رئيس التحرير
عصام كامل

رحم الله من أخمدها


نعيش زمن الفتن، ما ظهر منها وما بطن، لكن الفتنة الحالية ليس لها من دون الله كاشف، الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية يشعلون الحرائق في رابعة والنهضة ويؤلبون القبائل في سيناء على الجيش، بل يطلبون المدد- ليس من الله جل جلاله- بل من الولايات المتحدة الامريكية التي استجابت ووضعت بارجتين امام السواحل المصرية الشمالية.


على الجانب الاخر هناك متظاهرون في التحرير يتندرون على معتصمي النهضة ورابعة، وبالطبع فكل فريق لديه جواسيسه لدي الفريق الاخر، وهؤلاء الجواسيس هم من ينشرون الحرب النفسية بين الفريق المعادي، بترويج الشائعات وبث روح الاحباط واليأس.

يقف جميع المعتصمين، من الثوار الحقيقيين ومن الإخوان ومن شايعهم في صفوف منتظمة يؤدون صلاتي العشاء والتراويح، وكل منهم يدعو إلى الله على الفريق الاخر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وتساهم الفضائيات في اذكاء نيران الفتنة، فرجل ملتح اخذ يبكي متضرعا: اللهم عليك بالخونة اعداء الشرعية واعداء رئيسنا مرسي!

قل أتعلمون الله برئيسكم وشرعيتكم، ساء ما تحكمون، وعلي الجانب الاخر يطلق من في التحرير ومن شايعهم مئات الصفحات الاليكترونية يفضحون فيها ممارسات الإخوان وتيار الإسلام السياسي، ويطلقون الكلام على عواهنه، فقالوا إن معتصمي رابعة اقاموا الخيام لاستضافة النسوة اللاتي يرغبن في نكاح المجاهدة – متبرعات- وان ايجار الخيمة عشرون جنيها ولا تزيد مدة اللقاء الحميمي عن ثلاثين دقيقة، وبالطبع ظهرت صفحات اليكترونية تتندر على من يمسك ساعة الايقاف" ستوب ووتش"، وتحتار في تسميته، وماذا سيكون رد فعله لو أن "الاخ"تأخر عن الموعد المحدد عشر دقائق مثلا ؟.

ومن مثل هذا كثير من ملاسنات بين الفريقين، الكفار: الليبراليون والديموقراطيون والعلمانيون، ثم فريق المؤمنين الناجون من النار: الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية، وكأن من يقسم هذه الفئات قد وضع في جيبه مفاتيح الجنة ومفاتيح النار!
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، لكن الفتنة الآن مستيقظة تماما، ونيرانها تصل إلى عنان السماء، رحم الله من أخمدها.

الجريدة الرسمية