رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية كلمة السر في الحرب الأوكرانية.. تنافس أمريكي روسي لكسب ود المملكة.. وهذا موقف الرياض

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

يتزايد التنافس خلال هذه الفترة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة أخرى، في محاولة لكسب موقف المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر الورقة الرابحة في الحرب الأوكرانية التي تدور رحاها الآن، فما السر؟


بعد إعلان روسيا الحرب على جاراتها الأوكرانية، إلا وبدأت أسعار النفط في الارتفاع بصورة جنونية جراء العقوبات المفروضة على موسكو، واتجاه دول الغرب لحظر النفط الروسي والاستغناء عنه.


ارتفاع أسعار الطاقة


وتعاني الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية حالة من التضخم غير مسبوقة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وتسعى دول الغرب في البحث عن بديل للطاقة الروسية، خاصة بعد قرار الرئيس الروسي، بوتين، بدفع ثمن النفط بالروبل، الأمر الذي جعل الروبل يحقق ارتفاعا غير مسبوق أمام الدولار واليورو، وهو ما أثار غضب دول التكتل الأوروبية.
وهناك عدد من الدول الأوروبية تراجعت عن رفضها لدفع بالروبيل، خشية أزمة نقص طاقة تتعرض لها في حال قطع النفط الروسي عنها، وبالفعل أوقفت موسكو الإمدادات النفطية عن عدد من الدول الأوروبية التي رفضت الدفع بالروبل.


سباق روسي أمريكي 


اتجهت إدارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية والتي تعبر من أكبر منتجي النفط في العالم، لمطالبتها بزيادة انتاجها النفطي، لخفض الأسعار والتضخم.


وكان الرد السعودي على المطالب الأمريكية والغربية، بأنها ملتزمة باتفاق تحالف "أوبك بلاس" حول كميات انتاج النفط والذي تقوده إلى جانب روسيا، وكان ذلك على لسان ولي العهد، محمد بن سلمان خلال حديثه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وتعول روسيا على موقف السعودية، في قدرتها على التصدي للعقوبات الغربية، فورقة النفط هي الأقوى في الحرب الأوكرانية، حيث لم تستطع الدول الأوروبية أن تتخذ موقف قوي ضد روسيا بسبب هذه الورقة.


فماذا يحدث في حال انسحاب أو بقاء المملكة العربية السعودية في اتفاقية أوبك بلاس؟


وقعت المملكة العربية السعودية وروسيا وعدد من الدول اتفاقية أوبك بلاس في عام 2021 والتي تمتد حتى نهاية عام 2022، والتي تحدد إنتاج النفط في الأسواق العالمية.


وتسعى روسيا لمتديد هذا الاتفاق مع السعودية مما يجعلها أكثر صمودا في الحرب الأوكرانية، وأكثر تحملا للعقوبات، وعلى الجانب الأخر، تسعى أمريكا وحلفائها الغربيون إلى إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، لما كانت عليه قبل مجيئ الرئيس الأمريكي بايدن، والذي شهدت العلاقات بين البليدن في فترته توترات.


وكثفت الولايات المتحدة من زياراتها الدبلوماسية منها السرية ومنها المعلنة إلى السعودية، وأيضا روسيا تسير على نفس الخط، وتعد زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف إلى المملكة لضمان بقاء موقفها، هي ترجمان لحرص موسكو على كثب موقف الرياض.


ويبقى مصير الحرب في أوكرانيا مرهون بموقف السعودية، فالطرف الذي تنحاز إليه سيكون هو الأقوى في هذه الحرب.
 

الجريدة الرسمية