أسعار الغذاء تؤجج احتجاجات الشوارع في إيران.. والحكومة تفقد الأمل في الاتفاق النووي
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن احتجاجات الشوارع التي اندلعت في العديد من المدن الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية الأخرى، أبرزت التحديات التي تواجهها الحكومة الإيرانية، في ظل الأزمة العالمية في الإمدادات نتيجة الحرب الأوكرانية، واستمرار العقوبات الغربية المفروضة على طهران، مع توقف المباحثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت في تقرير لها: ”سرعان ما اكتسبت احتجاجات الشوارع في العديد من المناطق منعطفًا سياسيًا، بعد الهتافات التي رددها المتظاهرون ضد حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووصولها إلى السلطة العليا والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي“.
واضافت: ”أدى رد الفعل العنيف من جانب السلطات إلى سقوط 5 قتلى على الأقل والعشرات من الاعتقالات، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت الفيديوهات على الإنترنت المتظاهرين وهم يجرون في الشوارع، مع إطلاق قوات الأمن النار والقنابل المسيلة للدموع“.
وتابعت: ”كانت الحكومة تأمل أن تؤدي المباحثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الموقع عام 2015، إلى التخلص من إحدى الصعاب الاقتصادية، وهي العقوبات التي أعيد فرضها على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، عام 2018“.
وأردفت: ”بالإضافة إلى العقوبات، فإن العديد من الإيرانيين يلقون باللوم على الفساد الحكومي والصعوبات الاقتصادية المتصاعدة في ارتفاع التضخم. الاضطرابات الحالية بمثابة تذكير بموجة الاحتجاجات التي اندلعت في السنوات الأخيرة، ومن بينها تظاهرات 2019، التي اشتعلت نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، حيث قتل المئات واعتقل الآلاف خلال التظاهرات التي شهدتها العشرات من المدن الإيرانية، بحسب جماعات حقوق الإنسان“.
وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي، فإن سعيد ليلاز المحلل السياسي والاقتصادي المقيم في طهران، يرى أن الخطوات الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة الإيرانية تبعث برسالة واضحة بأنها فقدت الأمل الأخير في الاتفاق، أو أنها لا تريد تفعيله. وفي ظل الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، فإن طهران تشير بوضوح إلى أنها لم تعد تعتمد على الاتفاق.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الولايات المتحدة عن تشاؤمها، حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن فرص الوصول إلى اتفاق ضعيفة في أفضل الظروف.
ورأت ”واشنطن بوست“ أنه حتى في حالة إحياء الاتفاق النووي، فإن إيران، مثل دول أخرى، ستعاني من أزمة نقص القمح العالمية، وقال سعيد ليلاز إن قضية القمح ترتبط بأمن الغذاء والأمن العالمي، والأزمة الأوكرانية، ووفقًا للمشهد الحالي، فإن الشتاء المقبل سيكون شاقًا من حيث إمدادات الغذاء.