اليوم الذكرى 68 لرحيل الكاتب المفكر أحمد أمين
أحد أعلام الفكر العربي والإسلامي في النصف الأول من القرن العشرين، من أشهر الدعاة إلى التجديد الحضاري الإسلامي، وصاحب تيار فكري مستقل قائم على الوسطية، باحث في التاريخ الإسلامى وفى العادات المصرية، بدأ حياته أزهريا، درس القضاء الشرعى، ثم أصبح قاضيا شرعيا، كان العمل عنوان حياته واشتهر بالعدل في أحكامه، هو الكاتب المفكر أحمد أمين الذى رحل في مثل هذا اليوم 30 مايوعام 1954.
ولد أحمد أمين إبراهيم الطباخ عام 1886 بالقاهرة في بيت أزهرى، ورث حب القرآن الكريم وحفظه من والده الأزهرى ، وهو والد الكاتب المفكر جلال أمين، اشتهر بتأريخه للحياة العقلية فى الإسلام من خلال سلسلته: فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام،لأنه فاجأ الناس بمنهج جديد فى البحث وفى أسلوبه ونتائجه، فأبدى اتجاها فى الكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يبده أحد من قبله على هذا النحو، فأصبحت سلسلته أساس كل باحث جاء من بعده.
فجر الاسلام
يقع كتابه " فجر الإسلام " للمؤلف أحمد أمين في عدة أجزاء عن تاريخ الحياة العقلية فى الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرض فيه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لابد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التى تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.
وفى كتابه "ضحى الإسلام" تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية فى العصر العباسى الأول، وأراد بهذه التسمية (ضحى الإسلام) التركيز على التدرج في الفكر العلمى من عصر إلى عصر.
أما كتابه "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث" فاشتهر اشتهارا كبيرا حتى انه كان مقررا على طلاب المدارس فكثرت طبعاته وتداولتها الأيدى على نطاق واسع، أما كتابه "فيض الخاطر" فقد جمع فيه مقالاته المختلفة التي نشرها في مجلة "الرسالة" و"الثقافة" وغيرهما، وبلغت حوالى 900 مقالة طبعها فى عشرة أجزاء.
السيرة الذاتية
وجاء كتاب "حياتى" لأحمد أمين الذى دون فيه سيرته الذاتية، و نشر قبل وفاته فقد عرض جميع المواقف والعثرات التي تعرض لها في حياته، ومن مؤلفاته الأخرى: يوم الإسلام، قاموس العادات والتقاليد المصرية، والنقد الأدبى، قصة الأدب فى العالم، قصة الفلسفة وغيرها.
النقد الأدبى
وفي عام ١٩٢٦م اختِير المفكر أحمد أمين لتدريس مادة النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة بتوصية من الدكتور طه حسين، كما انتخب عميدا للكلية فيما بعد، على الرغم من عدم حصوله على درجة الدكتوراه، إلا أن انتخابه عميدا شغله بمشكلاتٍ عديدة أثرت على مشروعه الفكري، كما دبت الخلافات بينه وبين الدكتور طه حسين فقرر الاستقالة من العمادة في عام ١٩٤٠م،حتى ان طه حسين قال عنه: كان يريد أن يغير الدنيا من حوله، وليس تغير الدنيا ميسرا للجميع.
الدكتوراة الفخرية
وبمقتضى مرسوم ملكي عام 1940 أصبح أحمد أمين عضوا بمجمع اللغة العربية، وكان قد اختير قبل ذلك عضوا مراسلا في المجمع العربي بدمشق عام 1926، وفي المجمع العلمي العراقي، وبعضويته في هذه المجامع الثلاثة ظهرت كفاءته وقدرته على المشاركة في خدمة اللغة العربية، وفى آخر حياته حصل أحمد أمين على الدكتوراه الفخرية، وأصيب بمرض في عينيه وساقيه اقعده عن التأليف والكتابة حتى الرحيل.