فاتن حمامة.. وصفها عبد الوهاب بالنبع العميق والأبنودي بالظاهرة الطبيعية
كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ـ ولدت في مثل هذا اليوم ـ حالة نادرة في الوسط الفني تشع ذكاء وعبقرية في الأداء، قامت بأدوار سينمائية أخذت عن روايات الأدباء، ومن هنا كان لهؤلاء الادباء آراء حول فاتن حمامة.
وقال عنها الأديب خيرى شلبى: فاتن حمامة هي أول دم مصرى حقيقى يؤرخ للمزاج المصرى الخالص على شاشة السينما المصرية، وأعنى هنا بالدم المصرى، الجاذبية الشعبية، المزاج المصرى.. إن التقاطيع والتقاسيم الجمالية في شكل فاتن حمامة ومحتواها النفسى والفنى ذات صبغة مصرية صرفة.. فوجهها تلخيص وافٍ للذائقة الجمالية المصرية فيه شبه من الملايين في القرى والعزب والمدن، وفى الحوارى والأزقة، في القصور والكفور، في الموالد والاجران والحقول، وفى المدارس والمعامل والشركات.
المزاج المصرى
وأضاف خيرى شلبى: فاتن حمامة هى شباب السينما المصرية ومرحلة نضجها العظيم هي فجرها وصبحها وضحاها وعسرها.. مجموعة أفلام فاتن حمامة وهى ليست بالقليلة أصبحت الوجه المشرق الناضج للسينما المصرية.. ولست مبالغًا إذا قلت أن تاريخ المزاج المصرى في السينما المصرية يبدأ بـفاتن حمامة.
عبد الرحمن الأبنودى
وقال الشاعر عبد الرحمن الابنودى: منذ ان خرجنا الى الدنيا وهى تبهرنا بقدر كبير من اللياقة الفنية والمستوى العالى الذى لم تتنازل عنه في اى فترة من حياتها، وقد تعرفت عليها عن قرب حين قدمت لى مسرحية من فصل واحد وطلبت منى كتابة حوار لفيلم مدته ساعة وهى مسرحية "اغنية الموت "، فالتقينا في منزلها بالزمالك بشكل يومى لتدريبها على نطق الالفاظ الصعيدية فكانت تحاول تقليدى بتواضع شديد وكأنها في سنة أولى تمثيل، فالفنان لا يصبح كبيرا الا بتواضعه امام الفن، وفاتن في النهاية ظاهرة طبيعية.
المخرج زكى طليمات
وقال المخرج المسرحى زكى طليمات: ان اسم فاتن وحده يكفى لكى يستدعى كل المواهب العبقرية التي انفردت بها طفلة صغيرة لتكون شيرلى تمبل المصرية، وقد نجحت فاتن وتربعت على قمة النجاح المتميز خلال افلامها التي تجاوزت مائة فيلم فقامت بدور البنت الشقية في يوم سعيد، والفتاة الكفيفة في اليتيمتان، والمحامية الجريئة في الأستاذة فاطمة، والمنتقمة العاشقة في دعاء الكروان، والفلاحة المطحونة في الحرام، والمرأة المظلومة في أريد حلا، والمحبة المجروحة في الخيط الرفيع ،،أدوار كثيرة متنوعة وعظيمة استطاعت ان تحول كلمات السيناريو الى نماذج حية تعيش بيننا.
وقال الفنان محمود يس: هي اعظم معبر عن الفن فهى فنانة من العيار الثقيل، انسانة كبيرة لديها من الثقافة والوعى بالفن الكثير والكثير، تعلمت منها الكثير، تعلمت منها حب الفن من اجل الفن وليس من اجل اى شيء آخر.
العيار الثقيل
وقال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب: فاتن أيام كانت صغيرة في يوم سعيد لم ترهب الكاميرا ولم تخش مواجهة الكبار، ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت فاتن حمامة بالسينما المصرية حتى أصبحت نبعا عميقا وثريا لها.