القلب على فلاحى القرية.وكان سببا في تمرده على الواقع الذى يعيشه.
تصادم نجيب سرور كثيرا مع الأنظمة الحاكمة، كانت له مواجهات مباشرة مع كل الأنظمة الداخلية والخارجية، فسجن وعذب كثيرا وسلطت مباحث أمن الدولة عليه ممثلة مشهورة؛ كي تتجسس عليه وعلى آخرين، لذا نفي في سرنديب، وأودع بمستشفى الخانكة أكثر من ثلاثة أعوام فكتب يقول: يا حارس السجن ليه خايف من المسجون.. هي الحيطان اللي بينا قش يا ملعون.. ولا السلاسل ورق ولا السجين شمشون"..
ورغم ذلك شارك في الحياة الثقافية شاعرًا وناقدًا وباحثًا وكاتبًا مسرحيًا وممثلًا ومخرجًا حتى أصبح أحد أعلام المسرح العربي المعاصر.
انتهت حياة نجيب سرور نهاية حزينة حيث توفي عام 78 عن 47 عاما داخل مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية بعد معاناة كثيرة في الحياة والسياسة لكتابته قصيدة "أميات"، وكان قد كتب في إحدى قصائده يقول: "أنا عارف إني هموت في عمر الورد"، ولم يكن يتوقع أن الموت سيكون في مستشفى الأمراض العقلية.
رباعيات نجيب سرور
في عام 1978 صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش"، وهي عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية و"رباعيات نجيب سرور" التي كان قد كتبها بين عامي 1974 و1975 كما كتب ديوانى الطوفان، فارس آخر زمن عام 1978، وصدرت أعماله الشعرية الكاملة بعد رحيله عام 1999.
رحيل الابن
وقد رحل مؤخرا عام 2019 شهدى ابن الشاعر نجيب سرور نتيجة لمرض السرطان، الذى أقام مع والدته الروسية التي رحلت هي أيضا في يناير الماضي.