نهر ملوث بمخلفات نفطية سامة يهدد عشرات القرى شمال سوريا
أضرار بيئية ”قاتلة“ يسببها نهر ملوث بمخلفات نفطية، يمر بأكثر من ثلاثين قرية على طول الشريط الجنوبي لمدينة ديريك وريفها، في شمال شرقي سوريا.
يبلغ طول النهر 60 كيلو مترا بشكلٍ متعرج، ابتداء من منبعه من محطة تل عدس ”كرزيرو“ حتى مصبه في نهايات مفتوحة بمساحات واسعة في جنوب الرد بريف تل حميس بمدينة الحسكة.
ويشكل ذلك النهر الملوث مشكلة كبيرة، مع انعدام الحلول الصحية الناجحة التي تؤمن بيئة سليمة لحياة أكثر من 300 ألف نسمة يعيشون في دائرة الخطر.
أضرار بيئية وصحية
”تعايشنا مع وضع النهر واعتدنا على الروائح المنبعثة عنه رغما عنا“،.. كلمات قالها سالم الخلف، من سكان قرية الصبيحية، 45 عاما، وهو أب لثلاثة أطفال تحت سن العاشرة يعانون من الربو التحسسي واحمرار العيون منذ ولادتهم.
وقال محمد الفزاع، من قرية اليوسفية، وصاحب أرض تتكدس فوقها طبقات النفط والأسفلت ”الجير“ الأسود بسماكة تزيد على عشرة سنتمترات على أطراف الأرض بسبب النهر، إنه مستاء من خسارته لأرضه دون تعويض من أي جهة حكومية رسمية حسب تعبيره.
وتابع: ”مساحة الأراضي المتضررة على امتداد جانبيه من 2 إلى 3 كم بما يتجاوز 5000 دونم.. نهرٌ نفطي لا يعود على السكان بشيء سوى رائحة مخلفاته التي تعود بالضرر عليهم وعلى مواشيهم وأراضيهم، إذ نمشي على بحور من النفط وليس لنا منها إلا الأمراض وضيق التنفس والأمراض المستعصية“.
شكاوى ونداءات السكان
وما يزيد الطين بلة هو الحراقات والأمطار السيلية الشتوية التي تتسبب بفيضان النهر المشبع بالنفايات النفطية على المحاصيل الزراعية والأراضي التي فقدت خصوبتها، والمواشي التي تتعرض للإجهاض والموت بسبب سوء صحتها والتسممات التي تتعرض لها.
وتشهد تلك القرى الريفية حركة نزوح للداخل حيث المدن والبلدات المخدومة حرصا على صحة أطفالهم.
ويتحدث السكان عن حلول لم تفِ بالغرض المرجو منها كالسواتر الترابية والجسور الصغيرة التي لا تحمي ولا تقي من شيء عند فيضان النهر.
ويمر النهر من قرى كثيرة أهمها اليوسفية تل مشحن الركابية، والشعفانية، وفطومة، وجنوب الرد.
حلول عقيمة
توجد محاولات خجولة للجنة البيئة ببلدية تل كوجر في ريف القامشلي، من خلال توجيه عدة رسائل لإدارة حقول النفط في رميلان؛ لتطبيق بعض الحلول ومن أهمها تعميق مجرى النهر ورفع السواتر وتوسيع القساطل الاستيعابية لجسور التصريف لدرء مخاطر الشتاء وحقن المخلفات بآبار النفط.