الصحف الأجنبية.. مصر أهملت محادثات «النقد الدولي».. سياسة أوباما أغضبت جميع المصريين.. كواليس زيارة «بيرنز» للقاهرة.. السيسي يربط التعاون العسكري مع البنتاجون بالمساعدات العسكرية و
أبرزت الصحف الأجنبية الصادرة اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا المصرية، وفي مقدمتها الأوضاع في مصر وقضية قرض صندوق النقد الدولي وزيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي لمصر.
في البداية، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن مصر أهملت محادثات قرض صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى إعلان وزير التخطيط "الجديد" أشرف العربي، أن مصر قد لا تصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي هذا العام للحصول على القرض الذي يبلغ 4.8 مليارات دولار.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الحالية المدعومة من الجيش ستعمل على سد فجوة الميزانية بنسبة أكثر من 10%، من الناتج المحلي الإجمالي من خلال الاعتماد على المساعدات الخارجية بدلًا من إزالة الإعانات وزيادة الضرائب من أجل التأهل للحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
وأوضحت أن الحكومة المؤقتة هرعت إلى حشد الدعم المحلي والدولي بعد أقل من أسبوعين من الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وحصلت على مساعدات 12 مليار دولار من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وتابعت الصحيفة أن نائب وزير الخارجية الأمريكي، بيل بيرنز وصل إلى مصر أمس لتصبح أول زيارة من مسئول أمريكي بعد عزل مرسي، لكي يهدأ الاحتكاك بين واشنطن والقاهرة ويؤكد دعم الولايات المتحدة للشعب المصري، ولوضع حد لأعمال العنف والضغط من أجل العودة السريعة إلى الحكم الديمقراطي.
وأشارت إلى أن إدارة أوباما من المحتمل أيضا أن تكون قلقة من الاضطرابات والعنف في شبه جزيرة سيناء، التي تشترك في الحدود مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
ونوهت إلى قول مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، في القاهرة: "على مدى العامين الماضيين، رأينا صفقة صندوق النقد الدولي على أنها حاسمة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الاقتصاد، لكن الصندوق والسلطات المصرية المتعاقبة كافحت لتوقيع الصفقة، وكان يمكن للجهات المانحة أن تعطي الضوء الأخضر للإفراج عن القرض، وانخفضت احتياطات مصر من العملة الأجنبية والذهب من 36% في بداية ثورة 2011 إلى 14.9 مليار دولار".
في حين، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه في الوقت الذي تواجه في إدارة الرئيس باراك أوباما اتهامات في مصر باستجابتها للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، سعى نائب وزير الخارجية وليام بيرنز خلال زيارته للقاهرة إلى الضغط من أجل وقف العنف وانتقال سريع إلى حكومة ديمقراطية جديدة.
وتابعت بيرنز، وهو أول مسئول أمريكي رفيع يزور مصر منذ الانقلاب، اجتمع مع قادة الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش المصري، وذلك بالتزامن مع خروج عدد من أنصار مرسي للمطالبة بإعادته إلى السلطة.
وقال مسئولون أمريكيون إن بيرنز اجتمع مع الرئيس المؤقت، المستشار عدلى محمود منصور، ونائب الرئيس محمد البرادعي ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ونشطاء حقوق الإنسان وقادة الأعمال وأساقفة من الكنيسة القبطية.
لكن في علامة على اتساع المشاعر المعادية لأمريكا، رفض قادة حزب النور الإسلامي وكذلك منظمي الاحتجاجات التي ساعدت في إسقاط مرسي لقاء مع المبعوث الأمريكي. وفي بيانين منفصلين، انتقد قادة تلك المجموعتين تدخل واشنطن في الشئون المصرية.
وفي تصريحات للصحفيين المصريين، كرر بيرنز أن الولايات المتحدة تدعو الجيش إلى وضع حد للاعتقالات ذات الدوافع السياسية، في إشارة إلى أوامر صدرت لاعتقال أعضاء من جماعة الإخوان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل الانقسام الكبير الذي تعاني منه مصر بشكل حاد بين أنصار مرسي ومعارضيه، تمكنت إدارة أوباما إلى تنفير الناس من كلا الجانبين.
فمؤيدو مرسي، الذي فاز بأغلبية ضئيلة في العام الماضي في أول انتخابات رئاسية حرة بمصر، يقولون إن إدارة أوباما تخلت عن المبادئ الديمقراطية من خلال الاعتراف بالحكومة المؤقتة ورفض تسمية الإطاحة بمرسي انقلابا.
أما خصوم مرسي، فشنوا حملة ضد سفيرة الولايات المتحدة آن باترسون بسبب موقفها من الاحتجاجات التي طالبت برحيل مرسي نهاية الشهر الماضي.
ونشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريرا عن الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الأمريكية إلى مصر، مشيرة إلى أن موعد الزيارة يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد أن ترى العودة إلى حكومة ديمقراطية ووضع حد لاستمرار العنف في أقرب وقت ممكن.
وأضافت في زيارة استغرقت يومين، أجرى بيرنز محادثات مع الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في مصر. وكذلك اجتمع أيضا مع كبار رجال الأعمال المصريين، وأكد على أن التصدي للعوائق التي يعاني منها المصريون في حياتهم اليومية سيكون المفتاح في الفترة الانتقالية في البلاد.
وفي حديث مع الصحفيين، أشار بيرنز إلى أن الولايات المتحدة لن تنحاز إلى أي طرف من الجانبين ولكنها تدعم تطلعات الشعب المصري من أجل الديمقراطية والازدهار.
وعقب اجتماع مع الرئيس المؤقت عدلى منصور، أوضح أنه حث السلطات المصرية على التوقف عن الاعتقالات ذات الدوافع السياسية.
وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة أرادت من خلال زيارة بيرنز أيضا تصعيد الضغوط على السلطات الانتقالية الجديدة في مصر لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تجعل من السهل على واشنطن الحفاظ على تدفق مساعداتها السنوية التي يستفيد أيضا منها الجيش.
واختتمت الصحيفة تقريرها متسائلة، هل زيارة ثاني أعلى دبلوماسي في وزارة الخارجية ومحادثاته مع السلطة الانتقالية في مصر يمكن أن يقلل من غضب المناهضين للولايات المتحدة أو أننا سنرى إضافة صورة بيرنز وبجوارها رمز "أكس" بالاحتجاجات التي تشهدها مصر والتي تنتشر بها صور لأوبا على نفس النهج.
ونوهت صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" بأن الولايات المتحدة حذرت القادة العسكريين في مصر من الفرصة الثانية لتحقيق الديمقراطية شاملة.
وأشارت الصحيفة إلى لقاء نائب وزيرة الخارجية "وليام بيرنز" مع الرئيس المصري المؤقت "عدلي منصور" في القاهرة يوم الإثنين.
وقال: "كيف يمكن المشاركة في ظل احتجاز بعض ممثلي أكبر الأحزاب في مصر، كيف سيكون الحوار والمشاركة الممكنة لهم في الانتقال الديمقراطي"، ولفتت الصحيفة إلى اندلاع اشتباكات جديدة بين الإسلاميين والشرطة في غضون ساعات من بيان بيرنز.
وقام أنصار مرسي بمغادرة مخيمهم الرئيسي، ووقفوا حركة المرور ووضعوا النار في الإطارات لمنع المرور في الشوارع وألقوا الحجارة على رجال الشرطة، وأطلقت الشرطة قنابل مسيرة للدموع لتفرقتهم، ولكن لم يتفرقوا ودخل الإسلاميون في معركة حامية مع الشرطة.
وتجمعت حشود من أنصار مرسي عبر نهر النيل في جامعة القاهرة وغيرها من المدن في جميع أنحاء البلاد. ودخلوا في اشتباكات أدت لإصابة 22 شخصا على الأقل في اشتباكات القاهرة، وفقا لهيئة الإسعاف في المدينة.
وفى وقت سابق صباح أمس، هاجم متشددون إسلاميون شبه جزيرة سيناء وألقوا قذائف صاروخية لمهاجمة حافلة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح 17.
وتري الصحيفة أن العنف يبرز انهيار شبه كامل في الحياة السياسية في مصر منذ عزل مرسي واحتجازه، وإغلاق ثلاث قنوات فضائية إسلامية واعتقل العشرات من زعماء الإسلاميين.
كما كشف موقع "ديبكا" التابع لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، كواليس الاجتماع الذي جمع بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، و"وليام بيرنز" نائب وزير الخارجية الأمريكي، أمس الإثنين، حيث وصفه الموقع بأنه كان حديثا صعبا للغاية.
ولفت الموقع الاستخباري إلى أن السيسي سأل "بيرنز" صراحة عن السبب الحقيقي وراء دعم إدارة أوباما لنظام الإخوان المسلمين، وهل الإدارة الأمريكية تفضل أن ترى مصر تسير في طريق الفوضى والانهيار الاقتصادي، مشيرا إلى أن الوضع المتدهور تسبب فيه مرسي ونظام الإخوان المسلمين خلال العام الذي حكم فيه مصر.
وأشارت المصادر الخاصة بـ"ديبكا"، إلى أن حالة من التوتر تسيدت الحديث بين الجنرال المصري ونائب وزير الخارجية الأمريكي، مضيفا أن السيسي قال لـ"بيرنز" إنه يجب على إدارة أوباما أن تتوقف عن تهديد مصر بوقف المساعدات الاقتصادية والعسكرية، مشيرا إلى أنه إن حدث وإن أوقفت واشنطن تلك المساعدات سوف يقوم الخليج بتعويض مصر عن تلك المبالغ.
ونقل الموقع عن مصادر مصرية، أن السيسي قال لـ"بيرنز" أنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تستمر في دعم الجيش المصري؛ لأن ذلك يضمن استمرار العلاقات العسكرية بين البلدين.