تحول جذري.. ألمانيا تخصص 100 مليار يورو لتحديث أسلحة الجيش
دفعت الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في ال24 من شهر فبراير الماضي، العديد من الدول الأوروبية والغرب، إلى زيادة إنفاقها العسكري، ومن بين هذه الدول ألمانيا، والتي خضع جيشها لقيود من حيث العدد والتسليح خاصة بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية ولكن بعد الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، زادت المخاوف لدى ألمانيا والتي قررت زيادة الإنفاق على قواتها المسلحة.
واتفقت الحكومة الألمانية مع مع المعارضة المحافظة، مساء أمس الأحد، على اتفاقية من شأنها السماح بتخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني في وجه التهديد الروسي.
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، طالب مسبقا الدول الأعضاء بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما استجابت له ألمانيا، حيث اتفقت الحكومة والمعارضة على إنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية.
وتضمن الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة الألمانية بعض اتعديلات الدستورية، والذي استمرت مباحثاته لعدة أسابيع من المفاوضات الصعبة بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم والمحافظين بقيادة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
ويعد الإفراج عن الأموال لتسليح الجيش انقلابا كبيرا في سياسة ألمانيا التي قلصت حجم جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف اليوم.
ووفق تقرير نشر في ديسمبر فإن أقل من 30 بالمئة من السفن الحربية الألمانية "تعمل بكامل طاقتها"، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للطيران.
وكانت ألمانيا أعلنت في مارس الماضي أنها ستشتري 35 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف -35 لتحل محل طائرتها المتقادمة من طراز تورنادو، معلنة عن أول صفقة دفاعية كبيرة منذ أن تعهد المستشار أولاف شولتز عن خطة فورية بقيمة 100 مليار يورو لتطوير الجيش ردا على الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
ويبدو أن هذه الخطوة كانت جزءًا من تحول جذري في السياسة الأمنية الألمانية، بما في ذلك التعهد بالوصول إلى هدف الناتو البالغ 2 في المئة للإنفاق الدفاعي، بعد سنوات من الاتهامات بأن ألمانيا كانت متحفظة للغاية تجاه موسكو في تعويض ماضيها النازي.
وقالت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت في بيان "بعد النظر بدقة في جميع الخيارات المتاحة، قررت الشروع في شراء طائرة إف -35 كبديل لطائرة تورنادو للقيام بدور المساهمة النووية".
وتورنادو هي الطائرة الألمانية الوحيدة القادرة على حمل قنابل نووية أميركية مخزنة في ألمانيا في حالة نشوب صراع.
لكن القوات الجوية الألمانية كانت تحلق بالتورنيدو منذ الثمانينيات، وتخطط برلين للتخلص التدريجي منها بين عامي 2025 و2030.