في ذكرى ميلاده.. برنارد لويس المستشرق المثير للجدل بكتاباته عن الإسلام والمسلمين
في مثل هذا اليوم من عام 1916، وُلد برنارد لويس، المؤرخ والمستشرق البريطاني الأمريكي المثير للجدل؛ إذ تخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب واشتهر بأعماله عن تاريخ الدولة العثمانية، ونال الكثير من الانتقادات بسبب الانحياز لإسرائيل في كتاباته وكذلك تركيا على حساب المنطقة العربية والإسلامية.
من هو؟
ولد في 31 مايو 1916 في بريطانيا لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن، واجتذبته اللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، اكتشف عندما كان شابا اهتمامه باللغة العبرية ثم انتقل إلى دراسة الآرامية والعربية، ثم بعد ذلك اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.
بدأ مهامه البحثية بدراسة عرب القرون الوسطى، لا سيما تاريخ السوريين ولكنه اضطر لتغيير اختصاصه بعد اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي واتجه إلى الدراسات التركية نتيجة منع معظم الدول العربية دخوله لأراضيها للدراسة والبحث التاريخي بسب خلفيته اليهودية.
انتقل لويس لدراسة الدولة العثمانية مع مواصلة البحث في التاريخ العربي من خلال الأرشيف العثماني، وأدت سلسلة الأبحاث التي نشرها لويس على امتداد بضعة سنوات إلى تقديم صورة واسعة للمجتمع الإسلامي، تشمل الحكومة والإقتصاد والجغرافيا السكانية للمجتمعات الغربية.
قدم برنارد لويس عدة كتب ومقالات صحفية تمحورت أغلبها حول الإسلام والشرق الأوسط والمجتمعات الإسلامية وعلاقاتها بالغرب وتم ترجمة أغلب مؤلفاته إلى 20 لغة منها العربية، الفارسية، التركية والإندونيسية.
انتقادات تعرض لها
من أهم الانتقادات التي وجهت إليه دعواته إلى توطيد وتقوية أواصر علاقات العالم الغربي مع دولتين فقط من دول المنطقة فقط وهما تركيا وإسرائيل وعدهما هامتان ولا سيما في ضوء المد الشيوعي السوفيتي آنذاك في الشرق الأوسط.
اتهمه الكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني إدوارد سعيد، بتقدم رؤى سياسية وليست بحثية في مجال الدراسات الاستشراقية، واعتبر تحليلاته ضربًا من ضروب العنصرية وأداةً للهيمنة الإسرائيلية.
شكك سعيد في الحيادية العلمية لبرنارد لويس إزاء العالم العربي، مؤكدًا أن قناعاته لايمكن أخذها على محل الجد، إذ لم تطأ قدم برنارد لويس الشرق الأوسط والعالم العربي لمدة أربعين عامًا ولا يعلمُ شيئًا أبدًا عنه، واتهم سعيد لويس بالغوغائية والجهل الصريح.