ذكرى رحيل أسامة أنورعكاشة.. قصة ليلة بكى فيها أسطى الدراما المصرية بسبب مخرج كبير
أسطى ومبدع الدراما وملك مسلسلات الأجزاء، السينارست الذى اهتم بالحارة الشعبية والبسطاء في أعماله، عرف أسامة أنور عكاشة ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2010 بخفة الدم والفكاهة وانتقاد الأوضاع بالسخرية والقفشات الضاحكة ولقب أيضا بالكاتب الملحمي، وكون ثنائيا ناجحا مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، وقدما سويا أنجح الأعمال الدرامية أشهرها "ليالى الحلمية".
ولد أسامة أنور عكاشة بمدينة طنطا عام 1941، تخرج في كلية الآداب قسم الدراسات النفسية جامعة عين شمس وعمل أخصائيا اجتماعيا فى مؤسسة رعاية الأحداث ومنها إلى أخصائى اجتماعى فى رعاية الشباب بجامعة الأزهر،ومن أجل عشق الكتابة والتأليف استقال وتفرغ للكتابة عام 1982، وكتب أول أعماله مسلسل "الحصار "، وتوالت بعدها أعماله الدرامية.
مسلسلات الأجزاء
كان السينارست أسامة أنور عكاشة مبدعا في المزج بين خلفيته الثقافية والاجتماعية وبين العناصر الدرامية والفنية فقدم أكثر من جزء للملحمة الاجتماعية التاريخية "ليالي الحلمية"، وكذلك الشهد والدموع وغيرها، وعن سبب هذا الميل للأعمال ذات الأجزاء المتصلة وبذلك يكون أول من أبدع مسلسلات الأجزاء فعاشت اعماله مع جمهور الشاشة الصغيرة سنوات طويلة.
براعة المؤلف
ضمير أبلة حكمت، أرابيسك، الراية البيضا، رحلة السيد أبو العلا البشري، "المشربية، ليالى الحلمية، النوة، الحب وأشياء أخرى، وأدرك شهريار الصباح، الشهد والدموع، أميرة فى عابدين، امرأة من زمن الحب، وقال البحر، عفاريت السيالة، أهالينا، ومازال النيل يجرى، زيزينيا، كلها أعمالا تحمل فكر وفلسفة خاصة بالمؤلف، أعمال شهدت براعة عكاشة، كانت ولا تزال حاضرة في قلوب محبيه، وعلى الرغم من تعدد أعماله الناجحة فإن هناك أعمالا مازالت مسيطرة على قلوب المشاهدين.
ولاد اللذينة
أما سيناريوهات أسامة أنور عكاشة السينمائية فهى قليلة منها "كتيبة الاعدام، دماء على الأسفلت"، ومن مسرحياته "الناس اللى تحت، الناس اللى فى التالت، البحر بيضحك ليه، القانون وسيادته، ولاد اللذينة".
عشق الإسكندرية وتاريخها الثري بالثقافات المختلفة، فكانت الإسكندرية هي وجتهه الدائمة يعشقها في الشتاء ويراها أجمل وأروع، قدم من خلالها أروع اعماله كـ"الراية البيضا"، أرابيسك وزيزينيا، ومعظم الأعمال التي أنتجها عكاشة في سنواته العشرة الأخيرة صدرت من صومعته أمام بحر سيدي بشر.
عفاريت السيالة
من هذه الأعمال التى لاقت نجاحا كبيرا وتحمل كلها فكرا وفلسفة خاصة للمؤلف "المشربية، ليالى الحلمية، النوة، الحب وأشياء أخرى، وأدرك شهريار الصباح، ضمير أبلة حكمت، الراية البيضا، الشهد والدموع، أميرة فى عابدين، امرأة من زمن الحب، وقال البحر، عفاريت السيالة، أهالينا، ومازال النيل يجرى، زيزينيا".
ويشرح أسامة أنور عكاشة كيف أن الأحقاد المدمرة لايمكن ان تقف فى طريق مبدع فنان فيقول: فى بدايتي الدرامية ونجاحي الكبير حاول أحد المخرجين الكبار تدميرى ليس لشيء سوى أننى كنت قد ذهبت إليه عقب نجاح مسلسل "المشربية"، وطالبت برفع أجري.. فما كان منه إلا أن حاول تحطيمى بالقول: "أنت مين وسط العتاولة اللى بيكتبوا الدراما"، وأعلن أمامى أنني ولا حاجة، وبكيت فى هذا اليوم وقضيت ليلة فى هذا اليوم من أقسى الليالى وأصعبها، وفى نفس الوقت كنت أعتبر نفسى كاتب قصة واعدا، ومع مرور الأيام والسنين وعقب النجاح الذى حققه مسلسل "أبو العلا البشرى" التقيت بهذا المخرج الذى وسط المخرج محمد فاضل لكى أكتب له مسلسلا يقوم هو بإخراجه.
وأضاف عكاشة: بعد ذلك نفس الشخص دفع هذا الشخص فى طريقى بشاب ادعى أنى سرقت منه فكرة مسلسل والمؤسف أنهم تلقفوه فى الصحف وبدأوا تقطيعى وقالوا عني مجرد شائعة، متناسين ليالى الحلمية، أبو العلا البشرى، أرابيسك، وغيرها".