رئيس التحرير
عصام كامل

في يوم ميلاده الـ 65.. السجل الأسود لـ علاء الأسواني.. حاول تشويه الشخصية المصرية.. وصف الإسلام بأنه بلا تاريخ.. وحديثه مع إذاعة إسرائيلية "الأبرز"

علاء الأسواني
علاء الأسواني

في  مثل هذا اليوم 26 مايو، ومنذ 65 عامًا أي في عام 1957، وُلد الكاتب علاء الأسواني، المعروف بصاحب "عمارة يعقوبيان"؛ الرواية التي حازت شهرة واسعة بعد تحويلها لفيلم سينمائي.

علاء الأسواني هو نجل الأديب عباس الأسواني، درس طب الأسنان، لكنه فضل أن يُعرف نفسه بالكاتب.  

التاريخ الأسود لعلاء الأسواني

وهناك العديد من المفارقات التي اعتاد علاء الأسواني أن يدخلها، فقد زعم معاداة دولة الاحتلال الإسرائيلي وأنه ممن يرفضون التطبيع، في الوقت الذي قام بنشر روايته "عمارة يعقوبيان" باللغة العبرية، ونشرها في إسرائيل، من خلال ترجمة المركز الإسرائيلي الفلسطيني للدراسات والبحوث للرواية. 

أما روايته "عمارة يعقوبيان" فقد أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية، وخاصة بعد كتابته لعدة شخصيات تسكن العمارة، التي افترض أنها تمثل الشعب المصري، فجسدت روايته أشخاصًا وصوليين، وآخرين تجردوا من إنسانيتهم، فكان هناك الوصولي والجشع والمثلي ومعاقر الخمر زير النساء، الأمر الذي رفضه المصريون، مؤكدين أن عمارة الأسواني المشوهة لا تمت بصلة أو تعبر عن كل طوائف الشعب المصري.  

معارض لمصر عبر إسرائيل

يرى علاء الأسواني نفسه بأنه معارض سياسي مصري، لكنه يحمل الجنسية الأمريكية، ويعمد في كتاباته للتقليل من الرموز الوطنية، بل وفي بعض الأحيان يتم تشويه صورة الرموز، وبرغم حصول علاء الأسواني على جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب عام 1972، لكنه ظل يعادي الدولة المصرية عبر حقب سياسية مختلفة، كان آخرها اتهامه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنه عمل على بث الكراهية بين المصريين واليهود، والغريب أن ذلك التصريح للأسواني جاء عبر إذاعة إسرائيلية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومن رواية علاء الأسواني "عمارة يعقوبيان"، وحتي روايته "جمهورية كأن"، عمد الأسواني على تشويه الشخصية المصرية، ما أثار جدلًا واسعًا في مصر على رواياته، حيث رفضها المجتمع، وكانت سهام النقد اللاذع من نصيب روايات الأسواني، ليتم اتهامه بالتآمر والخيانة وتشويه قيم المجتمع. 

إسقاط جمهورية كأن

في عام 2014 كتب الأسواني مقالًا مثيرًا بعنوان "تسقط جمهورية كأن"، أكد النقاد أنه في هذا المقال عمد الأسواني على التحريض لتشويه الدولة وإسقاطها، بخلق مواقف وأنماط مغايرة للواقع. ومحاولة تشويه مصر من خلال روايته "جمهورية كأن" التي تم طبعا خارج مصر. 


اعتبر علاء الأسواني الفترة ما قبل ثورة 25 يناير، وما بعدها من الفترات المشوهة، التي يجب أن يتم رفضها ولفظها، وأظهر ذلك التشويه من خلال رواياته، متهما الجميع بتشويه وحرق المعبد على رؤوس المصريين، في الوقت الذي استخدم العديد من العبارات الإيحائية والمسفة، حسبما وصفها بعض النقاد، حيث رآها البعض إسفافا وإسقاطا يتنافى مع القيم المجتمعية والثوابت الدينية.
الغريب أن علاء الأسواني كانت له مجموعة من الآراء المتضاربة، فقد هاجم الفريق أحمد شفيق أثناء انتخابات الرئاسة عام 2012. واعلن انحيازه الكامل للإخوان، وكان أحد الداعمين لمرشح الإخوان محمد مرسى، في الوقت الذي أكد مقاطعته للانتخابات الرئاسية في الإعادة، والتي ضمت أحمد شفيق ومحمد مرسي.
وقام أحد المحامين ويدعى أيمن محفوظ، بتحرير بلاغ ضد علاء الأسواني عام 2018، حمل رقم 4168 لسنة 2018 عرائض النائب العام، واتهم المحامي علاء الأسواني بأنه "طعن الوطن في كافة قيمه وثقافته من خلال إصدار رواية تحمل اسم "جمهورية كأن"، التي نشرها في دار نشر لبنانية، وطبع منها نسخة ورقية شعبية توزع بشكل سري، ثم نشرها عن طريق الإنترنت، بصورة ورقية، ومسموعة بصوت، كإصرار منه على نشرها ووصولها إلى العامة"، بحسب بلاغ المحامي للنائب العام ضد الأسواني. 


ووصف المحامي رواية "جمهورية كأن" بأن "فصول الرواية تحريض على العلاقات الآثمة مع الخادمة وهجر الزوجة من الطبقة الراقية لزعمه أن النشوة الجنسية لا تحملها سوى السيدة الشعبية الفقيرة، وتوضح كيفية إقامة العلاقة الآثمة مع الخادمة، والتصريح بالسباب الذي يذكره العامة وكذا ذكر الاسم الشعبي للأعضاء الجنسية صراحة وكذا اقتباس مشهد لاغتصاب زوجة من العساكر بأمر اللواء علوان أمام زوجها، مع ذكر المشهد بشكل سوقي حقير حتى يعطي إحساسا للمواطن بالقهر من الجهات الأمنية، فضلا عن أن الاغتصاب العلني هو منهج للجهات الأمنية في مصر رغبة في ضرب العلاقة بينهم وبين المواطن" حسبما جاء في بلاغ المحامي أيمن محفوظ.

الأسواني والإسلام

ويعمد علاء الأسواني في مقالاته إلى وصف الإسلام بأنه بلا تاريخ، وأن الخلافة الإسلامية قامت على المؤامرات، في أحد مقالاته بعنوان "هل يحتاج الإسلام إلى سيوف وأسود؟!"، رفض الأسواني ما يفعله مشايخ الدين الإسلامي، ووصف اتهامهم للغرب بمعاداة الإسلام بأنه "غوغائية"، وقال الأسواني "الامبراطورية الإسلامية (برغم تقدمها في العلوم والفنون) لم تقم على مبادئ الدين، وإنما قامت مثل كل الامبراطوريات القديمة على المؤامرات والمذابح."

كما امتدح الأسواني الغرب، وما يقدمه من ديمقراطية عبر العلمانية، ووصف الإسلام بأنه لم يقدم تاريخًا فقال في مقاله: "بفضل العلمانية يعيش المسلمون في الدول الغربية تحت حماية القانون، ويتمكنون من بناء المساجد وممارسة عقيدتهم بكل حرية واحترام. إن الإسلام دين نستمد منه القيم الإنسانية، لكنه لم يقدم تاريخا قط ولا يجوز له أن يقدم نموذجا لبناء الدولة. تطبيق العلمانية أول شروط الديمقراطية."

جاءت السقطة الكبري لعلاء الأسواني عند إجرائه لحديث مع إحدى الإذاعات الإسرائيلية، مؤخرًا، حيث اتهم جمال عبد الناصر بأنه حرض المصريين على كراهية اليهود، كما روج لروايته التي ترجمت للغة العبرية، تمهيدًا لنشرها في إسرائيل.
 

الجريدة الرسمية